درباس لـ«جنوبية»: ما حصل في مجلس النواب هو تلاعب بتوصيف الاكثرية

رشيد درباس
أوضحت جلسة مجلس النواب اليوم، أن لا تغييرات كبيرة ستطرأ على منهجية العمل في المجلس النيابي، بعد أن إستطاعت قوى السلطة تثبيت قبضتها الاكثرية النيابية والفوز بالمناصب التي أرادتها ( رئيس المجلس ونائبه وأعضاء هيئة مكتب المجلس)، في مقابل عدم قدرة نواب المعارضة والتغيير على إحراز خرق جدي. فكيف سيُترجم ما حصل في مجلس النواب على الاستحقاقات القادمة؟

لم يكن مشهد إنتخاب رئيس مجلس النواب  نبيه بري ونائبه الياس بوصعب مشهدا روتينيا على غرار ما كان يحصل في الدورات البرلمانية السابقة، حيث كانت تطبخ قوى السلطة إنتخابات الرئيس وهيئة مكتب المجلس مسبقا، ثم تعيد تقديمها جاهزة مباشرة على الهواء.

وما حصل اليوم ثبّت عدة حقائق أولها، أن هذه السلطة إستطاعت إعادة تثبيت قبضتها على مفاصل القرار في البرلمان الجديد (ربما الحكومة لاحقا)، ولو بعد طول عراك في ما بينها أولا، وبمنافسة حادة مع أخصامها ثانيا.

الحقيقة الثانية، هي أن النواب المنبثقين عن مجموعات المجتمع المدني والقوى السيادية والمعارضة، لم يتمكنوا من الاتفاق في جبهة وحلف سياسي واحد، مما شتت أصواتهم وجعل الفوز من نصيب الرئيس بري بأكثرية الاصوات ومن الدورة الاولى، وبو صعب على غسان سكاف في الدورة الثانية، والآن عون على زياد حواط بسهولة وهادي ابو الحسن بالتزكية بعد إنسحاب فراس حمدان (أمين سر الثاني في هيئة مكتب المجلس).

فكيف ستترجم هذه الحقائق على إستحقاقات لاحقة وأولها تشكيل حكومة، ناهيك عن المشاريع القوانين والإصلاحات، المطلوب من البرلمان تشريعها لإخراج البلاد والعباد من “جهنم” التي يعيشون فيها؟

المجلس النيابي يحتوي على كتلة “رمادية” يتغير تصويتها بحسب مصالحها

يسجل الوزير السابق رشيد درباس بأن “المجلس النيابي الجديد يعاني من إنقسام حاد بين أعضائه”، شارحا ل”جنوبية” أن “هذا الأمر ظهر في الدورة الثانية لإنتخاب نائب رئيس مجلس النواب، ففي الدورة الاولى هناك قسم منهم صوّت بورقة بيضاء ثم عاد وإنتخب النائب سكاف”، ويرى أنه “في مقابل لا يمكن القول أن المجلس إنقسم إلى إتجاهين سياسيين، ولا يمكن أن ننسى ان هناك نوابا إنتخبوا من دون أن يكون لديهم إنتماء واضح لقوى8 آذار، أو قوى المعارضة والتغيير ، وهؤلاء يمكن أن يتغير تصويتهم في الإستحقاقات المقبلة، بحسب مصالحهم، ولذلك يمكن القول أن المجلس النيابي يحتوي على كتلة “رمادية” يتغير تصويتها بحسب مصالحها”.

ويرى أن “إنتخاب الرئيس بري بالاغلبية من الدورة الاولى، دليل على حنكته وعدم قبوله بأن يتلاعب به نواب التيار الوطني الحر، لإنتخابه في الدورة الثالثة على غرار ما حصل بإنتخاب الرئيس ميشال عون، كما أظهر أنه قادر على الانفتاح على الجميع، وعدم السماح لأي طرف بالاستفراد به”.

هناك نواب مناكفين تقدر ب60 نائبا وهذا يعني أننا سنشهد الكثير من الكر والفر في البرلمان

يضيف:”هناك 60 نائبا هم من الأكثرية القسرية والمتنافرة، التي إتفقت على إنتخاب رئيس مجلس النواب ونائبه من أجل إستنقاذ الاكثرية، وهذا يعني أننا لسنا أمام مشهد سياسي بقدر ما هو مشهد تلاعب بتوصيف الاكثرية”، مشددا على أن “هناك فريقا يصر على البرهان بأنهم لا يزالون أكثرية لكن حقيقة الامر غير ذلك، لأن المقياس الحقيقي لإمتلاك الأكثرية، هي كيفية توزيع الصوت المسيحي في الانتخابات”، ويعتبر أن “ما حصل اليوم في مجلس النواب، لا يؤسس إلى أي أمر لأن الرئيس بري هو رئيس المجلس، ويتقن الامساك بكل الخيوط في البرلمان وتحريكها ببراعة، لكن في المقابل سياسة “صُدق” إنتهت ولا يمكن إستعمالها مجددا لأن هناك نواب مناكفين تقدر ب60 نائبا تقريبا، وتجلّت في الاصوات التي نالها المرشح غسان سكاف، وهذا يعني أننا سنشهد الكثير من الكر والفر في البرلمان” . 

يتوقع درباس أن “يتخلل تشكيل الحكومة عجائب وغرائب، وهو أمر صعب جدا، وهناك شخصيات تحاول تقديم أوراق إعتمادها للسلطة، ومستعدة للسير بعكس الشعارات التي رفعوها، ونحن أقرب إلى مشهد “مولد وصاحبه غائب”. 

السابق
بسبب انقطاع الكهرباء.. محتجون يقطعون طريق قصقص
التالي
تعليقٌ مدوٍّ.. نائب «حزب الله» مفجوع: بدأنا بالسقوط!