الجيش «كبش المحرقة» في «كباش» الفرزلي – «التيار الوطني»!

ايلي الفرزلي والتيار الوطني الحر
لا يزال كلام نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الأخير، يتفاعل في الصالونات السياسية تحليلا وتمحيصا، لتبيان خلفياته والهدف المرجو منه، خصوصا أنه طرح فيه تعليق الدستور وإنشاء حكومة عسكرية كباب للخروج من الأزمة الحالية.

صحيح أن الرد جاء سريعا من المستشار القانوني لرئيس الجمهورية الوزير سليم جريصاتي ومن تكتل “لبنان القوي” اليوم ( أعلنت مصادره أنه أبلغ الفرزلي بأنه لم يعد عضوا في التكتل)، لكن من المفيد البحث عن صدى كلام نائب رئيس المجلس النيابي لدى المؤسسة العسكرية، حيث العلاقة ليست على ما يُرام بين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون و النائب جبران باسيل من جهة، وبين قائد الجيش العماد جوزيف عون من جهة أخرى. 

إقرأ أيضاً: إستياء فاتيكاني من عرقلة التأليف..و«حزب الله» يشغل محركاته نحو عون!

يؤكد مصدر عسكري لـ”جنوبية” أن “المؤسسة العسكرية لا تنظر بجدية إلى كلام الفرزلي لإعتبارات عدة، أولها أن هذا الطرح لا يمكن صرفه على أرض الواقع لأسباب دستورية ولتجارب عملانية” .

من الناحية الدستورية لا يمكن لرئيس الجمهورية تأليف حكومة عسكرية بمرسوم كما حصل في عهد الجمهورية الأولى

فمن الناحية الدستورية لا يمكن لرئيس الجمهورية تأليف حكومة عسكرية بمرسوم كما حصل في عهد الجمهورية الأولى، لأن الطائف ينص على أن تكليف رئيس الحكومة يأتي نتيجة إستشارات نيابية  ولا يمكن لرئيس الجمهورية الإعتراض على نتائجها، واليوم الرئيس سعد الحريري هو رئيس مكلف نتيجة هذه الاستشارات فهل يمكن إلغائها؟”.

يضيف المصدر:”السبب الثاني لعدم واقعية هذا الطرح هو وجود حكومة تصريف أعمال، وثانيا أن تشكيل حكومة عسكرية يعني إلغاء منصب رئيس الحكومة السني فهل هذا ممكن ويقبل به الرئيس المكلف سعد الحريري ونادي رؤساء الحكومات السابقين؟”.

ويذكّر المصدر أيضا أن “الحكومات العسكرية في لبنان غير قابلة للحياة والتجارب الماضية أبلغ دليل، 

أولها هو الحكومة العسكرية لم يؤمن لها الحياة  حاليا ولم يكتب لها النجاح في المرات السابقة التي شُكلت فيها، ففي العام 1989 إقتصر عمرها على 24 ساعة وإنقسمت بعدها إلى شطرين (سني – شيعي- درزي) من جهة و (ماروني- كاثوليكي- أرثوذكسي) من جهة أخرى، وحكومة العميد الاحدب في العام 1976 التي لم تعش أكثر من ساعات وحكومة العميد نور الدين الرفاعي إستمرت شهرا واحدا  و كانت بدعم من الرئيس سليمان فرنجية “.

طرح الفرزلي يدعو إلى تعليق الدستور وهذا الامر ليس سهلا في بلد مثل لبنان 

يضيف المصدر:” طرح الفرزلي يدعو إلى تعليق الدستور وهذا الامر ليس سهلا في بلد مثل لبنان  حيث  كل المؤسسات تخضع للمعيار الطائفي ومنها الجيش، وحين يعجز الجيش عن ضبط الاوضاع فهذا يؤدي إلى حرب أهلية، لكن في المقابل ليس خطأ أن يكون هناك عسكريين في الحكومة المقبلة يؤمن بها المجتمع المحلي والدولي ولكن ليس حكومة عسكرية”.

يفسر المصدر حراك الفرزلي بأنه “جزء من الكباش الدائر بينه وبين رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل على خلفيات إنتخابية ومصرفية وهذا ما أدى إلى برودة في علاقة الفرزلي مع رئيس الجمهورية”،  ويضيف”: علما أن هناك ،أكثر من طرف داخلي يبارك هذا الكباش خصوصا أن نائب رئيس المجلس لا يُخفي إعتراضه على طريقة مقاربة التيار للملف المالي بالبلد، كما أنه يلعب دور العراب في تصحيح العلاقة المتوترة بين الرئيس سعد الحريري والنائب عبد ، الرحيم مراد في منطقة البقاع الغربي تمهيدا لإنشاء حلف إنتخابي يجمعهم بالتعاون مع الحزب التقدمي الاشتراكي في وجه لائحة التيار الوطني في المنطقة”.

ويختم المصدر:”الكباش الحاصل هو سياسي والمؤسسة العسكرية لن تكون فيه  لأن الوصول إلى جهنم سيكون أسرع وهذا ما لا تريده”.

السابق
بالصورة: إنفجار يهزّ الهرمل.. جعفر قتيلاً!
التالي
بالفيديو.. اعتداء وقح من العونيين على مراسلة الـ«mtv»: ما حدا غيرنا جوعان!