وزير «حزب الله» يحط على «غصن» العمالة!

عماد حب الله

لعله من المفيد العودة الى تاريخ 31 تشرين الاول عام 2017، حين  كتبت صحيفة الاخبار المقربة والممولة من حزب الله  مقالا تحت عنوان«حملة المقاطعة»: كارلوس غصن «حبيب» إسرائيل، استغرب فيه الكاتب الترويج لغصن وتكريمه وعبّر عن “خطورة” هذا الأمر.وتابعت الصحيفة “غصن هذا، لم يَسأل، وهو في أوج نجاحه المهنيّ، عن القانون اللبنانيّ، وتحديداً قانون مقاطعة «إسرائيل» الصادر سنة 1955، حين زار الكيانَ الصهيونيّ سنة 2008 أي بعد عامين من حرب تموز، والتقى رجالَ أعمالٍ وسياسيّين إسرائيليّين، على رأسهم مجرمي الحرب شيمون بيريز وإيهود أولمرت، من أجل تمكين هذا الكيان، عبر ائتلاف Nissan-Renault، من أن يصبح رائداً في مجال استخدامِ السيّارة الكهربائيّة. وقد أقرَّ المسؤولون الإسرائيليّون بما لهذا التمكين من تعزيزٍ لأمن الكيان الاقتصاديّ، إذ يخفِّف من اعتماده على استيراد النفط والغاز الطبيعيّ.

واستمرت حملات حزب الله على غصن، ففي كانون الثاني من العام الماضي، قدم محامون مقربون من حزب الله “بلاغا إلى القضاء ضد غصن، يتهمونه بالتطبيع الاقتصادي، لكن القضاء اللبناني أصدر قرارا بعدم ملاحقته بسبب “سقوط الجرم بفعل مرور أكثر من 10 سنوات”.

من كان يقرأ ويسمع إعلام حزب الله ومواقف قياداته في السابق، يكاد يصدق أن الحزب ضد التطبيع، ويظن أن الحزب سيستمر في مواقفه حتى توقيف غصن ومحاكمته بتهمة التطبيع ودعم العدو، الا أن اللبنانيين تفاجأوا اليوم بلقاء وزير حزب الله في حكومة تصريف الاعمال عماد حب الله، برجل الاعمال غصن الذي وصفه حب الله بـ”الصديق” وقال فيه “ما لم يقله مالك في الخمر”: “نحن فخورون بإنجازات غصن التي حققها في أنحاء العالم، إننا نعتبر أن لمشاركته معنا في هذا الاجتماع أهمية كبيرة”.

وأضاف “اذا أردنا التفتيش عن وزير للصناعة فمن لدينا أكثر جدارة من رجل هو رجل الصناعة في العالم وليس في لبنان فقط”.

من هنا يخطر على بال المتابع أسئلة عدة:

أولا، هل أراد حزب الله في البدايات، ابتزاز غصن لتطويعه واستغلاله لغاية في نفس صقوره المقاولين والمستثمرين، فأعطى الضوء الأخضر لمحاميي “غب الطلب” وإعلامه، لرفع دعاوى وتنظيم حملات ممنهجة ومركزة على رجل الاعمال الهارب من اليابان؟

ثانيا، لو التقى رجل أعمال شيعي من خارج منظومة حزب الله ودون علمه بغصن، وقال فيه بعض ما قاله وزير حزب الله هل يمكن تخيل نقاشات جهابذة الممانعة الحامية؟ وهل كان ليمر اللقاء مرور الكرام؟ أم كانت جحافل الذباب الالكتروني، وبيانات وخطابات الاستنكار والاتهامات ومعادلات العمالة،  قد تزاحمت في فضاء المناطق الشيعية  وكانت قناة المنار نفضت الغبار عن  أرشيف غصن لتدينه؟ 

ثالثا، هل لقاء وزير حزب الله بغصن يمنحه براءة ذمة، عن مصافحته المسؤولين الإسرائيليين الذين تلطخت أيديهم بدماء اللبنانيين؟   

أسئلة كثيرة تدور في الاذهان، ولكن يبقى السؤال الأهم، الى متى سيبقى حزب الله يمنح براءات الذمة من عدمها للبنانيين، وخاصة الشيعة منهم، وهل اصبحت طريق التطبيع خاضعة لبازارات الحزب المادية والمعنوية؟

السابق
موقف لبنان في الجامعة العربية: بريق أمل يُعيد النور الى وطننا!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم الخميس 09/09/2021