وعود نصرالله «الإنتخابية _النفطية» «تتبخر» بعد 15 أيار!

السيد حسن نصرالله
"أجاد" أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه الانتخابي الثاني لناخبي بيروت وجبل لبنان، التوصيف النظري لطريقة حل بعض المشكلات التي يعاني منها البلد اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، اما بالنسبة للحلول، فان ما عرضه كان ابعد ما يكون عن التطبيق الواقعي والعملي.

حديث السيد نصرالله امس تناول معضلة الحفاظ على حقوق المودعين عبر القوانين التي يفترض أن تحمي حقوق هؤلاء مما ينبغي أن يقوم البرلمان اللبناني الجديد بتقنينه، إلى حديثه حول ملف تحويل الفاسدين إلى القضاء اللبناني، إلى كلامه عن ضرورة حماية الثروتين النفطية والغازية اللبنانية وغير ذلك من المعضلات التي أجاد الأمين العام في توصيفها نظرياً، ولكن أين يمكن صرف حديثه وكلامه عملياً؟ 

فشل حزب الله  

    فالحزب وحلفاؤه الذين حظوا بأكثرية تمثيلية في البرلمان الحالي،  لم يتمكنوا من حماية واسترجاع حقوق المودعين على مدار ثلاث سنوات من المظلومية، بل كانت المناكفات بين القوى السياسية سيدة الموقف، في جلسات المجلس النيابي الحالي طيلة السنوات الثلاث الماضية، ولم تصل إلى نتيجة في قضية ودائع اللبنانيين . 

كلام الأمين العام عن تحويل ملفات الفساد إلى القضاء فقد شبع الشعب اللبناني منها طيلة السنوات الأربع الماضية دون نتيجة 

       وأما كلام الأمين العام عن تحويل ملفات الفساد إلى القضاء، فقد شبع الشعب اللبناني من حديث النائب حسن فضل الله عنها طيلة السنوات الأربع الماضية وما قبلها، دون نتيجة عملية جذرية تذكر،هذا فضلاً عن غل يد القضاء اللبناني في كثير من قضايا الفساد المعلن وغير المعلن، والمرتبط بحقوق الناس الفردية وبحقوق الدولة، مما كاد أن يصيب بعض محازبي حزب الله وبعض حلفائه في مقاتلهم ..  

      وكل هذا  إضافة إلى مراوحة ملف بت تلزيم النفط والغاز واستكشافه منذ سنوات في مكانه، رغم قوة الحزب والحلفاء في السلطة .هذه القوة التي لم تتمكن طيلة السنوات الماضية من حسم الأمر منذ بداياته، الذي لو تم حسمه منذ سنوات لما وصل البلد إلى حالة الانهيار القائمة.

     هذا ويتخوف الكثير من الناخبين الموالين للحزب وفريقه الحليف،  من أن تكون مهلة الشهر التي قطعتها الخطابات الانتخابية للبت في مسألة الشروع باستكشاف النفط والغاز وتلزيم شركات جديدة، من أن يكون الحديث حول هذا الأمر وعوداً انتخابية تنتهي مفاعيلها بعد الخامس عشر من شهر أيار، ونعود إلى الحلقة المفرغة من الاستثمار السياسي لهذا الملف في مناسبات أخرى، تماماً كما حصل بملف مشروع نهر الليطاني وبمشروع سد بسري وغيرهما، من المشاريع التي يتحرك الحديث عنها موسمياً ..  

شراكة وهمية 

ولكن هل يمكن صرف خطاب الأمين العام عملياً وتطبيقاً هذه المرة، أم سيكون حاله حال حماسة الحديث عن وعود المحاسبة والمساءلة التي أطلقها حزب الله والحلفاء في الخطاب الانتخابي في الانتخابات الماضية؟  

   عدم ثقة جمهور اللبنانيين بحماسة خطاب الأمين العام الانتخابي مردّه، تقديمه لفريقه السياسي ومرشحيه كدعاة للشراكة والتعاون والتفاهم الوطني وعدم الإلغاء والإقصاء، وهو الحزب الذي نشأ على عقيدة إلغاء وإقصاء الآخر في الدائرة الشيعية كحد أدنى. 

يتخوف الكثير من الناخبين الموالين للحزب أن تكون مهلة الشهر التي قطعتها الخطابات الانتخابية للبت في مسألة الشروع باستكشاف النفط والغاز أن يكون وعوداً انتخابية. 

 فقد خاض حزب الله حرباً دموية في الدائرة الشيعية لإلغاء وإقصاء الآخر، ولإحكام السيطرة على قرار الطائفة الاسلامية الشيعية في لبنان، وللاستيلاء على أمن الجنوب بشكل خاص وضاحية بيروت الجنوبية في مرحلة من مراحل تطوره وتمدده، وهو الحزب الذي في منهجية الإلغاء والإقصاء في الدائرة الشيعية، يضطهد آلآف الشخصيات من علماء ومثقفين ومفكرين منذ تأسيسه، ويعمد لإلغاء حضورهم الإعلامي وإقصائهم اجتماعياً ونفيهم اقتصادياً، وقطع أرزاقهم بتدخلاته المتنوعة، وبواسطة أجهزته الأمنية المتعددة ومسؤوليه وعناصره ومؤيديه وأتباعه في الداخل والخارج، لمجرد كون هؤلاء لا يعملون تحت لوائه وقراره، ولا ينسجمون مع بعض أفكاره ويختلفون معه في الرؤى السياسية والاجتماعية، والشواهد على هذا الأمر لا تعد ولا تحصى في الوسط الشيعي المغلوب على أمره، وأعداد المضطهدين من قبل الحزب في هذه الدائرة في تزايد مضطرد .. 

 فأين الشراكة والتعاون والتفاهم وعدم الإلغاء والإقصاء من كل هذه الممارسات، يا سيادة الأمين العام الموقر؟!  

السابق
مبالغ خيالية.. كم يُكلّف «المشوار» الى هذه المناطق للإنتخاب؟
التالي
خاص «جنوبية»: تحرك لمعاقبة كبار المسؤولين السوريين.. هل «تقصم» مجزرة حي التضامن «ظهر» الأسد؟!