رهان التغيير المناخي.. ومعركة «نهاية العالم كما نعرفه»!

مناخ الارض

قد لا تختلف النوايا بين الدول الكبرى في إرادة السيطرة على ظاهرة التغيير المناخي. فالحياد الكربوني أصبح هدفاً للعديد من الدول، ولكن متى؟ وهل تكون الجهود كافية لمنع تخطي ارتفاع الحرارة الكوكب مستوى 1.5 درجة مئوية؟ 

منذ ال Cop 21 في كوبنهاغن واتفاقية كيوتو واتفاق باريس، و عدد كبير من الالتزامات لم تترجم في التطبيق بعد.

والسبب هو فاتورة وتكلفة استبدال الوقود الأحفوري بالطاقة النظيفة. فاستخراج الوقود الأحفوري ما يزال أقل تكلفة، من تصنيع معامل وآلات الطاقات المتجددة على أنواعها، بالاضافة الى صعوبات تخزين الطاقة لاعادة استعمالها، على ضوء عملية تطوير بطاريات الليتيوم.

ثروات بيزوس، تيسلا، غيتس وحدها قادرة، بالعدالة الاجتماعية، أن تنقذ كوكب الأرض

واذا  كانت “نهاية العالم كما نعرفه” قد اقتربت، كما حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، مع مخاطر غياب مدن عدة مثل الاسكندرية وشنغهاي وميامي، في حال ارتفعت حرارة الأرض 4 درجات. والتي أصبحت أكثر من ممكنة، فالنمو المرتبط بالتكلفة الاقتصادية، ما يزال يتفوق في الهموم الوطنية على توازن رباعية التنمية، والتي تشمل: الاقتصاد والعدالة الاجتماعية، والحفاظ على البيئة والادارة الرشيدة في الوقت عينه. فالشركات العالمية الكبرى تحقق أرباحاً خيالية، على حساب مصلحة الكوكب وأهله..وأصحابها يملكون المليارات. ومليارات الأشخاص يموتون جوعاً أو يعيشون تحت مستوى خط الفقر.. وثروات بيزوس، تيسلا، غيتس وحدها قادرة، بالعدالة الاجتماعية، أن تنقذ كوكب الأرض، بيئياً واجتماعياً مع اعتماد التنمية المستدامة بدلاً من النمو. 

أسئلة عدة يمكن طرحها: هل يخصص العالم صندوقاً من 100 مليار دولار، لمساعدة الدول النامية بيئياً في السنوات الخمس المقبلة، (وهو لم يحقق ذلك بعد قمة باريس حتى الآن)، هل ينجح العالم في زرع تريليون شجرة قبل العام 2030، هل ينجح العالم في تنفيذ ثورة صناعية خضراء في السنوات العشر المقبلة، هل تتخلى الدول الكبرى عن الفحم الحجري في انتاج الكهرباء (مثل الصين)، هل ينجح العالم بمنع ارتفاع حرارة الأرض الى مستوى الدرجتين مئويتين؟  الجواب لكل هذه الأسئلة: أكثر من على الأرجح: لا.. ولكن..

الشعوب أمام تهديدات جدية لنوبات غضب مناخية تهز الدول والشعوب في كل مكان

وبين الرئيس الأميركي جو بايدن الذي يحذر من أن الأسوأ لم يأت بعد، وبين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الذي يحذر من كارثة لا مفر منها، ويلحظ مسؤولية الدول العشرين الاقتصادية، وينبه من أن الاعتماد على الوقود الأحفوري يدفع بالعالم الى الهاوية، فإن الشعوب أمام تهديدات جدية لنوبات غضب مناخية تهز الدول والشعوب في كل مكان.. وكلما اقترب كوكب الأرض من الحياد الكربوني، الذي يجب بلوغه في أقرب وقت ممكن، كلما كانت فرص الانسانية لاجتياز النتائج الكارثية للنوبات الهيستيرية ممكنة. أما الخطر الحقيقي فهو بلوغ نقطة اللا رجوع، مع ارتفاع حرارة الأرض 4 درجات. عندها كل الكوارث الطبيعية تصبح ممكنة، ونتائجها ستتخطى مخيلة الكتّاب في هوليوود!

السابق
الحرارة تتخطى معدلاتها الموسمية.. اليكم طقس نهاية الأسبوع
التالي
ميقاتي يُخاطب قرداحي ويدعوه لتغليب المصلحة الوطنية: الرأي لا يُفرض بالتصعيد!