حمادة لـ«جنوبية»: رجوع السفيريين يؤسس لعودة لبنان إلى إنتظام مؤسساته .. وعروبته

مروان حمادة
ليس خبرا عاديا عودة سفيري المملكة العربية السعودية والكويت في لبنان، بعد "الغمامة السوداء" التي مرت في سماء العلاقات اللبنانية – الخليجية، بل يعني أن صفحة الانكفاء العربي عن بلاد الارز قد طويت، فهل ستتبع هذه العودة جهود لبنانية لكتابة صفحة جديدة من العلاقات، بعيدا عن الشوائب والحسابات السياسية الخاصة والاستثمارات الاقليمية.

أدخلت عودة سفيري المملكة العربية السعودية وليد البخاري والكويتي عبد العال القناعي إلى لبنان بعد فترة إنكفاء، دينامية على المشهد السياسي اللبناني الذي كان غارقا في جهنم الوضع المالي والاقتصادي، والوعود الانتخابية الممجوجة من قبل فريق السلطة، والبطء الحكومي في التحرك لتغيير الواقع المأساوي الذي يتخبط فيه اللبنانيون منذ بداية الازمة، وليس من المبالغة القول أن عودة السفراء إشارة إلى أن العلاقات الدبلوماسية اللبنانية – العربية وتحديدا الخليجية، إستعادت سكتها الصحيحة، بعد مرحلة تنقية الشوائب التي مرت بها، فهل يمكن أن تعود هذه العلاقات إلى زخمها السابق، خصوصا على أبواب إنتخابات نيابية، تحتدم فيها المنافسة بين قوى، تريد الحفاظ على هذه العلاقات، وبين قوى تنتمي لمحور الممانعة وتريد وضع لبنان فيه؟ 

يقرأ النائب والوزير السابق مروان حمادة عودة البخاري والقناعي من زاوية مختلفة، يقول ل”جنوبية”، “ما نشهد اليوم ليس مجرد عودة سفير أحبه اللبنانيون وليس إستعادة مستوى معين للعلاقات الدبلوماسية، بين بلدين شقيقين عزيزين على بعضهما البعض فحسب”، مشددا على أن “ما نرى اليوم هو تحول أساسي لمقومات سياسية لبنانية، يلتقي من خلالها الزخم العربي المتجدد، بإتجاه الشعب اللبناني الحبيب والمحب، وإنتفاضة هذا الشعب بشكل سلمي وديمقراطي، ولكن بقوة وإندفاع وتصميم على المواجهة لم يشهده لبنان من قبل”.

عودة البخاري ليست مرتبطة بالانتخابات وتستطيع الدول أن تدعم فريقا أو فرقاء من بعيد

يضيف:”عندما أقرأ من بين الشعارات الانتخابية السيادية أن بيروت تواجه، والجبل يؤكد إرادته والبلد مصمم على التحرير، أشعر بأننا عدنا إلى السادس من أيار 2008، قبل الاجتياح المشؤوم لميليشيات الظلمة لعاصمتنا، ومحاولتهم إختراق الجبل الصامد”، لافتا إلى أن “عودة سفير المملكة العربية السعودية ومعه سفير دولة الكويت الشقيقة والحبيبة، سيؤسس لعودة لبنان بالاصوات وبالأرقام وبالحناجر القوية إلى إنتظام مؤسساته، وإنعاش سيادته وتثبيت عروبته هوية وإنتماء”.

يرى حمادة أن “المملكة ومعها الكويت، ومعظم الدول العربية، أكدت أن لبنان لم يعد متروكا وأن شعبه هو مصان وأن كرامته محفوظة، وأن الزحف الانقلابي الايراني سيتوقف بتضافر الجهود الوطنية والعربية والدولية”، مشددا على أن “عودة السفير بخاري ليست مرتبطة بالانتخابات، وتستطيع الدول أن تدعم فريقا أو فرقاء من بعيد، ودون أن تدخل إلى المعترك الوطني، فلبنان ليس أسير إنتخابات من اليوم، بل أسير التحالف الجهنمي بين حزب الله وأربابه الايرانيين، وقمة الفساد الممثلة بهذا العهد وحزبه وصهره”.

الانتخابات مجرد محطة ومعركة لبنان مستمرة إلى زوال الاحتلال الايراني

ويؤكد أن”الانتخابات مجرد محطة، ومعركة لبنان مستمرة إلى ما بعد بعد الانتخابات، وإلى زوال الاحتلال الايراني، وبكل تأكيد الانكفاء العربي عن لبنان، والذي لم يطل حقق أهدافه بتوعية اللبنانيين إلى المهالك التي قاد إليها محور عون- حزب الله، بعيدا عن الحضن العربي والشرعية الدولية، وإعتناق مبادئ قيام لبنان، أي الحرية والعيش المشترك والنظام البرلماني الديمقراطي”.

السابق
بعدسة «جنوبية»: ميقاتي في دارة البخاري.. الى السعودية خلال رمضان!
التالي
بعدسة «جنوبية»: البخاري يجمع ساسة لبنان وشيا حول مائدة الإفطار.. و«حزب الله» لا يغيب!