عبد القادر لـ«جنوبية»: «حزب الله» يتحول الى جزء من كارتيل النفط ويُهيمن على المافيات!

نزار عبد القادر
هل أصبح حزب الله جزءا من كارتيل النفط في لبنان؟ سؤال يبدو مشروعا، خصوصا أن دخوله قطاع النفط يعني إستكمال عناصر دويلته الخاصة، التي دأب على بنائها خلال السنوات الماضية، سواء عسكريا أو في قطاع الاتصالات والتجارة، واليوم دخل قطاع المحروقات نتيجة الازمة المستفحلة التي شهدتها البلاد منذ أشهر. لا شك أن هذا الامر سيكون إرتدادات سياسية وإقتصادية كبيرة.

يشكل رفع الدعم شبه النهائي عن المحروقات في لبنان، إمتحانا جديا للنفط الايراني، الذي يستقدمه حزب الله إلى لبنان عبر سوريا، بحجة المساهمة في حلحلة أزمة المحروقات التي يتخبط بها لبنان منذ أشهر، إذ من المفروض أن يؤدي رفع الدعم، على الرغم من إفقاره الناس، إلى إراحة السوق اللبناني وإختفاء السوق السوداء وتدني نسبة التهريب إلى سوريا، ما يعني إنتفاء الحاجة إلى إستيراده من إيران طالما أن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أعلن في أحدى إطلالاته أن “الهدف ليس المنافسة مع الشركات المستوردة ولا المتاجرة بهذه المادة، وإنما ستكون لخدمة الناس، ولجميع المناطق واللبنانيين الراغبين بمعزل عن أي إنتماء طائفي أو سياسي، ولا نريد إحراج أحد”.

اقرأ أيضاً: خاص «جنوبية»: تهديد البيطار «جدي».. إستنفار قضائي واتجاه لإستدعاء صفا و«مرساله»!

هذا الإمتحان أيضا سيُظهر عما إذا تحول الحزب من خلال دخوله قطاع المحروقات، جزءا من كارتيلات النفط التي تتحكم بالسوق اللبناني (وهذا ما يرجحه الخبراء الإستراتيجيون)، أو أنه جزء من اللعبة الانتخابية وحشد الاصوات على بعد أشهر من الانتخابات النيابية المقبلة، وهذا ما يرجحه خبير نفطي لـ”جنوبية” على إعتبار أن “دخول الحزب في كارتيل النفط (خصوصا أنه سيأتي به من إيران)، سيكون له مفاعيل وعقوبات على الدولة والشعب اللبناني بكامله وهذا ما لا يمكن تحمله”. 

إستيراد الحزب للمحروقات  سيكون له أثمان سياسية على تحالفاته الانتخابية

ويضيف:”علينا رصد عدة إشارات قبل الجزم، بأن الحزب بات جزءا من كارتيل النفط، الأول هل سيستمر إستقدام البواخر الايرانية في المرحلة المقبلة، لأنه من الناحية التقنية لا يملك منشآت لتخزين هذه المحروقات على غرار الشركات المستوردة الاخرى وهي تحتاج إلى تراخيص ووقت لبنائها”.

ويختم:”ما يمكن الجزم به أن الحزب إستفاد من ازمة المحروقات في السوق الداخلي، لتسجيل نقاط سياسية على أخصامه ولإستثمارها في الانتخابات النيابية القادمة”.

على ضفة الخبراء الاستراتيجيين فإن إستيراد الحزب للنفط الايراني له أبعاد سياسية وإقتصادية متعددة، وهذا ما يوافق عليه الخبير العسكري والباحث الاستراتيجي العميد نزار عبد القادر الذي يجزم ل”جنوبية”: أن “الحزب أصبح جزءا من كارتيل النفط في لبنان، وقريبا سيكون المتحكم في هذا الكارتيل بدلا عن المافيات التي كانت قائمة، والتي كانت تغذي كل القيادات السياسية من الصف الاول بما يلزمهم من أموال، والآن جاء حزب الله ليقول أنا من سيتحكم بالسوق من الان وصاعدا”، لافتا إلى أن “هذا سيكون له أثمانا سياسية، على شكل تحالفاته الانتخابية المقبلة، وسكوت بعض الاطراف عن توسعه لإعطاء دويلته كل وظائف الدولة السيدة والمستقلة”.

إستقدام بواخر النفط الايرانية هي ضمن خطته المتدرجة لإقامة دولته في لبنان وليؤسس قطاعا  إقتصاديا بديلا

ويشدد على أن “إستقدام بواخر النفط الايرانية يجب النظر إليه من عدة زوايا، الزاوية الاولى وفي السياق الاستراتيجي العام، يبدو أن الحزب وضمن خطته المتدرجة لإقامة دولته في لبنان، أي بعد دوره العسكري والسياسي في تشكيل الحكومات والانتخابات وبناء شبكات الاتصال، دخل الآن على الشق الاقتصادي ليقيم قطاع  إقتصادي بديل عن الدولة اللبنانية”،لافتا إلى أن “هذا الهدف بدأ يتبلور من خلال إقامته نظام شبه مصرفي خاص به بعد إدراج العقوبات عليه كبديل عن البنوك اللبنانية، ولتخطي الحصار الذي فرضته عليه العقوبات الاميركية، ثم أسس شبكة من الخدمات التجارية، التي أنشأها من خلال هيمنته على مرفأ بيروت والمطار، عبر إدخال البضائع من دون جمرك ورسوم، مما أتاح له تحويل التجارة إلى مصدر أساسي لتمويل مؤسساته”. 

يضيف:”الآن دخل الحزب على قطاع جديد هو قطاع المحروقات، مستفيدا من الأزمة الموجودة للقيام بهذه العراضة، والتي تشكل تحدياً لسيادة الدولة وتكريساً “على عينك يا تاجر”، ومن دون أي حياء للمعابر غير القانونية التي يسيطر عليها، والتي تكبد الاقتصاد اللبناني بخسائر كبيرة جدا”.

حزب الله دخل في مرحلة ليقول للدولة اللبنانية أنت فاشلة وتسببت بإنهيار كبير وانا سأقوم بتعبئة هذا الفراغ لأحل مكانك

يرى عبد القادر أن “حزب الله دخل في مرحلة ليقول للدولة اللبنانية، أنت فاشلة وتسببت بإنهيار كبير له مفاعيله على حياة اللبنانيين، وانا سأقوم بتعبئة هذا الفراغ لأحل مكانك، وقد أنشأ منصة لتوزيع هذه المحروقات والتي يبدو أنها لن تتقيد بدفع جعالة جمركية على بيع المحروقات كما قال نصر الله ، لأن المحروقات دخلت من دون أي رقابة أو جعالة ولذلك يمكن للحزب أن يجني ارباحا طائلة من خلال المحروقات”.

ويختم:”المُحرج أن تأليف حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تزامنت مع مجيء الصهاريج الايرانية عبر المعابر غير الشرعية، ولا يكفي أن يقول ميقاتي أنه حزين، بل عليه أن يتصرف كرجل دولة ويتصدى لهذا الامر لإستعادة سلطة وسيادة الدولة اللبنانية”. 

السابق
تفشّي كورونا مستمرّ.. كم بلغ عدد الاصابات والوفيات؟
التالي
بالأسماء..صراع على رئاسة المجلس الشيعي وترحيلها الى ما بعد الانتخابات النيابية!