ماذا عن «حاصل الإحباط»؟!

الإحباط سيد الموقف ، هو الحاصل الانتخابي الأوفر حظاً في نتائج انتخابات الأمس.

النسبة الضعيفة وغير الكافية في هذه الانتخابات تدل على انكفاء أكثر من (ثلثي الشعب!) اللبناني والتزامه الصمت . والعزوف عن الاقتراع دليل دامغ على إحباط كبير أصاب الشعب بالصميم.

إن حوادث العنف التي تكررت، قبل الانتخابات وفي لحظة الاقتراع، بمنهجية وبتخطيط من قوى “الممانعة” ارعبت أغلب المقترعين وجعلتهم في “عراء” ويصطدمون بعصفِ إحباطٍ كبير، دفعهم للرّكون في بيوتهم في صمتهم الثقيل، لتحاشي الذل الهوان!

ما رفع الغطاء الشرعي الدستوري عن هذه الانتخابات هو ذلك “التّحدي” الفاجر للقانون والقضاء بترشح بعض “النواب” المطلوبين للقضاء بتهم كبرى

وما زاد “طين بلّة” الإحباط الشعبي، وما رفع الغطاء الشرعي الدستوري عن هذه الانتخابات هو ذلك “التّحدي” الفاجر للقانون والقضاء ، والذي تمثّل بترشح بعض “النواب” المطلوبين للقضاء بتهم كبرى ،أين منها تهمة الخيانة الوطنية، (تهمة انفجار المرفأ) ، بالإضافة الى ما أصاب بعض المرشحين من تطويق وحصار عبر العقوبات الدولية بحقهم، لفسادهم!

كل هذه العوامل والأسباب أفضت الى هذا الاحباط الكبير ، والأكثر خطورة هو أن هذه الأسباب كفيلة بدك شرعية ودستورية الانتخابات، فالطعن بها امام المجلس الدستوري، يُمكن أن يأخذ مجراه في إبطال هذه الانتخابات، اذا ما انبرى أحدهم لممارسة حق الطعن الدستوري.

أغلب الناس، بل كل الناس ، كل الشعب يُفضّل الانتخاب والاقتراع بكرامة ، لا بمذلّة

أغلب الناس، بل كل الناس ، كل الشعب يُفضّل الانتخاب والاقتراع بكرامة ، لا بمذلّة.لذلك كان ، وربما وجب ، على أغلبية الشعب اتقاء الشّر والبقاء في البيوت!

إضافة الى ذلك موقف الرئيس سعد الحريري العام من الانتخابات وتأثيره في الناخب “السّني”، حيث تشتت الأصوات السنية في انتخابات الأمس، لتزيد من تراكمية في الإحباط الشعبي.

إحباط وخيبة أنتجتها انتخابات ١٥ أيار، لا تُصرف ، بالحلال ، بل بالحرام.ولكن رغم ضراوة هذه الخيبة ثمة أمل يعرج صعوداً بعدما خُرق “الثنائي” وسقط جزء من (هالة) الأسود الحالك الحاكم المُتحكم!

السابق
جعجع يتحدث عن مقاطعة شيعية: الأمور لن تعود كما كانت في الـ17 سنة الأخيرة
التالي
رغماً عن الصندوق «السوري المرمز».. الفرزلي يسقط أمام مرشّح الثورة ياسين ياسين!