ميقاتي إلى الإليزيه.. طبارة لـ«جنوبية»: المجتمع الدولي وافق على حكومة المحاصصة لوقف الإنهيار!

رياض طبارة
لن يأخذ الجانب السياسي حيزا كبيرا في زيارة الرئيس نجيب ميقاتي إلى الأليزيه، بل سيحتل الملف الاقتصادي والتنقيب في البلوك رقم 9 الجزء الاكبر من المحادثات، وسيتبلغ لبنان من المجتمع الدولي، بأنه لا يزال ينظر إلى الطبقة السياسية بإرتياب، وأن المساعدات والمشاريع الاقتصادية ستكون تحت أشراف صندوق النقد الدولي.

يصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إلى باريس اليوم وعلى جدول أعماله لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي إستعمل “مبضعه” لإجراء العملية القيصرية، التي أخرجت الحكومة اللبنانية  إلى النور بعد طول إنتظار وتعثر. صحيح أن زيارة ميقاتي تبرهن على أن المجتمع الدولي تقبّل حكومة لا تحمل المواصفات التي وضعها(حكومة أخصائيين وغير حزبيين) وأنهم خفضوا كثيرا من سقف مطالبهم التي تمت صياغتها في المبادرة الفرنسية، لكنها لن تحمل “المن والسلوى” للطبقة السياسية التي فصّلت الحكومة على مقاس حصصها السياسية والمذهبية، لذلك فإن زيارة ميقاتي لن تحمل جديدا على الصعيد السياسي  لعدة أسباب، أولها أن المخاض الاقليمي لم ينته بعد كي تولد تسوية إقليمية واضحة المعالم، وثانيها أن فرنسا ليست وحدها من يحدد دور لبنان الاقليمي، والجهة الدولية التي سترعاه في المرحلة المقبلة، بل يوجد لاعبين أساسيين (منهم فرنسا) هم من يقررون عن لبنان، ليتم إبلاغ الطبقة السياسية ما يجب القيام به في المرحلة المقبلة. 

إذا زيارة الرئيس ميقاتي لن تكون عادية، نسبة للظروف الاقتصادية المزرية التي يعاني منها لبنان، بحسب توصيف مصدر دبلوماسي ل”جنوبية”، “لكنها لن تحمل جديدا على الصعيد السياسي، لأن المجتمع الدولي يريد إعطاء فترة سماح للحكومة لإنقاذ الوضع الاقتصادي، لكن بشروطه وبمراقبة من صندوق النقد الدولي”، لافتا إلى أن “الزيارة ستبحث في تحريك وإعادة إحياء مؤتمر سيدر، بعد أن تم تنفيذ ما هو مطلوب من لبنان، على صعيد رفع الدعم عن المحروقات وموافقة القوى السياسية على الشروط الاخرى، المتعلقة بملف الكهرباء والمرفأ وتحرير سعر صرف الدولار”.

تحريك عمليات التنقيب لشركة توتال في البلوك رقم 9 سيكون في صلب محادثات ماكرون- ميقاتي

ويشير المصدر إلى أن “تحريك عمليات التنقيب لشركة توتال في البوك رقم 9 سيكون في صلب محادثات ماكرون- ميقاتي، ومن المتوقع أن تستأنف توتال نشاطها في عملية التنقيب، أما بشأن إعادة الحرارة للعلاقات بين لبنان والدول العربية وخصوصا بين المملكة العربية السعودية ولبنان  فهذا الملف سيتطلب وقتا وجهدا من الجانب الفرنسي ولن يحدث الخرق المطلوب بالسرعة التي يريدها الجانب اللبناني”.

يوافق سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة على أن الجانب السياسي لن يكون أساسيا في زيارة ميقاتي الى الاليزيه، ويشرح ل”جنوبية” أن “الزيارة لن تطرق للقضايا الخارجة عن إطار الامور اللبنانية الداخلية ولا سيما في ما يتعلق بالشق الاقتصادي”، لافتا إلى أن “المرحلة المقبلة هي مرحلة التحضير للتفاوض مع صندوق النقد الدولي والصناديق الاخرى، لاسيما أن المجتمع الدولي لا يزال ينظر إلى الطبقة السياسية اللبنانية نظرة إرتياب”.

يضيف:”صحيح أن (المجتمع الدولي) رحب بتشكيل الحكومة لكنه يعرف بأنها ليست حكومة إختصاصيين ومستقلين بل حكومة محاصصة سياسية، وقد قبلوا بها لإنقاذ لبنان من الانهيار، لكنهم لن يسلموا ملف المساعدات والمشاريع الاقتصادية إلى لبنان، إلى الطبقة السياسية بطريقة عشوائية أو بتساهل، بل سيتولى مراقبة هذا الامر صندوق النقد الدولي و الصناديق التمويلية الاخرى”. 

المرحلة المقبلة هي التحضير للتفاوض مع صندوق النقد لاسيما أن المجتمع الدولي لا يزال ينظر إلى الطبقة السياسية بـ”إرتياب”

ويرى أن “زيارة ميقاتي هي لتقديم الشكر على العون الذي قدمه ماكرون لإنجاز تشكيل الحكومة،  وللتفاهم على الالية التي ستعتمد لإعادة الإعمار تحت إشراف صندوق النقد الدولي”، مشددا على أن 

“الملف السياسي لن يكون أولوية اللقاء بل آلية الحكومة الجديدة، أما الوضع الاقليمي فيبحثه  الرئيس ماكرون مع الدول الفاعلة في المنطقة وليس مع الحكومة اللبنانية”.

ويختم:”ما يريدوه الفرنسيون والمجتمع الدولي، هو إنتشال الإقتصاد اللبناني من الحفرة التي يغرق فيها، أما الرئيس ميقاتي سيكون همه كيفية الافراج عن أموال مؤتمر”سيدر”، وإقناع الدول العربية ولا سيما السعودية بالمشاركة فيه ومساعدة الفرنسيين في حصول لبنان على الدعم العربي المطلوب”. 

السابق
نائب يكشف عن انه مُهدد أمنياً من «حزب الله»: قادر على اغتيالي!
التالي
«بعد غزوة المازوت».. جنبلاط يطرح عدداً من التساؤلات