من يطفئ النار اللبنانية السعودية؟!

أزمة لبنان مع دول الخليج معقدة ومتعددة الاوجه والاسباب والتداعيات، ليس فقط على صعيد علاقة لبنان الأخوية مع محيطه العربي، بل أيضا على صعيد العلاقة بين مكونات الطبقة السياسية اللبنانية، وما سيتبعها من تفاعل شعبي معها. أما الحل فهو بيد الرئاستين الأولى والثالثة، لرسم إطار واحد ونهائي لوجه لبنان الذي يريده شعبه "عربيا".

تلتزم كل من بعبدا وعين التينة الصمت، حين يتم السؤال عما يجري من إتصالات لإحتواء الازمة الدبلوماسية غير المسبوقة، بين لبنان ومحيطه العربي ولا سيما المملكة العربية السعودية، وكذلك يفعل كل من نواب كتلتي “لبنان القوي” و”التنمية والتحرير”، في حين أن أجواءهما تشير ل”جنوبية” إلى “أن الرئيسين ميشال عون ونبيه بري يتشاوران مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي بشكل دائم، في إنتظار ما ستسفر عنه جولة المباحثات التي سيجريها مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على هامش مؤتمر تغير المناخ في غلاسكو”، لأن الجميع يعرف أن “الجرة إنكسرت هذه المرة ” ليس فقط بين لبنان ومحيطه العربي، بل أيضا بين داخل مكونات السلطة السياسية في لبنان، بدءا من الرئيس الحكومة الذي قال في رسالة نصية لوزرائه “نحن أمام منزلق كبير وإذا لم نتدارك حل هذه الازمة سريعا يكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا، اللهم أشهد أني بلغت”، إستكمالا في الاصطفاف السياسي  الحاصل بين الوزراء أنفسهم، حيث إنقسموا إلى فريق يشيد بموقف وزير الاعلام جورج قرداحي (تصريحات وزير الاشغال علي حمية) وفريق يندد بها (تغريدات كل من وزيري الصحة فراس أبيض والبيئة ناصر ياسين) وصولا إلى التعارك الكلامي الجاري بين نواب حزب الله من جهة، ونواب كتلتي المستقبل والقوات حول ما حصل وإرتداداته السيئة على لبنان. 

إقرأ أيضاً: عندما يستفز «حزب الله» اللبنانيين قبل السعوديين!

كل ذلك يعني أن بلاد الارز أمام مفترق طريق حقيقي صعب وشائك، وليس من السهل ولوجه من دون تكبد خسارات كبيرة، لذلك لا بد من الاتفاق أولا على توصيف المشهد السياسي الحاصل، وكيفية تفكيك ألغامه بأقل خسائر ممكنة.

يوصف عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبد الله لـ”جنوبية”، ما حصل بأنه “أزمة سياسية لبنانية مع المملكة بوجه دبلوماسي، لكنها ليست جديدة وبدأت منذ التسوية الرئاسية من خلال الفتور الذي حصل بين البلدين، وتفاقمت مع السنوات إلى أن حصل تصريح وزير الخارجية السابق شربل وهبة، ثم ما حصل مع الوزير قرداحي”، لافتا إلى أن “كل هذه التطورات لها خلفية سياسية أساسية مرتبطة بدور حزب الله الاقليمي”.

عبد الله لـ”جنوبية”: الجهة الرسمية اللبنانية عليها إعادة مد الجسور الطبيعية والمنطقية مع الدول العربية والخليجية

ويشدد على أن “الحل يُمكن أن يكون من خلال الحوار الداخلي اللبناني، لتأمين الأرضية لإعادة الحوار مع الاصدقاء العرب ولا سيما الخليجيين، لأن مصالحنا الإقتصادية كبيرة معهم وجاليتنا اللبنانية أيضا كبيرة، ولا مصلحة للبنان أن نكون مصنفين كليا في محور ضد محور المنطقة العربية، والوضع الاقتصادي والاجتماعي لا يسمح لنا بذلك”، مشيرا إلى أن “من عليه المبادرة هما كل من رئيسي الجمهورية والحكومة، اما القوى السياسية فكل فريق سياسي عنده موقفه الخاصة”.

ويختم:”الجهة الرسمية اللبنانية هي التي عليها، أن تعيد مد الجسور الطبيعية والمنطقية مع الدول العربية والخليجية، في إطار سياسة لبنان المنفتحة على الجميع شرقا وغربا، ولا مصلحة لنا بمعاداة أي طرف”.

بلال عبدالله

يرى عضو كتلة “الجمهورية القوية  النائب وهبة قاطيشا ل”جنوبية” أن “إساءة التصرف من قبل لبنان تجاه المملكة العربية السعودية، أدى إلى هذه التراكمات وأوصلنا إلى النفق الذي نحن فيه وكنا بغنى عنه”، لافتا إلى أن “المنطقة تعيش صراعا مستجدا بين إيران والدول العربية وأدخلنا الايرانيين فيه بواسطة حزب الله.

ويشدد على أن “الحل هو بيد الحكومة اللبنانية التي عليها أن تقدم المبادرة،  وأن تُرجع لبنان إلى وضعه الطبيعي كجزء من العالم العربي، وأن لا يكون معاد لأحد من دول العالم ومنهم إيران، إما أن يتحول لبنان إلى محافظة إيرانية، لم يعد هناك متسع لحلول وسط”.

قاطيشا لـ “جنوبية”: لوضع حد لسياسة حزب الله التي تشكل خطرا وجوديا على الكيان اللبناني

يشير قاطيشا إلى “الشعب اللبناني عليه  المواجهة، و دفع الحكومة إلى هذا الحل هو من خلال الضغط على رئيسي الجمهورية والحكومة، للتحرك لإعادة لبنان إلى وضعه الطبيعي، وإلا سيدفعون الثمن بالطرق الديمقراطية عبر الانتخابات النيابية المقبلة”، مشددا على أنه “يجب وضع حد لسياسة حزب الله التي باتت تشكل خطرا وجوديا على الكيان اللبناني، واللبنانيون أمام تاريخ مفصلي، وما يحصل في لبنان لم يشهد له مثيل منذ تأسيسه في العام 1920، لجهة سلخه عن محيطه العربي و تهجير أبنائه وإنهيار الوضع الاقتصادي”.

ويختم:”لولا دعم المغتربين لكنا اليوم أمام مجاعة شبيهة بما حصل في مجاعة 1914″.

وهبي قاطيشا
السابق
«لن يتأثّر بقانون قيصر».. هذا ما اعلنه وزير الطاقة عن استجرار الكهرباء الى لبنان
التالي
نجيب ميقاتي.. آخر رئيس حكومات لبنان؟!