«كلنا ريان» من المغرب إلى لبنان!

الطفل ريان

كارثة.. بل كارثة انسانية أكبر من فاجعة، سقوط الطفل المغربي ريان في بئر، والفاجعة الأكبر أن ريان مات في الأعماق تحت الأرض، ونجحت فرق الانقاذ المغربية باخراجه من أعماق الظلمات ولكنها، أخرجت جثة بريئة مبللة بحسرات الانسان الكبرى.

لو سقط أي انسان في ذلك البئر، ما كان ليعيش ويبقى على قيد الحياة لساعة واحدة. حتماً كانت لحظات قليلة لريان في الحياة تحت، في العميق الداكن، أختنق بسرعة، انقطع نفسه وتحطم جسده جراء السقوط من علو 32 مترا.

نحتاج الى تغليب الإنسانية على كل أشكال الحروب والصراعات والتسلّح والقتل والموت

من كان يتابع عملية انقاذ ريان يكاد يختنق، وأنا واحد من هؤلاء الذين اختنقوا. ساعات كثيرة عشتها خارج وعيي، لم أشعر ولم أتحسس انني أحيا وأتنفس، لم استدرك انني بخير أبداً.

إقرأ أيضاً: «نكبة» إنتخابات ٢٠٢٢..تحت «سلطة» حزب الله!

أنفاس ريان قاومت العدم، لكنها خسرت المعركة. فيا ايها المقاوم الصغير كيف رسمت معركتك، وما كانت خططك في الصمود والحياة،كيف قاومت خمسة أيام، ايها الجريء البريء ، ماذا كنت ترى وتسمع وتتمنى وأنت مدفون في أرض روحك؟

نحن الذين نعيش اليوم باختناق ، الحياة تخنقنا كل يوم وترمينا في بئر الظلمة والحرمان ، كم نحتاج الى إنسانيتنا، الانسانية المكبوتة التي كانت ظل ريان، وتفجرت مع تفجر الطفل في الأعماق.

الحدث المهم الذي رافق الفاجعة كان في محاولة انقاذ الطفل ، فقد أزاحت المغرب جبلاً للوصول الى (قبر) ريان السحيق.

فكم نحتاج اليوم وبالأمس وغداً، الى تلك الانسانية في أن نُغلّب الإنسانية على كل أشكال الحروب والصراعات والتسلّح والقتل والموت.

كم نحتاج الى أنسنة الإنسان عن حق وحقيقة. لقد ساعدنا ريان وأخرج من أعماقنا ما كنا نريد فعله وقوله: كم انسان ذاق والتاع وتمرمر، مثلما ذاق والتاع وتمرمر ريان؟

نحن الذين نعيش اليوم باختناق الحياة تخنقنا كل يوم وترمينا في بئر الظلمة والحرمان

هل الحياة ظالمة أم نحن أبناء الحياة اخترنا الظلم..كم كان جميلاً لو نجحت عملية انقاذ ريان وعاش في أرض روحه!

السابق
«نكبة» إنتخابات ٢٠٢٢..تحت «سلطة» حزب الله!
التالي
شباب لبنان..«مستقبل مظلم» بأرقام لـ«اليونيسيف»!