عندما يُغلب وزير الداخلية «الروح المذهبية» على الروح الرياضية!

بسام المولوي
في دولة عسكرية يمكن توقع كل شيء، فلبنان لا بعيش في حالة طوارئ ولا في حالة حرب، ولكن معالي وزير الداخلية والبلديات القاضي بسام المولوي اتخذ القرار، وتدخل في شؤون رياضية في سابقة لم تحصل بعد في أي دولة في العالم، ولا حتى في الدول الدكتاتورية، ولا يمكن ان يتكرر الامر لاحقا الا في ظل حكم هذا القاضي.

يوم امس، قاطع نادي النجمة مباراة الدورة التاسعة من بطولة لبنان في ملعب فؤاد شهاب، ورفض ان يلعب المبارة امام نادي العهد من دون اي مبرر، وقد حصلت محاولات لإلغاء المباراة، ولكن نادي العهد رفض الامر وحضر الى الملعب، ليتفاجأ بقوة ضخمة سيارة وجرارة ومدرعة من قوى الامن الداخلي، تمنع اللاعبين العزل من دخول الملعب  بالقوة. 

“الروح” الطائفية والمذهبية لدى وزير الداخلية تحركت فجأة، بتدخلات وفروض سياسية عليه وبهمس بأذنه بعبارة “اوعا نادي النجمة لغي الماتش”، الامر الذي دفعه الى التحرك عسكريا لمنع اللاعبين من لعب المباراة، ولكنهم دخلوا وفازوا بسبب غياب النجمة.  

الغاء مباراة قبل دقائق قليلة عسكريا وامنيا وسياسي امر غير مقبول ولا يمكن ان يمر مرور الكرام

من فاز ومن خسر غير مهم، فكل شيئ يحل بالنقاط وبالكأس وبالربح والخسارة، ولكن الغاء مباراة قبل دقائق قليلة عسكريا وامنيا وسياسيا، هو امر غير مقبول ولا يمكن ان يمر مرور الكرام، لا مع الاتحاد اللبناني لكرة القدم، ولا مع الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا”، فبطولة لبنان بخطر بسبب قرار عشوائي صدر عن وزير الداخلية ليس من ضمن صلاحياته. 

إقرأ ايضاً: مافيا الدولار تستشرس..سعر الصرف يُلامس 31 الفاً ومسرحية ملاحقة الصرافين تتواصل!

هناك من ورط وزير الداخلية بقرار تعسفي متسرع، وحمله احتمال سقوط دماء يوم امس، عندما تجمع البعض امام الاتحاد لشتم رئيس نادي آخر، ومن ورط وزير الداخلية يعلم جيدا ما فعله، فهو امن الحماية السياسة والطائفية والمذهبية لمعاليه، مقابل الغاء المباراة واسكات الجميع، ولكن يبدو ان البعض لن يسكت. 

ما حصل بالامس ينذر بخطر كبير، من التدخلات السياسية والقرارات العشوائية في الانتخابات النيابية المقبلة، فهل يمكن ان يتم إئتمان وزير الغى مباراة بقدرة قادر عسكرية على صناديق اقتراع وانتخابات كاملة؟

ما حصل بالامس ينذر بخطر كبير من التدخلات السياسية والقرارات العشوائية في الانتخابات النيابية المقبلة

وكيف يمكن ان يثق بعد المواطن بوزير استعمل العسكر لقتل الروح الرياضية، التي هي ابسط الإيمان وسيؤمنه على صناديق انتخابية مقفلة ومصير بلد واحلام بالتغيير، فيبدو ان معاليه يمسك الهاتف ويجيب ويقول “أمرك”… وإنتخابات ستحصل بنزاهة!

السابق
بعدسة «جنوبية»: إنطلاق «هادىء» لإنتخابات نقابة أطباء الأسنان!
التالي
مافيا الدولار تستشرس..سعر الصرف يُلامس 31 الفاً ومسرحية ملاحقة الصرافين تتواصل!