لا أظنّها ستمرّ كما مرّت سحائب أيام و ساعات إنعقاد مؤتمر القمة الثقافي في السليمانية على مدار يومي ” 4 و5 ” من أيلول الحالي ، بكامل تفرّعاته و آهميات ما توارد فيه و تنافذ من بذور بحوث و خصوبة دراسات أضاءت – بمجملها – سعياً و أملاً بأن تكون الثقافة التنويريّة الحقيقية ، وتبقى بمثابة مشاعل فكرٍ ومشاغل تحريضِ تمحو عُتمات الجهل ، وتشتيت كل مهالك التجهيل وخِداع أفكار الناس ، أريدُ بها تلك الساعات الملأى بوفرة معنى و جدارة مسعى مرهوناً بنبل تطلعات مديات و أفاق مخاضات و نتائج الحوار الموّسع ، الدّسم ، الرصين ذلك الذي جرى عبر مواجهة فكرية ، ثقافية ، سياسية و تأريخيّة مفتوحة و مباشرة كان قد تمّ نقلها لعدد من القنوات الفضائيّة ، ما بين الباحث الموسوعيّ و المُفكر الحصيف ” د. عبد الحسين شعبان “- والتي حملت هذه الدورة و أحتفت بأسمه مطرّزراً بلوامع إنجازاته ، وأثير مآثره – و ما بين الكاتب والباحث و السياسي المُحنّك المناضل الكوردي ” حكمت محمد كريم المعروف بكنية ” ملا بختيار” ، عصر يوم ” أحد ” الخامس من أيلول على قاعة ” عزالدين مصطفى رسول ” في فندق ” كَراند ميلينيوم / السليمانية ” بإدارة واعيّة و منهجيّة من قبل الإعلامية الإكاديميّة ” د.إبتسام إسماعيل قادر ” رئيس مركز ” كلاويز الثقافي – التنويري” عميدة كلية العلوم الإنسانيّة / جامعة السليمانية ، و إذ أؤكدّ – هنا – على ذكر توصيف أسماء و ألقاب و مناصب من أسهموا أثراً و فعلاً تتابعياً بنسج و صياغة هذا الحوار الفكري ، التفاعلي مع مجريات ما جرى في سياق و مسارات عقود و سنوات خلت ، ومضت ، و آخرى – لا ريب آتيه – بكامل أبعاد و مرامي ما أراد التباري فيه و السباحة في أمواجه الصاخبة هذا العصف الذهني البالغ و البارع الصراحة، و الملحقة بدقة و جسارة تقييم ، من أجل ترسيم ثقة الخطوات و جدل الإستنارات من تلك التي تتعالق و تتساوق في مُمكنات تعزيز آهمية و غرضيّةّ ” الحوار العربي – الكوردي ” المُثقل بتجرّع شتى أنواع لذوعة المَرارات و قسوة العذابات و خسارات الحروب ، نتائج الإحتراب، فلا أجدر و لا أنفع من غير الثقافة و مخرجات المعرفة و العلوم ، في فهم ما يجري في عالم اليوم ، و كيف علينا النظر في مرآيا المستقبل ،و بأكثر من عين ؟