قراءة في «فنجان» الإنتخابات!

الانتخابات النيابية

انتخابات الفعل و رد الفعل، لن تكون إنقاذية او إصلاحية، الا اذا تبدلت العقلية السائدة القائمة على الأعداد والمجاميع، وتخطت عتبة الإحصاءات و الفرز، على أساس الاصطفافات المبنية بالكامل على منازلات عبثية بين الأطراف المسيطرة، بل والقابضة على الحياة السياسية، كلٌ بحسب حجمه في الجمهورية، بدءً من مجلس النواب مرورًا بالسلطة التنفيذية، اي الحكومات وصولا الى الادارات العامة في الدولة.

اقرأ أيضا: بيروت ترسم خارطة سياسية جديدة.. وتترقب اداء التغييرين!


قد يتبدل المشهد،  وهو ما يعول عليه معظم المواطنين، لكن اذا أيقن الكل أن الاولوية اليوم هي لإستعادة دور الدولة، القادرة على خلق نوع من الأمان لمواطنيها وتأمين حاجاتهم وحماية حقوقهم المنتقصة، بل الغائبة والمتبخرة بالقياس إلى ما وصلوا إليه.
من يحدد مسار المرحلة المقبلة، هو من دون أدنى شك الأقوى، والأقوى هنا قد لا تكون بالضرورة عائدة للصالح، لانها واقعيا هي متصلة أيضاً بالطالح، القادر على التعطيل بغض النظر عن الحجم الذي يتمتع به ماضياً او حاضراً او حتى مستقبلاً، وهنا تكمن المعضلة الأساس، التي يخشى من أن تطغى مجدداً على الحياة العامة أو ان تستمر وتبقى في دوامة المخاصمات والنكايات والمناكفات. 
الشعب بعد ما وصل إليه، بات يراهن على استثناء يقارب الاعجاز، يفضي الى هِداية يطلبها المقيم قبل المنتشر المغترب، تفضي الى نتيجة واحدة ووحيدة، ينطلق معها الكل وينخرط في اعادة بناء الدولة و مؤسساتها، تعطي أمل بحصول استقرار ورخاء وتقدم وتطور وازدهار.
على القوى التغييرية وبعيدا عن متلازمة الاعداد والاحجام  التي يفرضها عن قصد البعض، ان تتمتع بقدر مقبول من الدهاء المدعوم بقوة ضغط المجموعات المواكبة لعملها، عليها أن تعيد تمتين حضورها في إطار منظم للاستمرار بتحقيق ما شرعت به، منذ ثورة ١٧ تشرين الاول في العام ٢٠١٩، تلك الانتفاضة الاعتراضية التي تجمع حولها ومعها حينها أغلبية الشعب اللبناني، وخفت وهجها تدريجياً مع الوقت لاسباب عدة ومتعددة، أثرت على فعاليتها وحالت دون استمرارها بالشكل المطلوب. على تلك القوى والمجموعات أن تعيد رسم خارطة طريقها بعدما دخلت البرلمان، عليها أن تطمئن الناس وتدفعهم الى احتضانها. عليها ان تنطلق نحو الوطن بإرادة كُلية واعية، تتناسب وصعوبة المرحلة المستمرة الان، و المقدر لها ان تستمر اذا لم يتم العمل على إبطائها، لاجل إبطال تدفقها بأقل الخسائر الممكنة.
الشعب اللبناني امام بداية جديدة من البدايات التي لا تنتهي إلى نتيجة، الجدية الوحيدة اليوم المُعّول عليها تكمن في امكانية استمرار ضغط النفس التغييري، الذي تسنى له ان يصل الى المجلس التشريعي، لكي يكون مجتمعاً قادر على سحب أدوات التعطيل والتخريب والتمييع و المراوغة، ويحقق بالعمل الجاد والمثمر ما عجز عنه معظم من سبق، و كانوا في المجلس التشريعي وهيئاته الدستورية.

السابق
الدولار الأسود «طاير».. و«المركزي» يرفع سعر منصة صيرفة!
التالي
بالفيديو: الخال رفض تزويجه ابنته.. فقتله!