«الخضار نار».. و حرارة الطقس «تُبرّد» الأسعار!

إرتفاع غير مسبوق في اسعار الخضار برمضان
بات التحضير لإفطار عادي يكلف ثروة، كيف لا وسعر كيلو الخيار (احد مكونات الفتوش)، سجل في بداية الاسبوع الحالي 12 ألف ليرة وكيلو الفليفلة 25 الف ليرة، اما الفريز وهو من المفروض ان تكون فاكهة موسمية يمكن للفقراء شراؤها، بلغ سعر الكيلو 20 الف ليرة. فكيف يمكن للعائلات من ذوي الدخل المحدود أن تتدبر أمورها؟

تروي زهرة فقيه (ربة منزل وام لأربعة أولاد) أنها عدلت عن شراء الفليفلة، عندما أخبرها جارها “الخضرجي أبو علي” بأن سعر الكيلو 25 ألف ليرة، وحين سألته عن سعر كيلو الخيار أجابها “12 ألف ليرة” ، عندها غادرت دكانه وتوجهت إلى البيت، طالبة من إبنها إيصالها إلى منطقة الاوزاعي حيث بسطات وبائعي الخضار على جانبي الطريق، ومن المفروض أن تكون أسعار الخضار أرخص لأن الباعة لا يتكبدون دفع إيجارات لمحالهم ولا فواتير كهرباء و بلدية.

تقول ل” جنوبية”:” أسعار الخضار كانت مرتفعة جدا عند بداية الاسبوع الحالي، ولم يقتصر الامر على أسعار مكونات الفتوش ( ضمة الفجل 1750 والبقدونس ألف ليرة مثلا)، بل أيضا سعر الفاكهة الموسمية، مثل الليمون 9 ألاف، أما كيلو الباذنجان او الكوسى 7 ألاف ليرة، وهذه الاسعار تعتبر مرتفعة بالنسبة للعائلات من ذوي الدخل المحدود والتي تحتاج إلى كميات من الطعام خلال شهر رمضان، على اعتباى “ما فينا نمشي الحال بوجبة بطاطا وبيض مثلا أو برغل على بندورة “.

ترشيشي: إنخفاض الأسعار ليست علامة جيدة وليست نتيجة أي جهد رسمي بل بسبب كثرة العرض مع إرتفاع درجات الحرارة 

كلام زهرة يتقاطع مع دراسة أعدها مرصد الأزمة في الجامعة الاميركية، ونشرها في بداية الاسبوع الحالي أظهرت تطور اسعار المواد الغذائية الأساسية في شهر رمضان، حيث ارتفعت كلفة “افطار عادي” لأسرة من ٥ أفراد ٢٣.٤بالمئة خلال أسبوع، أي زادت كلفة افطار أسرة من 5 أفراد حوالي ٩٩ الف ليرة في اسبوع واحد، في وقت لم يتغير سعر صرف الدولار في السوق السوداء.

مسؤولية المزارعين

كل  ما سبق يطرح تساؤلات جدية حول مسؤولية المزارعين اللبنانيين في حصول هذا الارتفاع، ناهيك عن  وزارة الاقتصاد والتجارة في مراقبة الاسعار في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها كل اللبنانيين.

ترشيشي

و في هذا الاطار يوضح رئيس نقابة مزارعي البقاع إبراهيم ترشيشي ل”جنوبية”، أن “الجولة على  أسواق الخضار منذ يوم الخميس الفائت تظهر أن أسعار الخضار إنخفضت مقارنة مع بداية الاسبوع، إذ سجل كيلو الفول 2000 ليرة والحامض 2000، والخيار كان سعره 12 ألف ليرة صحيح لكن بدءا من يوم الخميس تراوح سعره  بين 2500 و 3000 والبازيلا 4000.

إقرأ أيضاً: باسيل يلوح بـ«الخراب الدستوري» مقابل تكليف الحريري.. ودول الخليج على خط «العقاب» السعودي!

أما اللوبيا والكوسى لا زالت أسعارها مرتفعة، لكن كل خضار صحن الفتوش إنخفض سعرها 50 بالمئة في اليومين الماضيين”، شارحا أن “إرتفاع حرارة الطقس أنضجت مواسم الخضار في البقاع، ونزلت إلى السوق بالتزامن  مع إنتاج الساحل (الجنوب وعكار)، ما يعني ان العرض بات أكثر من الطلب، وإبتداءا من 25 الشهر الحالي كل أسعار الخضار ستنخفض بنسبة 50 بالمئة”.

يضيف:”اسواق الخضار في لبنان مُقبلة على إنتاج غزير ومن المتوقع ان يسجل العرض أكثر من الطلب، ولهذا فالاسعار ستتراجع و التحدي أمامنا كنقابة، هو إيجاد التوازن بين عدم خسارة المزارع نتيجة كساد موسمه مع الإنتاج الغزير كي يستمر في الزراعة، وبين المواطن الذي يعاني من تراجع القيمة الشرائية لمدخوله”.

ترشيشي لـ”جنوبية”: لرفع القدرة الشرائية بدلا من خفض الأسعار وخسارة المزارع

يعتبر ترشيشي أن “إنخفاض الأسعار ليست علامة جيدة وليست نتيجة أي جهد رسمي، بل بسبب كثرة العرض مع إرتفاع درجات الحرارة  و تراجع القدرة الشرائية للناس”، مشددا “على أن النقابة لا تراهن على أي دور للدولة، للمساهمة في صمود المزارع لأن تجاربنا مريرة في هذا الاطار، و ما يجب العمل عليه هو زيادة القدرة الشرائية للمواطن، لأن ذلك ينعكس إيجابا على الاسواق و منها سوق الخضار”.

ويختم:”رفع شعار خفض أسعار المنتجات الزراعية، كي يتمكن المواطن من شرائها غير صحي، لأنها تعني خسارة للمزارع. و علينا رفع شعار زيادة القدرة الشرائية للمواطن، لأن كلفة الانتاج هي نفسها  وخصوصا مع إرتفاع أسعار الدولار في السوق السوداء”.

السابق
«حوافز وعقوبات» في «ورقة خيارات أوروبية» حول لبنان
التالي
«سرق البيضة والدجاجة»..فضيحة مدوية لرئيس بلدية جنوبية!