أجواء «رمادية» مع الخليج: مقرّرات جدة ممنوعة من الصرف!

لبنان السعودية

 تلقت القوى السياسية في لبنان بحذر المبادرة الفرنسية السعودية لحل الأزمة الدبلوماسية بين بيروت والرياض، والتي أعلنت بعد لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في مدينة جدة السبت الفائت، واتصالهما برئيس حكومة لبنان نجيب ميقاتي الذي وصف الخطوة بالمهمة نحو ترميم علاقات بلاده مع السعودية.

اقرا ايضاً: ميقاتي الى السعودية قريبا؟

وأشارت “نداء الوطن” الى ان كل برامج التعافي والإنقاذ لن تجد لاستنهاض لبنان سبيلاً، ما لم تستنهض حكومته نفسها أولاً، فتلمّ شملها تحت سقف مجلس الوزراء لإقرار ما هو مطلوب منها دولياً وعربياً بغية إثبات جدية العمل باتجاه الإصلاح ووقف الهدر والفساد، توصلاً إلى استعادة ثقة الداخل والخارج على حد سواء، وهو ما عبرت عنه بإيجاز مقررات جدة السعودية – الفرنسية، إصلاحياً وسياسياً وسيادياً، والتي على ما يبدو من أجواء “حزب الله” أنها ستبقى “ممنوعة من الصرف” حكومياً ربطاً باستمرار رفض انعقاد مجلس الوزراء حتى إشعار قضائي أو نيابي يقضي بإزاحة المحقق العدلي في قضية انفجار المرفأ القاضي طارق البيطار.

أما في ما يتصل بالعلاقات الديبلوماسية الخليجية المقطوعة مع لبنان، فيتابع السفراء اللبنانيون المبعدون من دول الخليج باهتمام بالغ الترددات الإيجابية لاتصال جدة برئيس الحكومة “لكن حتى اللحظة الأجواء ما زالت رمادية” وفق تعبير أحدهم، وأضاف رداً على سؤال “نداء الوطن”: “لم يتحدث أحد معنا “لا من جوّا ولا من برّا”، والأمور تبدو وكأنها لا تزال في المربع الأول، خصوصاً وأنّ أي جديد لم يطرأ رسمياً بعد على مواقف الدول الخليجية المعنية بقطع العلاقات الديبلوماسية مع لبنان، كالكويت والبحرين”.

من جهة أخرى، اعتبرت مصادر سياسية عبر “القبس” الكويتية ان من غير المستبعد وقف التصعيد السعودي، والبدء بترجمة ذلك عبر عودة المبادلات التجارية بين البلدين وإعادة فتح الاسواق السعودية أمام الصادرات اللبنانية، على أن تستتبع بعودة العلاقات الدبلوماسية بين بيروت والعواصم الخليجية التي طردت السفراء اللبنانيين منها.. وقد تنخرط السعودية إلى جانب فرنسا ودول أخرى في مسار الدعم الإنساني المباشر للشعب اللبناني.

في المقابل، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي لـ”أساس” أنّ “ما تحقّق في اللقاء بين وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان وبين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون شكّل تقدّماً ملموساً وخرقاً لا مثيل له تمثّل في نيل تعهّدات من المملكة العربية السعودية في ما يخصّ لبنان”.

واعتبر المصدر أنّ المهمّ في ما حدث هذا “الويك إند” هو “إظهار أنّه لا تزال توجد بلدان مستعدّة لمساعدة لبنان والشعب اللبناني، وأنّ البلدان مستعدّة لذلك، والانسداد لا يأتي من الخارج، كما يروّج البعض هنا في لبنان، وإنّما يأتي الانسداد غالباً من عوامل داخلية، إذ يحتمي المسؤولون اللبنانيون خلف الخارج ليبرّروا انعدام تحرّكهم، لكنّ الواقع مغاير، فالبلدان مستعدّة لمساعدة لبنان، سواء فرنسا أو سواها، لكنّ على لبنان القيام بدوره أيضاً. وهذه هي الرسالة الرئيسية للّقاء، وهكذا سقطت الذريعة اللبنانية بأنّ الخارج لا يساعد لبنان”.

السابق
انخفاض باسعار المحروقات.. كيف اصبحت ؟
التالي
رئيس صندوق النقد الجديد في بيروت.. الكابيتال كونترول «طار» واستياء حكومي!