سقوط إمبراطور «الكبتاغون» يَفضح تورط «حزب الله».. نجل قماطي أمام «المعلومات»؟

يتضح يوماً بعد يوم وبالوقائع والمعلومات ان ملف "الكبتاغون" وتجارته ورعاية الانتاج والنقل والتوضيب والتسفير، لا تتم من دون تغطية او رعاية مباشرة من النظام السوري و"حزب الله" بين سوريا ولبنان وعبر الحدود الفالتة بين البلدين والتي يضع "حزب الله" يده عليها.

ومنذ ايام ضج البلد بخبر توقيف رجل الاعمال “النافذ” حسن محمد دقو والمدعوم من معظم القوى المحلية والمغطى من الجميع ولا سيما “الفرقة الرابعة” في الجيش السوري و”حزب الله”.

وكان توقيفه سبق اعلان السعودية عن منع صادرات لبنان الزراعية بعد إكتشاف 5 ملايين حبة كبتاغون في شحنة رمان سورية استقدمت من سوريا الى لبنان حيث زورت اوراق المنشأ التي تخصها كما مرت كالعادة برعاية وتغطية امنية وسياسية.

تقدم التحقيقات وتورط نجل قماطي

وبعد التحقيقات التي بدأت، كشفت خيوط هامة في القضية.  وفي هذا الاطار اعلنت مصادر قضائية مُطلعة لـ”جنوبية”، عن خيوط اولية تشير الى تورط نجل الوزير السابق محمود قماطي، ويدعى ميثم، في علاقة عمل “مشبوهة” مع الموقوف في ملف صناعة وتجارة الكبتاغون حسن دقو.

مصادر القضائية عن مراجع امنية تأكيدها ان “حزب الله” يجري تحقيقات داخلية مع نجل قماطي حول الكبتاغون

ونقلت المصادر القضائية عن مراجع امنية تأكيدها ان “حزب الله” يجري تحقيقات داخلية مع نجل قماطي حول الملف.

و تشير المصادر إلى استدعاء ميثم قماطي في الايام المقبلة من قبل فرع المعلومات التي تجري التحقيقات العدلية التي باتت شبه مكتملة خيوطها.

سيرة “حزب الله” حافلة بالكبتاغون  

وفي وقت انتظرت البيئة الحاضنة ” للمقاومة” أن تكون مناطقها انموذجا مصغرا لرؤية “حزب الله” للدولة العادلة التي ينادي بها فاذا به يحول مناطق تواجده الى جزر عسكرية وبؤر فساد غارقة بالمخدرات والفوضى والتهريب، ليبقى السؤال هل بدات ينابيع تمويل الحزب بالجفاف بعد الغضب السعودي وجدية الاجهزة الامنية بملاحقة تجار المخدرات؟

ورغم اكتشاف عدد كبير من المصانع ورغم كل الضجيج الاعلامي والاستغلال السياسي لكل عملية اعتقال واحباط تهريب، يبقى لبنان من الدول المتقدمة في صناعة وتصدير “الكبتاغون” وممرا شبه آمن لاستهداف السوق الخليجي بأطنان من هذه المادة الممنوعة والموضبة بطرق احترافية ليس أغربها الرمان.

إقرأ أيضاً: هكذا تنطلق ثورة القضاء..«الناعمة»!

ومن يريد تحقيقا حول خارطة انتشار مراكز تصنيع المخدرات لا يحتاج الى جهد كبير ليكتشف ان مناطق نفوذ “حزب الله” في قرى وبلدات بعلبك الهرمل والضاحية هي الحاضن لمصانعه وأن كوادره الامنيين واقاربهم هم الأقرب لصنّاعه وتجاره في السر والعلن وهم حماة ديارهم بفتاوى شرعية حتى اشعار آخر.

الإنطلاقة مع الثورة السورية!

واذا أردنا اختصار المرحلة الاولى من شهرة “لكبتاغون” لبنانيا وأبرز محطاتها فهي كانت مع بدايات الثورة السورية وبالتحديد عام 2012 حيث تم قص شريط افتتاح أولى مصانعه في حوزة دينية في بعلبك برعاية وبركة السيد هاشم الموسوي شقيق أبرز قادة حزب الله النائب السابق حسين الموسوي وأطلق عليها في حينها “حبة البركة” او “حبة السيد” ولاقت رواجا واسعا حيث احرجت الحزب الذي أعلن “ان تورط أحد المسؤولين وشقيق نائب لا يعني ضلوع الحزب” وأعلن حينها افساح المجال لملاحقة المتورطين قضائيا الا انه فسح المجال في الوقت عينه للسيد هاشم للسفر الى ايران لاسباب جهادية وبقي فارا من وجه العدالة.

“أمير الكبتاغون”

وفي العام ٢٠١٥ تم توقيف الأمير السعودي عبد المحسن بن عبد العزيز آل سعود الذي اطلق عليه لقب “أمير الكابتاغون” في مطار بيروت بعد محاولة تهريب ١٩٠٠ كلغ من حبوب الكبتاغون وانزل بحقه عقوبة الاشغال الشاقة ست سنوات، تنفس حزب الله الصعداء واستثمر القضية في الاعلام والسياسة وللمفارقة اتهم الحزب “المملكة” بالضلوع في تجارة المخدرات فيما يرفض اتهام معارضيه له بضلوعه في تجارة المخدرات رغم كل الادلة والشبهات التي تحوم حوله.

استدعاء ميثم قماطي في الايام المقبلة من قبل فرع المعلومات التي تجري التحقيقات العدلية التي باتت شبه مكتملة خيوطها

لن نغوص كثيرا في اسماء تجار المخدرات المقربين من الحزب الذين تم كشفهم والذين لم يكشف عنهم، وليس اخرهم الشيخ غزوان ز. الذي اوقفته شعبة المعلومات عام ٢٠١٨ على حاجز للقوى الأمنية في محلة ضهر البيدر بعد ضبط كمية هائلة من حبوب الكبتاغون وحشيشة الكيف وسواها من المواد المخدرة، قُدِّرَت قيمتتها بحوالي 75 مليون دولار، كانت معدة للتهريب الى خارج لبنان، وافرج عنه بعد تدخلات مباشرة من مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب، لتختتم المرحلة “بملك الكابتاغون” حسن دقو احد ممولي حزب الله واحد اكبر تجار ومصدري الفواكه المخدرة الى السعودية.

قضية الطفيل ودقو و”الحزب”

وفي مطلع العام الحالي أعلنت قيادة حزب الله انها قدمت 600 مليون ليرة بدل كهرباء لبلدة الطفيل الحدودية مع سوريا، وفي الحقيقة ان الحزب طلب من دقو هذا المبلغ مقابل تلميع صورته بعد ان ذاع صيته  وتلقى تحذيرات من اكثر من جهة امنية وقضائية، فما كان من نائب كتلة الوفاء للمقاومة الدكتور ابراهيم الموسوي الا ان حشد وجهاء ومشايخ المنطقة ليثني على دقو امامهم قائلاً:”هذه الروحية التي تعمل بها واذا كنت صادقاً مع ربك فالله معك”، وتابع في فيديو انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي: “كي لا يكون كلامي مديح فقط لك ، فما تقوم به هو الصح وهذا ما يبقي الملك ويديم العز لأنه برضى الله”.

لم يكن يدرك الموسوي ان نهاية ملك الكبتاغون واحد ينابيع الدولار قد اقتربت.

السابق
هكذا تنطلق ثورة القضاء..«الناعمة»!
التالي
«كورونا» يَنهش مجدداً الجيش الأبيض..طبيب لبناني شهيد الواجب في مصر!