«حزب الله» يَستعمل «قوته الناعمة» لإخضاع باسيل.. و«جعبة فرنسا» خالية حكومياً!

سفيرة فرنسا آن غريو
"حزب الله" يضغط لإخضاع حليفه النائب جبران باسيل حكومياً وسط تشنج كبير بينهما على خلفية تمسك "الحزب" وحليفه الرئيس نبيه بري بالرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة. في المقابل لا يزال التوتر الحكومي بين بعبدا وعين التينة على حاله في حين كان حضور السلطة احزابها هزيلاً في الشارع، وبدا كأنها تظاهرة لتصفية الحسابات السياسية بين اطراف الاكثرية.

عودة بعبدا والبياضة الى نغمة الوتر الطائفي واستفراد المسيحيين، ليس الا غيض من فيض ما يخبئه رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لحليفه “الغاضب” حزب الله.

وتقول مصادر متابعة للملف الحكومي لـ”جنوبية”، ان كلام نائب الامين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم يؤكد ممارسة الحزب ضغوطات اكبر بكثير مما كان يعهده باسيل في وقت سابق.

وأقر قاسم بوضوح  أن “الحزب في موقع الضغط والتشجيع والترغيب لحصول الاتفاق، لكونه لا يملك صلاحيات دستورية، فيبقى جزءاً من أجزاء الجمع والتوافق والتعاون، وبغير ذلك، لا يملك لا صلاحيات ولا قدرة على إنجاز أمر موجود في الدستور كصلاحية للرئيسين، المكلّف والجمهورية”.

كلام الشيخ نعيم قاسم يؤكد ممارسة الحزب ضغوطات اكبر بكثير مما كان يعهده باسيل في وقت سابق

وتشير الى ان اللقاء بين باسيل ومسؤول الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا، لم يكن ايجابياً ويعكس دخول العلاقة بين الطرفين مرحلة حرجة من بوابة الحكومة، ولا سيما انعدام الثقة من الحزب تجاه “صديقه السابق” جبران والذي بدأ يحرض طائفياً على “حزب الله”، وينتقد انحيازه طائفياً ومذهبياً الى الرئيس المكلف سعد الحريري، وانه يمارس مع الحريري و بري ومع النائب السابق وليد جنبلاط(تحت الطاولة) لعبة المثالثة بوضوح.

لا افكار فرنسا جديدة

وفي حين لم ترشح معلومات عن اتصالات لتهدئة الساحة حكومياً، وفي توقيت لافت التقت السفيرة الفرنسية آن غريو رئيس «تكتل لبنان القوي» جبران باسيل، والذي إستمعت منه الى مواقف شكواه المكررة حول حقوق المسيحيين، والاعتداء عليها من قبل الاخرين، ورفض رئيس الجمهورية القبول باي تجاوز للمعايير الدستورية.

باستثناء الاحباط والغضب من الطبقة السياسية ودعم الجيش والمجتمع المدني لم تطرح السفيرة الفرنسية أي أفكار حكومية جديدة

ووفق معلومات لـ”جنوبية” وباستثناء الاحباط والغضب من الطبقة السياسية ودعم فرنسا للجيش والمجتمع المدني، لم تطرح السفيرة الفرنسية، أي أفكار حكومية جديدة من شأنها أن تؤدي إلى تخطي العقبات الموجودة، وكررت موقف بلادها الداعي الى ضرورة تشكيل حكومة في اسرع وقت!

تهدئة ونصائح بعدم اللعب بالشارع

وفي حين دخلت البلاد في شبه هدنة سياسية بعد حرب البيانات الرئاسية بين بعبدا وعين التينة وان استمرت عبر بعض نواب الاطراف الثلاثة («المستقبل» وحركة «امل» والتيار الوطني الحر)، ولم يحصل اي تطوّر جديد او اتصالات باستثناء تأكيدات بأن اتصالات التهدئة التي يقوم بها حزب الله وفرنسا عبر السفيرة في بيروت آن غريو ستستمر الى الاسبوع المقبل، فإن نجحت في إعادة الهدوء السياسي امكن البحث مجددا في استئناف مبادرة بري أو مناقشة الافكار التي تقدم بها الاطراف ولو بصيغ جديدة.

