درباس لـ«جنوبية»: خفض التمثيل في إجتماع وزراء الخارجية يكرس الإستياء العربي

رشيد درباس
لم يحن بعد موعد فتح صفحة جديدة بين لبنان و محيطه العربي، فالرئيس ميشال عون في نهاية عهده، و باقي منظومة السلطة تحاول تمرير الوقت بإنتظار ما سترسو عليه تسويات المنطقة. أما الدول العربية فهي تفصل بين سياسة هذه المنظومة و خطابها الخارجي وتتعامل معه وفقا لما تقتضيه الاصول البروتوكولية ، و بين الجيش اللبناني وتعتبره ركيزة الدولة اللبنانية ومن هنا يمكن فهم معنى المساعدة القطرية للجيش اللبناني.

بدأت بيروت منذ يوم أمس الخميس بإستقبال وفود وزراء خارجية 21 دولة عربية للمشاركة بالإجتماع التشاوري العربي، تحضيرا لقمة الجزائر التي ستعقد في تشرين أول المقبل، كون لبنان  يرأس الدورة الحالية لمجلس وزراء الخارجية العرب. وبحسب لائحة صدرت عن مديرية المراسم في وزارة الخارجية بأسماء الوفود المشاركة في الاجتماع، تبين أن هناك تفاوت واسع في مستوى المشاركة بين الدول، إذا أن وزراء خارجية كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة والعراق ومصر وعُمان وليبيا وجيبوتي وموريتانيا والمغرب لن يحضروا، وسيتمثلون على مستوى مندوبين، في حين أن المشاركة على مستوى الوزراء ستكون لكل من الاردن  اليمن والجزائر وقطر والكويت وفلسطين المحتلة السودان والصومال وجزر القمر، أما سوريا فلا تزال عضويتها مجمّدة في جامعة الدول العربية.

هذا المستوى من التمثيل والذي ترافق مع إعلان قطر تقديم 60 مليون دولار لرواتب الجيش اللبناني يدفع للسؤال عن دلالته، فهل تريد الدول العربية ولا سيما الخليجية منها، القول أن وجودها في الاجتماع هو بروتوكولي  ولا يؤشر إلى أي تغيير في الموقف العربي المعلن والواضح من الملف اللبناني، وماذا عن توقيت المساعدة القطرية للجيش؟

الموقف الدول الخليجية تجاه لبنان يلقى تعاطفا من دول مثل مصر والاردن وعمان

يجيب الوزير السابق رشيد درباس “جنوبية” على هذه الاسئلة بالقول:”لا شك ان هناك عاملا يجب أخذه بعين الاعتبار، في مقاربة مستوى التمثيل العربي في الاجتماع، وهو سوء العلاقات اللبنانية العربية التي نعاني منه منذ أكثر من عام”، معتبرا أنه “لا يمكن الفصل بين القطيعة العربية سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا تجاه لبنان وبين خفض مستوى التمثيل، وهذا يعني ان الاستياء العربي من الاداء السياسي اللبناني لا يزال قائما وهم لا يزالون يعتبرون أنه منحاز إلى معسكر سياسي لا تستسيغه دول التعاون الخليجي”.

ويرى أن “هذا الموقف للدول الخليجية تجاه لبنان يلقى تعاطفا من دول مثل مصر والاردن وعمان وباقي الدول العربية”.

إنعقاد المؤتمر التحضيري في لبنان يعني أنه لا يزال محطة لا يمكن الاستغناء عنها

في المقابل يشدد درباس على أنه”لا بد من الاضاءة على الجانب الايجابي في الموضوع، وهو ان إنعقاد المؤتمر التحضيري في لبنان، يعني أنه لا يزال محطة لا يمكن الاستغناء عنها بالنسبة للدول العربية، وهي إشارة  علينا إلتقاطها وتطويرها لتحسين العلاقات بين لبنان ومحيطه العربي، وإعادة النظر بسياستنا الخارجية ومحاولة جعلها أكثر حصافة وتوازنا، وتحسسا لمصالح الشعب اللبناني لأنه لا يجوز أن تكون سياستنا الخارجية ضد مصلحة شعبنا”.

ماذا عن دعم قطر للجيش؟

 يجيب درباس:”لا بد من الاشارة إلى أن كل الدول التي تدير ظهرها للبنان تبقي على دعمها للجيش اللبناني لأنها تعرف تماما أن تماسك هذه المؤسسة هو جزء من إستقرار لبنان وإلا يتحول إلى بلد الفوضى وعندها يصعب إعادة نهوضه”، مشددا على أن “صمام الامان للدولة اللبنانية هو الجيش والقوى الامنية وممنوع ان يضربوا معنوياته ومستوى معيشته ولذلك يلقى دعم دولي وعربي”.

كل الدول التي تدير ظهرها للبنان تبقي على دعمها للجيش لأنها تعرف أن تماسكه هو جزء من إستقرار لبنان

ويؤكد أن “الدعم القطري للجيش ضمن هذا الاطار وليس ضمن مساعدة لبنان في خطة التعافي، التي تتطلب شروطا وإجراءات أخرى وسياسة أكثر حصافة وحنكة، وحكومة تغير خط السير لما هو مصلحة لبنان ووفقا لمفهوم الحياد الذي يدعو إليه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي”.

ويختم:” ليس المطلوب الاصطفاف في أي محور، بل أن نتجنب عداوات ومقاطعات من محيطنا العربي”.

السابق
عشية الاجتماع التشاوري لرؤساء خارجية العرب.. ميقاتي يدعو «الأشقاء لاحتضان لبنان»
التالي
مناشدة يمنية للبنان.. قنوات تدعم الحوثي من الضاحية!