حزب الله.. «عمالة بسمنة وعمالة بزيت»!

حزب الله والبحر

لماذا استعانت إيران بإسرائيل لمواجهة العراق، عندما كانت في حرب مع جارتها “العربية”، علماً أن هذه الجارة تملك أكثرية مذهبية “موافقة” معها، ولماذا سكت يومها حزب الله الحديث الولادة عن التعامل مع “الشيطان”، هل يكون التعامل مع الشيطان جيداً عندما يكون لمصلحة إيران، وهل يكون عندها “بحسب مشيئة الله”… وحزبه؟!

لماذا كانت الحرب الأميركية على العراق إذن، هل كانت تهدف لتقوية إيران، بإرادة ترك الخلافات المذهبية الإقليمية في المنطقة مشتعلة، مما يريح العدو الاسرائيلي

وللتذكير، فإنه في شهر آب 1985 اشترت المخابرات الاميركية من اسرائيل لمصلحة إيران 3.000 صاروخ، بينها صواريخ الهوك أرض جو وهي صواريخ مضادة للطائرات، وصواريخ التاو وهي صواريخ مضادة للدروع، بالإضافة الى تأمينها قطع غيار لطائرات “فانتوم”، وأرسلتهم الى إيران لتساعدها بالحرب على العراق، مقابل اطلاق 5 رهائن أميركيين في لبنان.. طبعاً، لم تمانع إيران يومها باستلام الصواريخ الاسرائيلية وباستعمالها ضد العراق.. وهي لم تكن كافية على أي حال، إذ انتصر العراق يومها على إيران، قبل أن تدمر الولايات المتحدة الجيش العراقي لاحقاً، على خلفية امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل. وقد تبين لاحقاً، أن هذه الاتهامات كانت كاذبة. فلماذا كانت الحرب الأميركية على العراق إذن، هل كانت تهدف لتقوية إيران، بإرادة ترك الخلافات المذهبية الإقليمية في المنطقة مشتعلة، مما يريح العدو الاسرائيلي ويضعف الأفرقاء المختلفة، أم أن الهدف هو السيطرة على منابع النفط العراقي؟

ويقول موقع “الجزيرة” (بتاريخ 2/1/ 2016) إنه “تم الاتفاق حينئذ بين جورج بوش الأب، الذي كان يشغل منصب نائب الرئيس ريغان، ورئيس الوزراء الإيراني أبو الحسن بني صدر في العاصمة الفرنسية باريس، بحضور آري بن ميناشيا مندوب المخابرات الإسرائيلية الخارجية “موساد”…”

ابن “الشيطان الأكبر” تكفل بالتنسيق بين “الشيطان الأصغر” وبين دولة إيران بقيادة آية الله الخميني “الولي الفقيه” على حزب الله

وما ظهر للعلن، وما إذا كان اجتماع باريس حدث أو لم يحدث، فإن الكولونيل أوليفر نورث، هو قائد عملية “إيران – غيت” بالتنسيق مع الإيرانيين بقيادة آية الله الخميني، وحزب الله لم يمانع! وكانت العملية تشمل أيضاً تعاطي المخابرات المركزية الأميركية مع “الكونتراس”. إذ تمّ استعمال قسم من الأموال الإيرانية لتمويل ميليشيات النيكاراغوا ضد حكومة ساندينيتسا اليسارية. وكان نورث يومها عضواً في مجلس الأمن القومي الأميركي في العام 1985. ابن “الشيطان الأكبر” تكفل بالتنسيق بين “الشيطان الأصغر” وبين دولة إيران بقيادة آية الله الخميني “الولي الفقيه” على حزب الله! ضابط المارينز، الذي قاتل في فيتنام، أًدين آنذاك أمام لجنة الكونغرس بثلاث تهم، أبرزها خرق حظر بيع الأسلحة لإيران.

هؤلاء اللبنانيين في الأراضي المحتلة، الذين وعد السيد حسن نصرالله وحليفه الرئيس ميشال عون في اتفاق مار مخايل بحل ملفهم ولم يفعلوا!

اليوم، يطالعنا حزب الله وأبواق الحزب بمزايدات على أمور “صغيرة” كرفضهم لمرور أدوية، وأموال من أبناء لبنانيين في الأراضي المحتلة الى ذويهم في لبنان مع المطران موسى الحاج، ليس لغايات “تجسسية”، بل لغايات إنسانية، بعدما حول الحزب وحلفاؤه لبنان الى جهنم. وهم “يعلمون” في نوع من عرف وموافقة ضمنية، هؤلاء اللبنانيين في الأراضي المحتلة، الذين وعد السيد حسن نصرالله وحليفه الرئيس ميشال عون في اتفاق مار مخايل بحل ملفهم ولم يفعلوا!

في النهاية، لم تمانع إيران، ولم يمانع حزب الله “الذي كان يعلم” من خلفها، بالاستعانة بإسرائيل، وبالعمل على الحصول على أسلحة اسرائيلية عندما أرادت إيران، وإسرائيل لم تمانع ببيع أسلحتها لإيران عندما طلبتها، أليست هذه هي العمالة لإسرائيل.. أم هناك تفسير آخر؟!

السابق
الدولار «الأسود» الى ارتفاع.. ماذا عن «صيرفة»؟
التالي
بعد كلام نصرالله التصعيدي.. جنبلاط يدعوه لـ«حفظ رأس لبنان وتجنّب الحرب»