46 مدعى عليه بينهم سياسيين وكبار الموظفين وأكثر من مئة شاهد.. هذا هو مسار «شحنة الموت»!

باخرة روسوس
عندما عيّن القاضي طارق البيطار محققا عدليا في جريمة تفجيرمرفأ بيروت في 19 شباط الماضي، آل على نفسه كشف الحقيقة مهما كانت العقبات بحسب المقربين منه.

فقد أفضت التحقيقات منذ وقوع الجريمة في الرابع من آب العام الماضي الى توقيف 25 شخصا صنّفوا كفئتي ” كبار الموظفين صغارهم”، الى جانب الادعاء على 21 آخرين غير موقوفين، ومن بينهم من صدرت بحقهم مذكرات توقيف غيابية، وهما مالك الباخرة “روسوس” وقبطانها الروسيين.

إقرأ أيضاً: نجار لـ«جنوبية»: القرار الاتهامي في جريمة المرفأ قريب وغير مفاجئ!

أكثر من مئة شاهد استمع المحقق العدلي الى افاداتهم، قبل ان يخرج بقناعة اخلاء سبيل ثمانية من “الموظفين الصغار”، وهؤلاء الشهود فضلا عن مستندات، كونّت لديه القناعة ايضا حول مسؤولية بعض السياسيين في التفجير لجهة عدم معالجتهم شحنة النيترات، رغم علمهم بخطورتها، ساهموا في تصويب الادعاء بإتجاه خمسة سياسيين، فضلا عن مسؤولية قادة امنيين، ليدخل بذلك في “معركة” رفع الحصانات المتعددة الاتجاهات.

كثر من مئة شاهد استمع المحقق العدلي الى افاداتهم قبل ان يخرج بقناعة اخلاء سبيل ثمانية من “الموظفين الصغار


ومع تقدم التحقيق، اخلى القاضي البيطار سبيل ثمانية موقوفين من “الموظفين الصغار”، ليركّز بعد ذلك على افادات شهود وُصفت اقوالهم ب”المهمة”، وأضاءت على جانب كبير من التحقيقات التي حمّلت المسؤولية لسياسيين، في شقّها الداخلي لجهة الاهمال والتقصير الفاضح.

يقف وراء الشحنة شركات وهمية ما يعزز الشكوك حول ان الشحنة انطلقت من جورجيا فعلا ولم تكن وجهتها موزامبيق انما لبنان


ويُنقل عن القاضي البيطار، مع حلول الذكرى الاولى للانفجار انه قطع شوطا كبيرا في تحديد مسار “شحنة الموت” واسباب رسوّها في المرفأ فترة طويلة، من دون ان يفصح عن نتائج تحقيقاته السرية، تلك النتائج التي تكشفت من خلال مراسلات خارجية، اثبتت ان من يقف وراء الشحنة شركات وهمية، ما يعزز الشكوك حول ان الشحنة انطلقت من جورجيا فعلا ، ولم تكن وجهتها موزامبيق، انما لبنان. وبحسب مصادر قضائية ل”لجنوبية” فان ثمة “قطبة مخفية ” في ذلك لا يمكن فكّها، ما لم يحصل المحقق العدلي على اجوبة للاستنابات التي سطرها الى الخارج، ولم يلق حتى اليوم اي ردّ بشأنها. لكن المصادر تؤكد في الوقت نفسه ان للمحقق العدلي “تصورا بات واضحا عن مسار الشحنة ودور كل واحد من المدعى عليهم ومدى مسؤوليته بشأنها”.

يُنقل عن القاضي البيطار مع حلول الذكرى الاولى انه قطع شوطا كبيرا في تحديد مسار “شحنة الموت” واسباب رسوّها في المرفأ

وقبل ان يكشف تقرير ال”اف .بي. آي. “بعد شهرين من الانفجار ان نيترات الامونيوم التي قدرت ب2750 طنا لم تنفجر جميعها، انما اكثر من خمسماية منها بقليل، إتجهت الانظار الى احتمال سرقتها، ليبرز اسما رجلي الاعمال السوريين المقربين من النظام، مدلل خوري وجورج حسواني اللذين تربطهما علاقات تجارية بشركة “سفارو ليمتد”، ما دفع حينها المحقق العدلي السابق القاضي فادي صوان الى اصدار مذكرتي بحث وتحر بحقهما، لكن القاضي البيطار”أهمل” هذه الواقعة في تحقيقاته، وفق ما كشفت المصادر ، لتعود الى العلن مؤخرا من خلال تصريح وكيل قائد الجيش السابق جان قهوجي المحامي انطوان طوبيا، الذي إتهم حزب الله بتسهيل اخراج النيترات من المرفأ وتهريبها الى النظام السوري في حربه ضد الارهاب.

إتجهت الانظار الى احتمال سرقت كميات من النترات ليبرز اسما رجلي الاعمال السوريين المقربين من النظام، مدلل خوري وجورج حسواني


كل هذه المعطيات ، ستتظهر ويُكشف عنها في القرار الاتهامي المزمع صدوره قبل نهاية العام، ما لم يطرأ اي جديد قد يُعيد الملف الى بداياته، من خلال “تطيير” المحقق العدلي ، لمنعه من كشف المستور.

السابق
نجار لـ«جنوبية»: القرار الاتهامي في جريمة المرفأ قريب وغير مفاجئ!
التالي
لبنان يحيي الذكرى الأولى لتفجير المرفأ.. ومؤتمر دعم دولي في فرنسا!