هكذا نجح بشار الأسد في تدمير سوريّة!

عن ” دار رياض الرّيّس ” في بيروت ، صدر ، حديثاً ، كتاب ” تدمير سوريّة ( كيف نجحت استراتيجيّة ” الأسد أو نحرق البلد ” ، في طبعة أولى في ال2022 .

شواهد موضوعية على وقائع مباشرة 

وعبر رَصدٍ توثيقيّ مُستَنِدٍ إلى معطياتٍ ميدانيّة ، يحفُل هذا الكتاب الجديد للباحث والكاتب السّوري الدكتور رضوان زيادة ، بالشَّواهد الموضوعيّة على وقائعَ مباشِرةٍ مستَمدَّةٍ من مصادر مُتابِعَةٍ ، موثوقةٍ ومتعدِّدة ومحايدة في الوقت نفسه ، كلّها تؤكِّد على تدمير سوريّة ، كمُحصِّلةٍ للاستراتيجيّة التي اعتمدها بشار الأسد  ،  منذ عشر سنوات ، تقريباً ، بهدف بقائه في الحكم .

عوامل الاستراتيجية  المدَمِّرَة

ويؤكِّد هذا الكتاب أنّ استراتيجيّة ” الأسد أو نحرق البلد ” نجحت عبر خمسة عوامل رئيسيّة : 

  •   أولاً : ألإستخدام المكثَّف لسلاح الجو .
  • ثانياً : ألحصار .
  • ثالثاً : ألمجازر المرتكَبَة  على أساسٍ طائفيّ أو جِنسِيٍّ .  
  • رابعاً : ألنّزوح والتّهجير القَسريّ .
  • خامساً: حِرمان العودة بعد اللّجوء عبر تدمير الممتلكات الخاصّة .

الموضوع الضِّمنيّ للكتاب

ف ” لقد طُبِّقت هذه الاستراتيجيّة – وَوَفقاً للكتاب – بتصميم واضح لإنجاح هدفها النّهائي في بقاء ” الأسد ” في الحكم مهما كان الثمن، والثمن هنا كان وطناً إسمه سوريّة … وهي الاستراتيجية التي كان من شأنها خَلق عمليّة تغييرٍ ديموغرافيّ تاريخيّ كبير للمُكَوِّنات السورية. وهذا هو الموضوع الضِّمنيّ لهذا الكتاب .

إنّ الموضوع الضِّمني لهذا الكتاب هو عمليّة التَّغييرالديموغرافيّ التّاريخيّ للمكوِّنات السّوريّة بفعل التّدمير الذي استخدمه النّظام

محاور مَتن الكتاب

هكذا ، إذاً ، نَجح بشار الأسد في تدمير سورية ، من خلال استعماله لعوامل استراتيجيته المذكورة ، وهذه العوامل هي التي تشكِّل – بَحثِيّاً – مَحاوِر مَتنِ هذا الكتاب ، الذي يتألّف من خمسة فصول ، كل فصلٍ منها يتمحور حول كل عاملٍ من هذه العوامل على حِدةٍ ، وبالعنوان ذاته ، وتَسبِق هذه الفصول / العوامل ، مقدِّمَةُ الكتاب .

بسبب الحرب في سورية إنخفض عدد سكّانها من 21 مليون و124 ألف إلى 18 مليون و 284 ألف

إذ يتناول الفصل الأول طبيعة : ” الاستخدام المكثَّف لسلاح الجو ” ، ضدّ سكّان المناطق المأهولة بالمدنييّن وهي المناطق التي خرجت عن سيطرة الحكومة . وقد جاء في هذا الفصل : ”  أنّ الاستخدام المكثّف لسلاح الجو ، بشكل منهجيّ واسع النّطاق وعشوائيّ في الحرب ، وهو ما ميَّز الحرب السورية عن غيرها من الحروب الأهليّة في العالم لجهة عدد الضَّحايا الكبير الذين سقطوا ، فقد استخدم النظام السوري سلاح الجو لأوّل مرّة في تموز 2012 ، ولم يتوقف استخدامه ضدّ المدنييّن إلى اليوم . ولم يعرف التاريخ استخداماً لسلاح الجو كجزءٍ من الحروب الأهليّة الداخليّة إلاّ في حالاتٍ محدودة . فعدد الضَّحايا الذين سقطوا باستخدام سلاح الجو السوري يُعتبَر الأكبر على الإطلاق في تاريخ الحروب الأهليّة … ويمكن القول ببساطة إنّ ما ميَّز الحرب السورية عن غيرها من الحروب الأهليّة ، هو ما أصبح سلاح الجو شهِيراً به ، وهو ” البراميل المتفجِّرة ” .

