حائط «حزب الله» ورأس لبنان

أطلّ بالأمس على اللبنانيين، كل من نائب الأمين العام ل”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم، والدكتور غسان سلامة. فأستخدم الأول، أي قاسم، تعبير “أللي ما عجبو يدق راسو بالحيط”. أما الثاني، أي سلامه، فقال: عندما تقود السيارة “لا تنظر في المرآة لترى ماذا في الوراء، بل تتطلع عبر الزجاج الى الامام.”

قبل الذهاب الى توضيح المناسبة التي قال ما قاله كل من قاسم وسلامة، لا بد من التوقف عند نوعية الكلام الذي ورد آنفا. فيتبيّن ان المسؤول الثاني في المنظمة التي تمثل القوة الأبرز في لبنان ، يقدم الدليل على ان “حزب الله” يقيم وزنا فقط لعضلاته. فيما يدعو الوزير السابق صاحب المسيرة الاكاديمية والمهنية المشهود لها في وطنه وفي العالم، لاسيما في الأمم المتحدة، للعودة الى العقل.

اقرأ أيضاً: لبنان.. «اللهم اضرب الفاسدين بالفاسدين»

ما يجب توضيحه في كلام قاسم، انه كان يؤكد أنّ “علاقة حزب الله بحركة أمل علاقة إستراتيجيّة ثابتة ومتينة،” خلال إحتفال نظّمه الحزب في الذكرى السنوية الثانية لمقتل الجنرال قاسم سليماني و”أبو مهدي المهندس” . أما سلامه، فكان ضيف برنامج “صار الوقت” لمارسيل غانم عبر شاشة ال “أم تي في.” وخلال حلقة هذا البرنامج قدم الوزير السابق مطالعة شاملة لواقع لبنان ، شارحا وفي صورة وافية أولوية الأوليات في معالجة أزمات لبنان، ألا وهي مباشرة المفاوضات مع صندوق  النقد الدولي المهتم جدا بمساعدة لبنان.

إذا، أولوية نائب الأمين العام لـ”حزب الله”، هي في العلاقة مع حركة “أمل” ، بالإضافة كما قال، “سنكون مع التيار الوطني الحر في الإنتخابات النيابيّة،” وصولا الى تكرار ما سبق وقاله الأمين العام للحزب “أنّ “ردّنا على السّعودية سيكون حاسمًا؛ أنتم الإرهاب ونحن المقاومة.”

في المقابل، يقول سلامة لماذا يجب ان تكون أولوية الأولويات في الذهاب الى مسار الحل مع صندوق النقد الدولي، بعدما صار معظم اللبنانيين تحت خط الفقر فيما فقد لبنان ميزاته التفاضلية في المنطقة بعدما كان مستشفى العرب وجامعتهم ، وها هو اليوم يكاد يخسر قطاعه المصرفي نهائيا، فيقول:” شو أخطر شيء بالنسبة للبنان الان؟ في رأيي المتواضع (ألاخطر هو)الانهيار المالي والنقدي والمصرفي.”

إذا ما اردنا ان نعرف ، ما هو الامر الذي يستحوذ بإهتمام ملايين المواطنين على مدار الساعة، فسنجد انه جديد سعر صرف الدولار في السوق السوداء. انه أمر يتقدم على سائر الأمور أيا كانت ، بما هي تصريحات المسؤولين الرسميين وغير الرسميين وفي مقدمهم الشيخ قاسم.

في كلمة نائب الأمين العام للحزب الأخيرة، لم ترد كلمة واحدة عن سعر صرف الدولار في السوق السوداء والذي يشغل بال الأكثرية الساحقة من اللبنانيين. ربما الامر يعود كما تروي طرفة رائجة، “ان الخبر السيء في البيئة الحاضنة للحزب هو ان يكون عن تراجع سعر صرف الدولار أمام العملة الوطنية، بإعتبار ان الحزب يسدد رواتب العاملين لديه بالعملة الخضراء.”

بصراحة: ان لبنان ، لا يعجبه الحال، وهو الذي يرتطم  رأسه بالحائط.

السابق
مصرف لبنان يتحرك.. إنذارات تسبق شطب الرخص لـ 188 صراف!
التالي
الموت يغيب الصوري العالمي سعيد الأشقر.. مطوع الحجارة وألالوان!