أحمد بيضون: الحجر من الوباء ..الى البلاء

احمد بيضون

بعد التغيرات الجذرية التي طرأت على حياة اللبناني بفعل الأزمة المالية الخانقة التي تعصف بالبلاد، فند الكاتب احمد بيضون تلك التغيرات في منشور عبر حسابه على “فايسبوك” تحت عنوان “الحجر من الوباء.. الى البلاء”.

وقال: “في الريفِ يغْلِبُ أنْ يحتاجَ التسوّقُ اليوميُّ إلى رُكوبِ السَيّارة. ليس كلُّ شَيْءٍ ههُنا في مُتَناوَلِ اليد! عليهِ نؤجِّلُ حاجاتِنا ما أْمْكنَ إلى أنْ تتَجَمّع وتغدو مستحقّةً قيادةَ السَيّارة مسافةَ كيلومترَيْنِ ذَهاباً وإياباً، وهذه هي المسافةُ بَيْنَ المنزلِ والسوق. أقودُ السَيّارةَ مُتأَسّفاً على الوقودِ المُسْتَهْلكِ ونَصْبَ عينَيَّ صُوَرُ الطوابيرِ المُرْعبة. أُخَمِّنُ أنّ ما تبقّى في الخزّان ما يَزالُ كافياً للوصولِ إلى مواعيدَ (مُجَمّعةٍ أيضاً) مع أطِبّاءٍ في بيروت، بعد أسبوعَين. ولكنّ هذه النعمةَ التي تتناقصُ مع كلّ زيارةٍ للسوقِ قد تكونُ تبَدّدَت قَبْلَ حلولِ الموعد. أصْبَحت الإبرةُ الدالّةُ على مستوى الوقودِ في الخَزّانِ أهَمَّ جِهازٍ في السَيّارة”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو.. صرخة ألم لمواطنة في العباسية: يدوسون على أوجاعنا!

اضاف: “أعَلِّلُ النفْسَ، بلا دَليلٍ قاطِعٍ، بطابورٍ بيروتِيٍّ أرحمَ من طوابيرِ الجنوب. وإلّا احتُجِزْنا في بيروت! آخِرُ مَرّةٍ مَلأتُ فيها الخَزّانَ، في العاصمةِ، اقْتَضَت ثلاثةَ طوابيرَ بلغَ مجموعُها ثلاثَ ساعاتٍ ونصفَ ساعةٍ من الانتظار وانتهى الأوّلانَ منها بالخيبةِ إذ قيلَ لَنا، قُبَيْلَ بُلوغِ المَحَجّةِ، أنّ خَزّانَ المحطّةِ باتَ أفْرَغَ من رأسِ رئيسٍ أعرفُه”.

وختم: “أيّاً يَكُن الأمْرُ، لا نَزالُ مَحْجوراً علَينا في مَقامِنا الصَيفيّ. نَدورُ في المنزلِ أو حولَهُ شأنَ الوحوشِ المحبوسة، نحْتَسِبُ الوقودَ المتبقّي ونضعُ خططاً محْكَمةً للنُزولِ إلى السوق! الحَجْرُ مسْتَمِرٌّ إذن. على أنّنا انتقَلْنا، بلا هُدْنةٍ، من حَجْرِ الوَباءِ إلى حَجْرِ البَلاء”!

السابق
عشية زيارته الى روما.. غسان صليبي الى البطريرك الراعي: «تفكير وصلاة»… ماذا عن العمل عن العمل؟
التالي
بالفيديو: صرخة جنوبية لإمام بلدة عيناثا..تكاتف الجيش والشعب لإسقاط الفاسدين!