بعدسة «جنوبية»: عاشوراء الحمراء.. هل يحول «حزب الله» مسرح «المدينة» الى «مسرح الحزينة»!

هل يتحول “مسرح المدينة” الى “مسرح الحزينة” في وسط شارع الحمراء! السؤال يحضر ويصدح بقوة، من خلال ما يحدث ويُقدّم على خشبته ، إحياء ذكرى واقعة “كربلاء” وشعائر وطقوس “عاشوراء”، ويظهر مسرح المدينة على غير حقيقته ولونه التعبيري التمثيلي الدرامي، يظهر نافراً مثل هضبة في غير مكانها الجغرافي، لا تستطيع أن تحجبه أجنحة “غربان تظن أنها تخفي السماء وزرقتها”!

في المدينة “طيور سود ورعود” ، مسرح المدينة لا يستره الأسود، لا تخنقه اللطميات، وتفشل اللغة الفارسية بترجمة وقائع الزمن القادم!

السؤال مسبوقاً بجوابه، على حاله، يتوالد بوتيرة مضاعفة، ولا يحتمل تأويلاً. فبكل تأكيد إن احياء مراسم عاشوراء في وسط بيروت، وسط شارع الحمراء، على خشبة مسرح المدينة، لهو فعل وأمر مستهجن، غير مبرر، ولا يمكن تفسيره سوى أنه نشاط استفزازي للمدينة وشارعها وناسه .
إن الشروع بإقامة مجالس عزاء حسينية كربلائية، في مسرح المدينة المنتصب في شارع الحمراء من بيروت كراية سلام حمراء ترفرف بهواء الزمن الجميل.

إن احياء مراسم عاشوراء في وسط بيروت، وسط شارع الحمراء، على خشبة مسرح المدينة، لهو فعل وأمر مستهجن، غير مبرر

شارع الحمراء، المتعدد الطوائف والديانات، والمختلط في جنسيات السواح الذين يزورون هذه المنطقة، كونها من الأماكن السياحية المشهورة والجاذبة في لبنان، الشارع الذي يختصر حضارة البلاد وثقافتها عن سابق جمال ورقي وأمل، لا بد أنه مكان لا يحتمل اللون الأسود الداكن (حصراً) مرفوعاً في واحة الجمال، ميدان الثقافة اللبناني . بل هذا الاسود المشحون بالتعاسة يفشل بأن يرفرف في شارع الحمراء، لأنه يكبل حركة الهواء والحياة بأثقال فوق قدرة تحمّل المدينة وشارعها العريق.

يحق لأي طرف أو حزب أو جماعة أن تفعل ما تعتقده، لكن ليس باستعمال “المناسبة” والعادات والطقوس (الحامية) في المكان غير المناسب ، فكان من الأفضل إقامة شعائر عاشوراء داخل الغرف المغلقة، وفي البيوت التي تحافظ على حدود لياقتها مع الجار، وهذا أمر يندرج ضمن حرية أداء الطقوس والمعتقد، لا أحد يعترض عليه.

أليس الحزب الذي يريد إحياء عاشوراء في مسرح المدينة، هو نفسه الحزب الذي احتل وسط بيروت وحاصره؟

في الأمر سؤال آخر، وهو بمثابة إشكال كبير : أليس الحزب الذي يريد إحياء عاشوراء في مسرح المدينة، هو نفسه الحزب الذي احتل وسط بيروت وحاصره وخربه ودمره باعتصام دام سنتين، أليس هو الحزب الذي منع أغاني فيروز في حرم الجامعة اللبنانية في الحدث قبل فترة من الزمن!
فما هذه الإستنسابية في التعامل مع الفن والفنون في أماكن لا تخضع لمواصفات منظميها!

أما اللافت في أمر وفعل وقائع الايام العشرة العاشورائية في مسرح المدينة في الحمراء ، هي تلك (الكتمة) التي تستند الى سرّية العمل،بحيث لا مظاهر في مدخل المسرح،ولا في واحته الخارجية، توحي بعروض ولطميات وندبيات وسواد أعظم في داخل القاعة وعلى خشبة المسرح.

السابق
بعد تخطيه عتبة الـ٣١ الفاً.. كيف أقفل الدولار مساءً؟
التالي
رعب في عين الحلوة.. تصدّعات تُهدد السكان