العلامة السيد محمد حسن الأمين في ذمة الله..بعد 6 عقود زاخرة بالدين والعلم والادب والفلسفة

بعد مسيرة طويلة لأكثر من ستة عقود قضاها في البحث والعلم والقضاء الشرعي والادب والشعر وفلسفة الحياة ودين الانسان والحوار والانفتاح على الآخر، ترجل المفكر الاسلامي الكبير والعلامة العلم السيد محمد حسن الامين مساء اليوم عن صهوة جوداه الدنيوي لينتقل الى جوار ربه عن 75 عاماً ، متأثراً بجائحة “كورونا” والتي المت به منذ اسبوعين ليخذله قلبه مساء اليوم.    

ولا يمكن عند الحديث عن جبل عامل وعلمائها واعلامها في الدين والفلسفة والفكر والشعر والادب، الا ان بذكر آل الامين وما تركوه من بصمة في كل هذه المناحي، من السيد محسن الامين، الى المفكر الاسلامي الكبير والعلامة العلم السيد محمد حسن الامين.

من هو العلامة السيد محمد حسن الامين؟

ولد العلامة السيد محمد حسن الامين، في بلدة شقرا قضاء بنت جبيل سنة 1946 (1316 هـ)، والده السيد علي مهدي الأمين.

وتابع دراسته الابتدائية والمتوسطة في بلدته في نفس الوقت الذي كان يتابع فيه دراسته على والده في علوم اللغة والنحو والصرف والمنطق.

إقرأ أيضاً: كتاب نعمة الى بيطار يتفاعل..وزيرة العدل تتنصل واهالي الشهداء يطالبون بمحاكمته!

وثمّ هاجر إلى النجف عام 1960، فدخل كليّة الفقه وتخرّج منها في العام 1967 ميلادي، ثم تابع دراساته العليا حتى العام 1972 ميلادي، حيث عاد إلى جبل عامل وسكن بلدته شقراء حتى العام 1975 ميلادي.

القضاء الجعفري

ودخل سلك القضاء الشرعي الجعفري عام 1975، ثمّ عُين قاضياً في مدينة صور حتى عام 1977 حيث انتقل إلى مدينة صيدا وبقي رئيساً لمحكمتها حتى سنة 1997 حين نُقل إلى المحكمة العليا مستشاراً وما زال حتى الآن.

مقاومة الاحتلال الاسرائيلي

ومن صيدا قام العلّامة الراحل بالتصدي للاحتلال الإسرائيلي للجنوب عام 1982، واستغل علاقته الوطيده بحركة فتح وبالفصائل الفلسطينية في الجنوب من اجل تفعيلها مع المقاومة الوطنية اللبنانية، فأصبح منزله ملتقى المقاومين والناشطين من مختلف الاتجاهات الوطنية والاسلامية.
وعندما بدأت قوات الاحتلال الاسرائيلي تتكبد خسائر فادحة بفعل المقاومة، فقد قامت باغتيال الشيخ راغب حرب والسيد عبد اللطيف الأمين، اللذين كانا يبيتان في منزله احيانا في صيدا هربا من مخابرات الاحتلال، ثم قامت قوات الاحتلال بمداهمة منزل العلامة الامين في تموز عام ١٩٨٤ واعتقلته ثم ابعدته الى بيروت، فتحول نضاله الى سياسي وتعبوي ضد الاحتلال وأدواته، وعندما انسحبت اسرائيل من صيدا عام ١٩٨٥، عاد الى منزله واستقبلته عاصمة الجنوب بحفاوة وصلى محبوه وعدد من فعالياتها الدينية وراءه صلاة شكر ترحيبا بعودته، ثم استأنف السيد عمله في سلك القضاء الجعفري في المدينة، مستمرا في مسيرته النضالية بفعالية ملقيا محاضراته الفكرية في مختلف المناطق اللبنانية، ولاحقا في عدد من العواصم العربية والعالمية.

نشاطه الأدبي

وقال عنه السيد حسن الأمين في سياق ترجمة لوالده: ” سلك طريق والده في طلب العلم وتخرّج من معاهد النجف،…. شاعر مبدع وأديب بارع، خير خلف لخير سلف”.

كتب الشعر في فترة مبكرة من عمره. وشارك في إصدار وتحرير (مجلة النجف) مع نخبة من الأدباء، وله كتابات فيها. وشارك في إصدار وتحرير (مجلة الكلمة) في النجف ،وله كتابات فيها. وكتب العديد من المقالات في مجلة “عبقر” أيام تواجده في النجف.

مؤلفاته

ومن مؤلفاته: الاجتماع العربي الإسلامي، نقد العلمنة والفكر الديني، بين القومية والإسلام، الإسلام والديموقراطية، مساهمات في النقد العربي، وضع المرأة الحقوقي بين الثابت والمتغير، حقوق وواجبات المرأة المسلمة في لبنان (مع آخرين)، الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر، سمو الذات وخلود العطاء.

اسرة موقع “جنوبية” ومجلة “شؤون جنوبية”، تتقدم من نجل الراحل رئيس التحرير الزميل السيد علي الامين، وعائلة العلامة الكبير، بأحر التعازي راجية المولى تغمد الفقيد بواسع رحمته. إنا لله وإنا اليه راجعون.

السابق
كتاب نعمة الى بيطار يتفاعل..وزيرة العدل تتنصل واهالي الشهداء يطالبون بمحاكمته!
التالي
مقدمات نشرات الأخبار المسائية ليوم السبت 10/4/2021