طبارة لـ«جنوبية»: زيارة زكي جزء من ضغوط اميركية وفرنسية وخليجية

رياض طبارة
بالرغم من أن الامور مقفلة داخليا و إقليميا، و لا سيما في ما يتعلق بأزمة لبنان مع دول الخليج، إلا أن ثمة محاولة من جامعة الدول العربية لفتح ثغرة في جدار الازمة، تبدأ بإقناع وزير الإعلام جورج قرداحي بالاستقالة الطوعية، كجزء من خطوات لاحقة لإعادة ترتيب العلاقات اللبنانية مع المملكة العربية السعودية، وإزلة الشوائب التي علقت فيها على مدى السنوات الماضية.

تروي مصادر مطلعة على كواليس زيارة نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي إلى لبنان، بأنها محطة أساسية في الجهود الغربية والعربية المبذولة لإنقاذ لبنان، من الإنحدار النهائي نحو التفكك والتلاشي، بعد الشلل الذي أصاب حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، على خلفية تحقيقات مرفأ بيروت وبعد الازمة المستجدة بين لبنان والمملكة العربية السعودية، إثر تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي. وتلفت ل”جنوبية” “أن زيارته ستكون الاولى من ضمن سلسلة زيارات، ستشمل لاحقا كل من المملكة العربية السعودية(التي تم التنسيق معها حول زيارة لبنان) وفرنسا، من أجل ترتيب الخطوة الاولى التي على لبنان القيام بها، لكسر حلقة التوتر المتزايدة بينه وبين المملكة، ليتم لاحقا ترتيب خطوات ووساطات عربية، تعيد العلاقات اللبنانية -السعودية إلى الحد المطلوب الذي لا يمس بمصلحة البلدين”.

اقرا ايضا: في حال فشلت مهمة زكي.. تلميحات سعودية ببدء ترحيل جزئي للبنانيين!؟

تضيف المصادر أن زكي شرح للمسؤولين اللبنانيين الذين إلتقاهم اليوم “أن كلام قرداحي نتج عنه مفاعيل سلبية في العلاقة بين لبنان والمملكة، وأنه يسعى إلى إنتاج مبادرة توقف هذه المفاعيل أولا وتفتح الباب أمام معالجة لاحقة لكل ملف العلاقات اللبنانية – السعودية”، لافتة إلى “أنه سمع من مضيفيه الرؤساء الثلاثة، بأنهم يحرصون على أفضل العلاقات مع السعودية وأن كل من الرئيسين ميشال عون و ونجيب ميقاتي لا يمانعان أن يبادر قرداحي إلى الاستقالة، لكن الامور أخذت منحا آخر ولا يمكن أن يتم إقالته، لأن ذلك يعني إنقسام البلد وتطيير الحكومة، وهذا الامر له تداعيات خطيرة على البلد ككل، لذلك لا بد من العمل على أن يبادر قرداحي إلى تقديم الاستقاله بنفسه”.

وترى المصادر أن وصف زكي “لقاءه برئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه الاهم في جولته اللبنانية، هو توصيف دقيق لكون رئيس المجلس هو الاقدر على إقناع حليفيه حزب الله ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية بأن يقدم الجانب اللبناني المبادرة لفتح ثغرة في جدار الازمة الحاصل (القبول بإستقالة قرداحي)، وتجنيب البلد ما هو أسوأ إقتصاديا وسياسيا وأمنيا، خصوصا أن إستمرار الازمة، يعني تطيير المفاوضات مع صندوق النقد الدولي والانتخابات النيابية المقبلة، وهو ما يلوّح به المجتمع الدولي صراحة، إذ لا مؤتمرات لمساعدة لبنان إقتصاديا، من دون المملكة العربية السعودية ودول الخليج”.

المجتمع الدولي يربط تنظيم المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان بالمساهمة الخليجية

يوافق سفير لبنان السابق لدى واشنطن رياض طبارة على أن أن السفير زكي حمل رسالة مزدوجة غربية وعربية إلى لبنان، ويقول ل”جنوبية” أن “زيارته هي جزء من مواصلة الضغوط المتفق عليها بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا وبعض الدول الخليجية تجاه لبنان، وملخصها هو ان يحصل تفاوض جدي بين لبنان وصندوق النقد الدولي، وأن تحصل الانتخابات النيابية لأن المجتمع الدولي لديه شكوك بإيفاء الطبقة السياسية اللبنانية بالوعود التي قطعتها في هذين الاستحقاقين، ولذلك الضغوط مكثفة في هذه الفترة، للدفع  نحو الايفاء بهذه الوعود”.

كل القوى الدولية والاقليمية الفاعلة تخاف إنهيار لبنان

 يضيف:”الضغط الذي سيمارسه زكي على المسؤولين اللبنانيين لإنجاز أكثر من ملف، ومن ضمنها ملف  الازمة السعودية– اللبنانية، والجميع يعلم أن تأثير الجامعة العربية لحل هذه الازمة ليس كبيرا  مع السعودية، ولكن كل القوى الدولية والاقليمية الفاعلة تخاف إنهيار لبنان ولكل منها أسبابها الخاصة”، مشددا على أن “هذا هو الهم الاساسي والأزمة السعودية قسم منها لأن الاتحاد الاوروبي والمجتمع الدولي ككل، يربط  إعادة تنظيم المؤتمرات الدولية لمساعدة لبنان إقتصاديا بمدى مساهمة دول الخليج  بهذه المؤتمرات (أموال سيدر قسم كبير منها سيأتي من دول الخليج ولا سيما السعودية)، ما يعني ان المملكة هي جزء من الدول التي ستُخرج لبنان من أزمته وعليه تصحيح علاقته بها”. 

السابق
إرتفاع كبير بدولار السوق السوداء.. كم بلغ؟
التالي
خلية «حزب الله» في الكويت: أحد المتهمين شقيق نائب سابق.. وأوامر بضبط آخرين