الجنوبيون أيضا يقبلون على السفر.. و«جوازه»!

طيران الMEA
ليس المغتربون وحدهم ، يحزمون حقائب سفرهم ، عائدين الى البلدان التي يعملون ويعيشون مع عائلاتهم فيها. هؤلاء المغتربون الذين ، حاول الكثير منهم ، تقديم موعد سفره، بعدما ضاقت الحياة عليهم في بلدهم ، رغم قربهم من اهلهم، يجرون وراءهم إعداد ا كبيرة من اللبنانيين للهجرة إلى اي مكان في العالم بعيدا عن جحيم وطنهم، الذي يتنعم بخيراته الفاسدون من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه.حيث تشهد مراكز الأمن العام في المناطق الجنوبية،إقبالا كثيفا على طلب جوازات السفر، مسجلة ارتفاعا تخطى المئة بالمئة.

فقد قاسم 40 عاما كل فرصة للبقاء في لبنان، بعدما أصبح عاجزا عن تأمين الطعام لعائلته المؤلفة من زوجته وثلاثة اولاد .
قرر قاسم (يعمل في شركة خاصة لتوزيع الادوية) بعد تردد طويل، البدء بالمرحلة الأولى من محاولة الهجرة إلى كندا، لعل حظه يكون سعيدا في التخلص من كابوس متطلبات المعيشة ، وتأمين مستقبل أفضل لأولاده خصوصا.
قصد مركز أمن عام صور الإقليمي، متأبطأ الاوراق اللازمة، لاستصدار جوازات سفر ، والانطلاق نحو المرحلة الثانية، المتمثلة بتقديم طلب للهجرة إلى كندا.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يَرشي الجنوبيين بـ«بنزين إنتخابي».. وعصابات الكهرباء والمحروقات تتحكم بالبقاع!

سئم قاسم الذي كان يرفض فكرة السفر بذاتها وليس الهجرة من الأوضاع المتفاقمة ساعة بعد ساعة في لبنان ووصول راتبه مع العمولة إلى اقل من مئة دولار .
لم يكن قاسم وحده في عداد المنتظرين في مركز أمن عام صور، فقد كان مثله العشرات الذين يأتون منذ ساعات الصباح الباكر لإنجاز معاملة استصدار جواز سفر ،بهدف الهجرة أيضا إلى بلاد الله الواسعة، وليكون هذا الجواز جاهزا لأي فرصة.
في هذا المركز تزايدت الطلبات الجديدة العائلية لاستصدار جوازات سفر ، وسجل ارتفاع عدد الطلبات من ثمانين طلبا يوميا ، في الشهور السابقة ، إلى أكثر من مئة وثمانين ، وسط تاخير في دوام العمل لقسم جوازات السفر ، من أجل إتمام الطلبات ، التي تتوزع على الطاولات ، حيث العمل في أجواء صعبة بسبب الانقطاع المستمر للكهرباء.


وكما في صور، فإن المشهد هو نفسه في كل مراكز الأمن العام على امتداد الجنوب .فللمرة الأولى في حياته، يقدم وليد الحسن ٤٥ عاما على استصدار جواز سفر ، وهو الذي كان واحدا من العيوب بالنسبة إليه، لمجرد التفكير في ترك بلده والهجرة مع عائلته.
لا شيء محسوم عند وليد ، لناحية تمكنه من الهجرة مع أفراد عائلته إلى أوروبا(المانيا) لكنه يسعى لهذا الهدف بكل الوسائل، خصوصا وأن عمله قد توقف منذ فترة في إحدى الشركات الخاصة التي لجأت إلى تخفيض عدد عمالها.
حالتا قاسم ووليد، هي عينة بسيطة من عشرات الألوف الذين ينشدون الهجرة ، من فئات عمرية مختلفة ، إلى أصقاع العالم، علهم يكملون حياتهم بأمان وطمأنينة وغد أضمن.

السابق
تمثال من السيليكون تكريماً لعبد الحسين عبد الرضا في الرياض
التالي
خلال تصوير فيلمه الجديد.. سرقة سيارة الحارس الشخصي لتوم كروز