الفرزلي يحذر عبر «جنوبية» من المس بما تبقى من ودائع الناس

ايلي الفرزلي
الانهيار وقع و في كل مناحي الحياة في لبنان، في الوقت الذي تُطبخ فيه الحكومة على نار هادئة لتتناسب مع توزيع الحصص التي يريدها المسؤولون السياسيون، و لا يكتفون بذلك، بل يحاولون إطالة أمد غيّهم ولؤمهم، بإستمرار الدعم على المحروقات من أموال الاحتياطي الالزامي.

مشهد الطوابير المتكدسة أمام الافران ومحطات المحروقات، والاخبار العاجلة التي تشير بأن المستشفيات توقفت عن تقديم خدماتها بسبب فقدان مادة المازوت، بالاضافة إلى محاولات قطع الطرق، في أكثر من منطقة إحتجاجا على الاوضاع المزرية، كل هذه الاخبار أن لبنان يعيش مرحلة الانهيار الكامل و في كل القطاعات، في الوقت الذي لا يجد المسؤولون عن تشكيل الحكومة حرجا، في السير بمفاوضات تشكيل الحكومة بخطى “سلحفاتية”، غير عابئين بما يحصل للبلاد والعباد.

إذا البلد يحترق بنار جهنم، والمسؤولون في واد تقاسم الحصص والمكتسبات، فكيف يمكن قراءة ما يجري و إلى أين سنصل؟ 

يجيب نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي “جنوبية” بالتشديد على أن “الانهيار الحاصل كان من الامور المتوقعة، ولا يستطيع أحد أن يقول أن هذا بأمر أو خبر جديد، بل هو نتيجة طبيعية لصرف الاحتياطي الالزامي الذي كان موجودا في المصرف المركزي لمصلحة الدعم، والخيارات التي شاءتها هذه الحكومة”، معتبرا أن “هذا الانهيار هو نتيجة متعاقبة وكخلاصة نهائية ، لسياسات الحكومات المتعاقبة، هذا الانهيار هو بسبب أن المصارف تصرفت، وكأنها تملك خيمة في لبنان وتحاول الاستثمار في البلد وحين ينتهي الاستثمار تغادر، وحاكمية المصرف المركزي كانت تخضع بسهولة، ولا تتصرف على أنها شريكة في القرار في سياسة الدعم، والحكومات المتعاقبة التي تتحمل المسؤوليات، الاهم في إرتكاباتها هي أيضا مسؤولة عن الامور التي وصلنا إليها”.

يضيف:”اليوم هناك أزمة حكومية منذ سنة كاملة، والكل يعلم جيدا أن عدم تشكيل الحكومة، يساهم مساهمة فعالة في عملية الانهيار، وهناك محاولة جدية تدفع الامور بإتجاه مد اليد على التوظيفات الخاصة، وما تبقى من مال المودعين”، لافتا إلى أن “حاكم مصرف لبنان يطلب تشريع إستمرار الدعم من الاحتياطي الالزامي، كي يبرر مد اليد على هذه الاحتياطات، لأنه يعرف تماما أن أي قرار بهذا الشأن، سيعرضه لرفع دعاوى شخصية ضده من قبل جمعية المودعين بجرم إساءة الامانة”.

ويؤكد أنه “اليوم هناك محاولات من الحكم والسلطة، لدفع البنك المركزي في هذا الاتجاه، وتضغط على مجلس النواب من أجل التوقيع على هكذا تشريع، ونحن نقول بالفم الملآن أن الحل هو بتشكيل الحكومة،  ويجب ألا يخطر على بالكم على الاطلاق الذهاب، بإتجاه ما تبقى من ودائع للناس لأن موقفنا واضح”.

ويرى أن “تشكيل الحكومة هي من مسؤولية رئيسي الجمهورية والحكومة المكلف وعليهم مصارحة اللبنانيين بحقيقة الواقع، ومن يتحمل هذه المسؤولية، وأعتقد أن هناك بعض الروائح الإيجابية لتشكيل حكومة ولكن “لا تقول فول تيصير بالمكيول”.

ويختم:”لبنان إنهار عمليا وحصل الارتطام الكبير، ونأمل على المسؤول عند تشكيل الحكومة  أن يقوم بمهمته كي يمنع إرتطام المسؤولين في القعر أيضا”.. 

السابق
رياض سلامة يفضح السياسيين بدءاً من عون: كانوا يعلمون!
التالي
دياب يتمرّد على عون: لا دعوة لاجتماع الحكومة!