الاستخدام المكثّف لسلاح الجو هو ما ميّز الحرب السورية عن غيرها من الحروب الأهليّة في العالم لجهة عدد الضّحايا

ويتناول الفصل الثاني طبيعة ” ألحصار ” الذي فرضه النظام على السّكان المعارضين له . وجاء في هذا الفصل الثاني ، أنّ ” الحصار استُخدِم في الحرب السورية بوصفه سلاحَ حرب … ولقد بدأ استخدامُ هذا الحصار كآليّة عِقابٍ جماعيّ  من أجل الإخضاع ، بوقت مبكر من الحرب السورية … وتعرّض السّكان المدنيون في المناطق المحاصَرَة في أنحاء البلد للتطويق والمنع من المغادرة ، والقتل والتجويع ، ومُنِعوا ، بصورةٍ روتينيّة ، عن الإجلاء الطّبيّ وتوصيل المواد الغذائية الحَيويّة والمواد الصحيّة وغير ذلك من الإمدادات الجوهريّة ، … واستراتيجيا الحصار هذه خَلقت كارثة إنسانية من صنع الإنسان مع أكثر من مليون ضحيّة … واتّصف هذا الحصار بالقسوة وبعدد من الصِّفات ميَّزه عن الحصار في الحروب الأهليّة الأخرى  ” .

والفصل الثالث : يستعرض ماهيات : ” ألمجازر المرتكَبة على أساس طائفيّ أو جنسيّ ” ، ويقدّم هذا الفصل الثالث تحليلاً تفصيلياً لهذه المجازر وَفقَ ترتيب وقوعها … “

والفصل الرابع : مَدارُه عمليّات ” النّزوح والتَّهجير القَسريّ ” ، ويدرس هذا الفصل الرابع كيفية تحوُّل النّزوح إلى أحد العوامل التي صَنعت التّغيير الديموغرافي في سورية خلال سنوات الحرب .

إنّ ما ميَّز الحرب السورية عن غيرها من الحروب الأهليّة هو ما أصبح سلاح الجو السوري شهيراً به وهو ” البراميل المتفجِّرة “

والفصل الخامس والأخير يتحدّث عن عوامل ” حِرمان العودة بعد اللّجوء عبر تدمير الممتلكات الخاصة ” للنازحين والمهجَّرين وهي العوامل التي ” تُفقِدُهم حقَّ العودة لبلدهم بجعلها مستحيلة … ” .

تغيير جذري وعودة مستحيلة

ومما يقوله الكاتب في مقدمة الكتاب :

لقد غيّرت الحرب في سورية 2011 – 20 التركيبة السكّانية جذريّاً والافتراض بإمكانية العودة بسورية ديمغرافياً  إلى ما كانت عليه قبل الحرب أصبح مستحيلاً . فقد انخفض عدد سكان سورية من 21 مليوناً و124 ألفاً وفق الإحصاءات الرسمية للمكتب المركزي للإحصاء إلى 18 مليوناً و284 ألفاً وفقاً لإحصاء موقع التغييرات السكانية الذي يعتمد على بيانات الأمم المتحدة والبنك الدولي في تقدير أرقامه … فعلى مدى السنوات السبع الماضية تحولت سورية إلى ساحةٍ لحروب الآخرين على أرضها ، وفق تعبير شهير لغسان تويني عن الحرب الأهلية اللبنانية ، إذ لم تعُد الحرب في سورية حرباً أهلية بل حرباً إقليمية بالمعنى السياسي الدقيق للمفهوم …

السابق
تخليدا لذكرى 4 آب.. بولا يعقوبيان تتقدم باقتراح قانون حول اهراءات القمح.. هذا ما جاء فيه
التالي
هل «يزيح» حزب الله عون من بعبدا؟!