4 ملاحظات على انتخابات «الأسد» في لبنان

بشار الاسد

في مشهد يبدو أقرب الى المبايعة، وبرعاية المخابرات وسلطات الأمر الواقع في لبنان وسوريا، جرت انتخابات الرئاسة السورية، يوم أمس اليوم الخميس، للنازحين السوريين في لبنان، الذين توافدوا إلى سفارةبلادهم للتجديد لرئيسهم، مشهد اثار استفزاز العديد من اللبنانيين، في السياق كتب الصحافي زياد ماجد عبر صفحته على الفيسبوك التالي:

اقرا ايضا: بالصور: الاقتراع لصالح الأسد انطلق.. السوريون في لبنان يجددون لرئيسهم!

لا شكّ أن مشهد الآلاف من العمّال واللاجئين السوريين في لبنان وهم ينتظرون أمام سفارة النظام السوري “للاقتراع” للقاتل بشار الأسد مقزّزة وهدفها إهانة السوريين واللبنانيين على حدّ سواء. ولا شكّ أيضاً أن زبانية النظام في السفارة وفي لبنان يريدون عبرها القول إن جدار الخوف الذي أُعيد بناؤه في سوريا صلبٌ، وأن السطوة المخابراتية السورية عادت حتى الى لبنان لتفرض هتافات “الأبد” و”بالروح بالدم”، وغيرها من هتافات نظام البراميل والاغتصاب والكيماوي.
لكن بعض ردود الفعل اللبنانية هي بدورها مقزّزة، لما فيها من عنصرية وتعميم وكراهية.
وهذا يدفع لإيراد أربع ملاحظات على ما جرى ويجري:

  • أوّلاً: أن المشاركة التي تبدو صاخبة هي في الواقع ضئيلة جداً، إذ تشمل بضعة آلاف من أصل حوالي نصف مليون “يحقّ” لهم التصويت (بين المليون لاجئ في لبنان)…
  • ثانياً، أن الخوف من حلفاء النظام الأسدي وعملائه اللبنانيين يلعب دوراً مباشراً أو غير مباشر في دفع لاجئين مقيمين تحت رحمة هؤلاء الى التوجّه الى السفارة “للاقتراع”.
  • ثالثاً، أن الخوف إيّاه لدى عمّال ما زالت عائلاتهم في مناطق النظام في سوريا، أو لدى لاجئين بقي قسم من عائلاتهم في الداخل السوري ويظنّون أن في “اقتراعهم” ما قد يسهّل أمور العائلات المعنية ويُتيح لهم ربّما عودةً آمنة إذا انسدّت أمامهم السبل في لبنان، هذا الخوف، هو المحرّك الأساسي لهم في ظروف تزداد عليهم صعوبة وشراسة.
  • رابعاً، قلّة قليلة من “المقترعين” هم بالفعل من ماكينة سفارة النظام الباحثين عن استفزاز وعن تمرير رسائل مفادها أن الهيمنة الأسدية عادت وأن لها في لبنان، وليس في سوريا فقط، موطئ قدم ومريدين ناشطين.

التعامل مع هذه المسألة المركّبة إذاً، يكون بمحاولة فهمها وبالمحافظة على الموقف نفسه من النظام السوري الذي طُرد من لبنان العام 2005 ويحاول اليوم العودة، ومِن كل من يدعمه أو يواليه داخل أروقة السلطة اللبنانية الفاسدة (وخارجها)؛ ويكون كذلك بتفهّم ظروف اللاجئين الذين نكّل بهم هذا النظام، ويريد مواصلة التنكيل بهم واستخدام أدواته لإظهار نفسه بالقويّ القادر على فرض هيبته وهيبة رئيسه عليهم حيثما حلّوا وعلى اللبنانيين (والفلسطينيين المقيمين في لبنان)…

السابق
بالفيديو: تلوث الليطاني يفجّر أزمة بين أمل و«حزب الله» في شحور
التالي
انتخابات البيعة للأسد في لبنان.. الشيخ صبحي طفيلي: رحِّلوا أنصار بشار