«لبنان يغرق»..الطبقة السياسية باقية و«الإستقلاليون» يتفرجون!

ثوار لبنان
يعيش لبنان أزمة غير مسبوقة على الصعيدين السياسي والاقتصادي. وهذا ليس فقط منذ انفجار المرفأ المرّوع في الرابع من أغسطس الماضي. لكن، منذ ذلك الحين بدت البلاد وكأنها في حالة سقوط حر.

عبارة “السقوط الحر” التي استخدمها الاميركيون لوصف الحالة اللبنانية الكارثية التي تجتاحه منذ عام ونصف العام تقريبا، تبدو هي العبارة الاقرب للواقع، ويشهد على ذلك سعر صرف الليرة الذي يتهاوى يوميا ليبلغ 15 الف ليرة للدولار الواحد، مع تضخم في اسعار السلع حوالي 10 أضعاف، وشحّ في المحروقات والادوية المدعومة ولّد أزمات كهرباء ومواصلات لم تشهدها البلاد حتى في عزّ أهوال الحرب الاهلية.

إقرأ أيضاً: مخاوف من انعكاس إعتذار الحريري على سعر الصرف..الدولار الى 15 الف ليرة مجدداً!

لبنان يغرق

وتتزايد التحذيرات الدولية من خطورة الأزمة في لبنان. وذكر البنك الدولي في تقرير له مطلع حزيران الجاري، أن “لبنان يغرق”، مرجحاً أن تحتل الأزمة المالية والاقتصادية في البلد، مرتبة من الثلاث الأولى من الأزمات الأكثر حدة، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

تتزايد التحذيرات الدولية من خطورة الأزمة في لبنان

ووفقاً لتقرير “المرصد الاقتصادي اللبناني” الصادر عن البنك الدولي فإن الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يواجهها لبنان، “تنذر بفشل وطني شامل له عواقب إقليمية وعالمية محتملة”.

وعلى الرغم من فشل مبادرتها، تبقى فرنسا من الدول القليلة جدا المهتمة بلبنان، وهي تصر على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في المواعيد الدستورية لضمان انتظام المؤسسات. وعلى الرغم من اعلان باريس اليوم عن فتح تحقيق حول الثروة الشخصية لحاكم البنك المركزي اللبناني رياض سلامة، الا انها اعلنت التزامها بدعم مؤسسات الدولة الامنية والعسكرية، لمنعها من الانهيار بفعل الازمة الاقتصادية، وقد بدأ الجيش فعلا بتلقي مساعدات مالية ولوجستية من باريس وواشنطن وعدد من الدول الاوروبية، وبهذا فان الجيش وحده يمكن ان ينجو من الغرق، دون شعبه!

تبقى فرنسا من الدول القليلة جدا المهتمة بلبنان،وهي تصر على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية لضمان انتظام المؤسسات

مسؤولية حزب الله والطبقة السياسية

وتحت عنوان “إدارة بايدن ولبنان: لمواصلة الضغوط”، نشر موقع “ذا هيل” الأميركي، المقرب من دوائر صناعة القرار، مقالة رأي للجنرال الأميركي المتقاعد مايكل باربيرو، حمّل فيها “الطبقة السياسية الفاسدة” و”حزب الله” مسؤولية الأزمة غير المسبوقة، داعياً الغرب بقيادة واشنطن إلى المسارعة إلى إنقاذ الشعب اللبناني. وحمّل الجنرال الاميركي “حزب الله” مسؤولية الانهيار الحاصل، وكذلك الطبقة السياسية الفاسدة “الشريكة أيضاً”، التي ساعدت على “تسليم زمام السلطة” للحزب، في خطوة “مكّنته من بناء دولته الخاصة داخل الدولة”.

بالمقابل برز خطاب امين عام حزب الله الاخير الثلاثاء الماضي، الذي طالب فيه الحكومة اللبنانية باتخاذ قرار مفاجىء بشراء الوقود من إيران، لوضع حد لأزمة محروقات تشهدها البلاد، مشدداً على أن حزبه سيستورد البنزين من طهران في حال عجزت السلطات عن إيجاد حل. ويترقب اللبنانيون مفاعيل ما بعد خطاب نصرالله، وما اذا كان محتواه جديا أم مجرد فقاعة اعلامية، فيتم الاعلان عن فشل المبادرة لاحقا كالعادة، بسبب الخشية من العقوبات الاميركية.

يترقب اللبنانيون مفاعيل ما بعد خطاب نصرالله وما اذا كان محتواه جديا أم مجرد فقاعة اعلامية

في حين ان الجناح الاخر في الطبقة السياسية، وهو الجناح الاضعف غير الممثل في السلطة حاليا، وهم تيار المستقبل والقوات اللبنانية وحزب الكتائب والتقدمي الاشتراكي، أي وما كان يعرف بقوى 14 اذار، فان هذا الجناح يقف عاجزا يتلقى صدمات ما يصدر عن الفريق الحاكم الذي يتزعمه حزب الله، بمشاركة رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره الوزير السابق جبران باسيل، والهدف ،بحسب المراقبين، هو إبقاء الوضع على حاله لحين انتهاء مفاوضات فيينا، كي تبني ايران على الشيء مقتضاه في لبنان والاقليم التابع لها.

الجناح الاخر في الطبقة السياسية يقف عاجزا يتلقى صدمات ما يصدر عن الفريق الحاكم الذي يتزعمه حزب الله

والسؤال هنا، اذا كان حزب الله يستخدم لبنان كعادته ورقة وصندوق بريد دولي لصالح ايران، فما هي حجّة الطرف الاخر ، أي من “الاستقلاليين” في 14 آذار، ولماذا لا ينسحبون من المشاركة، ويكون موقفهم حاسم برفض هذه المناورات الممجوجة، التي باتت مكشوفة وتنذر بكارثة عامة، يراد لهم ان يتحملوا مسؤوليتها هم، عوضا عن المرتكبين الحقيقيين الممثلين حاليا في حكومة الامر الواقع، التي تمثل حصرا معسكر 8 آذار؟

السابق
بالفيديو: انفجار سيارة يرعب أهالي بيروت.. ماذا جرى؟
التالي
للعام الثاني على التوالي.. كورونا تفرض إجراءات استثنائية على أداء مناسك الحج