إقرأ ايضاً: «أحادية أمل» تَستعرض جنوباً..وأطفال الفقراء بلا حليب بقاعاً!

وتؤكد مصادر متابعة لـ”جنوبية”، ان الاجواء سلبية ولا توجه واضحاً لدى احد الى اين تسير الامور. وتشير الى ان النصائح الامنية والسياسية ركزت في اليومين الماضيين على تحييد الشارع عن لعبة الكباش بين بري وعون وان انفلات الشارع سيكون كارثياً وفي ظل الغضب المتنامي مما آلت اليه الاوضاع.

تحرك باهت

وعلى وقع الحراك الباهت في الشارع، دعا رئيس الاتحاد العمالي العام، بشارة الأسمر، الساسة إلى أن يتوقفوا عن التراشق والاتهامات والمحاصصة، ويبادروا إلى تأليف حكومة إنقاذ وجدد تهديده بالعصيان المدني في حال لم تبادر السلطة إلى حل الأزمات المتراكمة.

وفي بيروت أقفلت القوى الأمنية بعض الطرقات الرئيسية، وحولت السير إلى الطرق الفرعية، بعد قطع السير من قبل محتجين بمستوعبات النفايات عند تقاطع جامع عبد الناصر في ‎كورنيش المزرعة، وعند تقاطع الكولا، وطريق المدينة الرياضية من كل الاتجاهات.

جبران حرض طائفياً على “حزب الله” ويتهمه انه يمارس مع الحريري و بري وجنبلاط لعبة المثالثة!

أما المدخل الجنوبي للعاصمة، فقُطع على جسر ‎خلدة بالاتجاهين من قبل محتجّين، قبل أن تعمل القوى الأمنية على إعادة فتحه.شمالاً، كانت المشاركة اقل من عادية ففي طرابلس، و قطع محتجون الطريق عند تقاطع شارع عزمي في وسط المدينة، وعلى طريق حلبا-العبدة محلّة الحصنية، وأعادت القوى الأمنية فتحها، اما في المنية فكانت الحركة عادية.

وفي منطقة الشوف، تجمع عدد من المواطنين عند مستديرة بعقلين – بيت الدين في المقابل كان التجاوب ملحوظاً في البقاع، حيث قطع عدد من الشبان الطريق جزئياً عند ساحة شتورة والطريق الدولية عند مدخل بعلبك ودوّار دورس الحبلي، ونفّذ القطاعان العام والخاص في بعلبك إضراباً شاملاً.

جنوباً، عاشت عاصمة الجنوب صيدا يوماً عادياً، في المقابل، أقفلت المؤسسات المستقلة في النبطية، وفي حاصبيا كذلك، التزمت المؤسسات والدوائر الرسمية والخاصة بالإضراب، بما فيها المصارف.كذلك نفّذ اتحاد النقل الجوي وقفة في محيط مطار بيروت الدولي، أمام مبنى من دون أن يعمدوا إلى قطع الطرقات.

قائد الجيش والانهيار

وانعقد المؤتمر الدولي الافتراضي لدعم الجيش اللبناني بدعوة من فرنسا ودعم من الأمم المتحدة وإيطاليا وبمشاركة 20 دولة بينها دول خليجية. وقد حذّر قائد الجيش العماد جوزف عون من أن استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والمالي في لبنان سيؤدي حتماً إلى انهيار المؤسسات ومن ضمنها المؤسسة العسكرية وبالتالي فان البلد بأكمله سيكون مكشوفاً أمنياً”، مشدداً “على ضرورة دعم العسكري كفردٍ لاجتياز هذه المرحلة الدقيقة إضافةً إلى دعم المؤسسة ككل.

ولفت الى ان الجيش هو المؤسسة الوحيدة والأخيرة التي لا تزال متماسكة وهي الضمانة للأمن والاستقرار في لبنان والمنطقة وأي مسّ بها سيؤدي إلى انهيار الكيان اللبناني وانتشار الفوضى ونؤمن بأننا سنجتاز هذه المرحلة الصعبة والدقيقة بفضل عزيمة جنودنا وإرادتهم وبدعم اللبنانيين والدول الصديقة.

السابق
«أحادية أمل» تَستعرض جنوباً..وأطفال الفقراء بلا حليب بقاعاً!
التالي
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الجمعة في 18 حزيران 2021