خاص «جنوبية»: «سُنة» بعلبك الهرمل.. لا سعد ولا بهاء ولا «حزب الله»!

بعلبك

من البديهي القول ان غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية، أدى الى حال من الضياع والتشظي في الشارع السني، رغم المحاولات التي يقوم بها بهاء الحريري لوراثة تيار شقيقه، وتولي زمام القيادة السنية.فالمساحة السنية على الخارطة اللبنانية يلفها الضباب في المناطق كافة، بانتظار الرابع عشر من شباط ذكرى إغتيال الشهيد رفيق الحريري، حيث تؤكد أوساط “بيت الوسط” ل”جنوبية”، أن “الرؤية ستكون أكثر وضوحا، لجهة الطريق الذي ستسلكه الغالبية السنية”. 

 الا ان مراقبين لحركة الشارع السياسي والإنتخابي، يؤكدون ل “جنوبية” أن “بهاء فشل في استقطاب الجمهور المترنح، في حين أن حزب الله يستشرس في كسب النائبين السنيين ليرفع رصيده الى 9 نواب من أصل 10، وليصبح هو المرجعية الوحيدة للسنة في بعلبك الهرمل”.


بهاء الحريري الطارئ على الحياة السياسية، لم يقنع خطابه أهالي بيروت

ويعتبرون ان “بهاء الحريري الطارئ على الحياة السياسية، لم يقنع خطابه أهالي بيروت، ولم “يهضموا” محاولة عبوره، على ارث والده و شقيقه سعد، المستقيل قصرا من العمل السياسي، فكيف له ان يكون له مكانة في منطقة البقاع”، مؤكدين ان الاهالي في هذه المنطقة “لم يتفاعلوا مع خطابه الباهت ولا مع وعوده الباردة”.

وفي هذا السياق، يلتقط احد رجال الاعمال المغتربين العائدين لرصد المزاج الانتخابي وبوصلته “السنية”، بحسب ما أفاد “جنوبية”، إشارات “الرفض لبهاء بعدما  أقتنع أن العاصمة “عالي بابها”، فحاول الدخول بخطوات إنتخابية مترددة الى بعلبك الهرمل، من بوابة الحرمان عبر “حركة سوا للبنان”، مراهنا على الظروف الاجتماعية الصعبة التي يعيشها الاهالي، لكسب تأييدهم له، طامحا بأن يكون نائبي السنة في هذه المنطقة تحت جناحيه”. ويردف”: الا أن حزب الله الذي يملك إمكانيات ضخمة، والذي يمتهن ممارسة سياسة الترهيب والترغيب بحق السنة والاقليات، في منطقة يتصرف بها من منطلق أنها معسكر وخزّان لمقاومته، يحاول نسج تحالفات مع “جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية” في بعلبك، لترشيح شخصية من عائلة “بعلبكية” وكسب تأييد “الأحباش”  كما يحاول ضم شخصية سنية لها حضورها من بلدة عرسال، التي تعتبر الرافد الاساسي لاصوات السنة”.

حزب الله بدأ بوتيرة متصاعدة في استقطاب أكبر  عدد ممكن من الشباب السني، وضمه الى سرايا المقاومة

وفي هذا السياق أيضاً تؤكد مرجعية دينية سنية ل”جنوبية”، لها وزنها وحضورها في هذه المنطقة،  أن “حزب الله بدأ بوتيرة متصاعدة في استقطاب أكبر  عدد ممكن من الشباب السني، وضمه الى سرايا المقاومة، كما عمل على إحتواء شخصيات سنية، ومنحها دوراً في المساعدة المالية والنفطية، التي يقدمها في المنطقة، على غرار نشاطه في الشمال”. وتتخوف المرجعية الدينية  من أن “غياب القيادة السنية في بعلبك الهرمل، و ان الإحباط الذي يعيشه هذا الشارع، سيؤدي الى عملية تذويب وانصهار، عدد كبير من أبناء بعلبك وعرسال والفاكهة في بوتقة الحزب، ليصار الى محاولة “تشييعهم” لاحقا، ليكونوا أداة ومنصات لمشاريع داخلية وخارجية”.

وتؤكد هذه المرجعية “أن من يريد الدخول الى هذه المنطقة المهمولة، عليه الدخول بمشروع غير ضبابي وبمباركة من دار الفتوى، ومن يريد أن يعيد أمجاد رفيق الحريري ويكسب الشارع السني، عليه أن يتعامل مع سنة بعلبك الهرمل على أنهم ضمن “مشروع وطني” متكامل، وأن يعي أن السنة ليسوا يتامى، ويمكن عصرهم وجرهم الى صناديق الاقتراع، مقابل حفنة من المال أو بعض المازوت”. و يجزم “أن أبناء السنة هم أصحاب مبدأ، وأوفياء لمن وقف الى جانبهم، ولن يكونوا رافعة لمشاريع ايرانية”.

السابق
«الداخلية» تُتابع نشاطين مسيئين للخليج.. وتوجيهات إضافية
التالي
بعد هبوطه الى ما دون الـ21 الف.. كيف أقفل الدولار مساءً؟