“ثورة القاضي شادي قردوحي”، هاشتاغ إنطلق على مواقع التواصل الاجتماعي دعما للقاضي”الثورجي”، بعد احالته على المجلس التأديبي بسبب اتهامه عدد زملائه بالفساد وقبض رشاوى، فيما لم تحرّك المراجع القضائية ساكنا للتحقيق في تلك الاتهامات ، انما صوّبت سهامها ضده بملاحقته في محاولة ل”قمعه” وإسكاته .
تحرك قردوحي بوجه”الفاسدين من القضاة”، كما يسميهم، ليس جديدا، فهو سبق ان كانت له مواقف متقدمة وجريئة حين نزل عن قوس المحكمة واعلن اعتكافه وحيدا “لان القانون ممنوع تطبيقه على اصحاب النفوذ”. ونعى حينها القضاء بعدما حاول التصدي ووحيدا ايضا كمستشار في محكمة الجنايات في جبل لبنان التي كان يرأسها القاضي محمد مرتضى قبل تعيينه وزيرا، لاحكام تدين الضعيف وتبرىّء نافذ مستتر.
ولم يتوقف قردوحي عن هذا الامر، وانما مع تعيين رئيس جديد للمحكمة التي هو مستشار فيها، بقي على جرأته، رغم محاولة رئيس المحكمة المعيّن مكان مرتضى قمعه. وشهدت المحكمة اول من امس حادثة على قوس المحكمة حين كانت تنظر في جريمة قتل، وينقل شهود عيان عن ان قردوحي طلب من رئيس المحكمة القاضي كمال نصار طرح اسئلته، لكن الاخير منعه من ذلك، لينزل بعدها قردوحي عن القوس ويكتب على صفحته على “الفايسبوك:”قسما بالله وايدي على راس اولادي، لن اتوقف عنكم يا زبائنية الفساد وحاشية المفسدين طالما قلبي فيه نبض..لن اسكت عن ظلمكم وعن المظلومين وعن التركيبات والرشاوى وظلم الضعيف ومساعدة النافذ للافلات من العقاب..مركزي القضائي وم ستقبلي وحياتي اقدمهم مهرا لقيامة وطني لبنان”.
تفاعل العديد مع مواقف قردوحي على مواقع التواصل، من محامين واصدقاء ومواطنين، الا القضاة، وإنْ كان عدد منهم يعتبرون ان قردوحي يمثلهم في مواقفه
تفاعل العديد مع مواقف قردوحي على مواقع التواصل، من محامين واصدقاء ومواطنين، الا القضاة، وإنْ كان عدد منهم يعتبرون ان قردوحي يمثلهم في مواقفه، وانما بالسر، خوفا على مراكزهم وملاحقتهم امام المراجع القضائية، والى هذه الفئة من القضاة توجه قردوحي في احدى منشوراته “الى القضاة الغير مكترث والخائف والتردد: بالقانون يا اهل القانون ، الجريمة تتم بالفعل او بالامتناع..بالامتناع، فيما تملكون مفاتيح الحل بأيديكم ، اطرحوا هذا السؤال على ضمائركم وتذكروا ان ما تزرعونه سيحصده اولادكم ..وسيأتي يوم يحاسبكم التاريخ وقبله اولادكم وشعبكم”.
“رسالة ” قردوحي لزملائه جاء الرد عليها ب”طرده” من”غروب القضاة” على “الواتساب” ، والادعاء عليه بجرم تحقير القضاة والقضاء ، ليرد على هذه الاتهامات بانه سبق ان اعلم التفتيش القضائي والنيابة العامة التمييزية عن تورط قاض على الاقل بجرائم فساد وتبييض اموال ولكن محاولاته كانت”يائسة وبائسة”، متسائلا: “هل تم الادعاء على قضاة تورطوا بقضايا مخدرات ورشاوى وتزوير واخلاءات سبيل ، ولماذا تم اقفال ملفات تناولت اسماء عشرات القضاة ، وهل تم الادعاء بحق وزير الداخلية السابق لقوله بان 95 بالمئة من القضاة فاسدين؟”.
اذا كان “القاضي الثورجي” قد شكّل حالة اسثنائية لم يشهد لها القضاء من قبل، فان مصادر مطلعة وصّفت هذه الحالة ب”الشعبوية”
واذا كان “القاضي الثورجي” قد شكّل حالة اسثنائية لم يشهد لها القضاء من قبل، فان مصادر مطلعة وصّفت هذه الحالة ب”الشعبوية” ودعت الى التزام القانون الذي يفرض على القضاة موجب التحفظ وطرح المشاكل على طاولة مجلس القضاء الاعلى المؤتمن على حقوق وكرامة القضاة.
وفيما قردوحي مدعو للمثول امام المجلس التأديبي مطلع الاسبوع المقبل، فهل سيفضح بالاسماء القضاة الذين يتهمهم بالفساد وهل سيتحرك التفتيش امام هذه الفضائح علما ان رئيسه القاضي بركان سعد يحال على التقاعد بعد شهر في الاول من تموز المقبل. ما هو مؤكد ما قاله قردوحي :”لن اسكت عن الحقيقة ولو كان الثمن حياتي”.
