نَجُوعُ جَمِيعًا أو نَشْبَعُ جَمِيعًا

لبنان

شَكَرَ اللّٰهُ سَعْيَ كلِّ مَنْ عملَ خيرًا في أيامِ القَحْطِ التي نعيشُها بنيَّةٍ طيِّبةٍ في سبيلِ اللّٰهِ ولبنانَ وإعزازِ الإنسانِ.
ولكنْ ماذا عَنْ افتتاحِ (السوبرماركاتِ) مع بطاقةٍ تحملُ اسمًا دينيًّا تميِّزُهم في مناطقَ ذاتِ انتماءٍ طائفيٍّ مُعَيَّنٍ – إنْ لم نقلْ انتماءٍ حزبيٍّ معيَّن ٍ- دونَ التفكيرِ بغيرِهم مِنْ أبناءِ بلدِنا الواحدِ (لبنانَ)؟!
وماذا عن مستودعاتِ الكراتينِ الموسومةِ بأعلامِ حزبٍ ما ليعرفَ الناسِ ولا ينسَوا أنَّ هذا الحزبَ هو الذي أطْعَمَهُم مِنْ جوعٍ وآمَنَهُم مِنْ خوفٍ.
أبدًا لا أبْقَانِيَ اللّٰهُ إنْ دخلتُ هذه الأمكنةَ إلا إنْ كانَ المسيحيُّ والمسلمُ يتشاركانِ في الاستفادةِ منها، واللّٰهُ غنيٌّ يبسطُ الرزقَ لمنْ يشاءُ دونَ مِنَّةٍ مِنْ أحَدٍ.

إقرأ أيضاً: قوى 17 تشرين تستعيد حراكها(3).. منيمنة لـ«جنوبية»: نبحث عن ساحة إشتباك جديدة مع السلطة

وهذه خلاصةُ ما جاءَ علىٰ لسانِ المسيحِ والنبيِّ محمَّدٍ:
▪️ما أعظمَها وصيَّةً جَرَتْ علىٰ لسانِ ابنِ الإنسانِ المسيحِ (عليه وعلىٰ أمِّهِ السلامُ): “كُنْ كَالشَّمْسِ تَطْلُعُ علىٰ البَرِّ والفَاجِرِ”؛ ذلك أنَّ الشمسَ تُشْرِقُ بأشعَّتِها علىٰ كلِّ شيءٍ بلا تمييزٍ؛ فهي كما تُشْرِقُ علىٰ الرطبِ واليابسِ، تُشْرِقُ علىٰ الصالحِ والطالحِ، وعلىٰ المُؤْمِنِ والمُنْكِرِ.
▪️قالَ رسولُ اللّٰهِ (صلواتُ اللّٰهِ وسلامُه عليه وآلِه وصحبِه):
“ما آمَنَ بي مَنْ بَاتَ شَبْعَانَ وَجَارُهُ جائعٌ إلىٰ جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ”.

يعني يخرجُ مِنْ رِبْقَةِ الإيمانِ كلُّ مَنْ يحرصُ علىٰ إشباعِ نفسِه دونَ جارِه.

ثُمَّ إنَّ النبيَّ أطلقَ في قولِه (جاره) لكي لا يتوهَّمَ أحدٌ أنَّ المقصودَ خصوصُ الجارِ الموافقِ لنا في دينِنا، أو الجارِ المؤمنِ بوجودِ الإلهِ أصلًا، وإنَّما المقصودُ كلُّ مَنْ جَاوَرَنَا مهما كانتْ عقيدتُه ولو كانَ مُلْحِدًا. وبهذا يُعِيدُ النبيُّ الدينَ إلىٰ جَوْهَرِهِ وحَقِيقَتِهِ ومُبْتَغَاهُ، ألا وهو (إدراكُ الرحمةِ الإنسانيَّةِ)؛ وقد نَصَّ القرآنُ الكريمُ علىٰ ذلك في قولِه تعالىٰ: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}.

يعني الغايةُ القصوىٰ مِنْ بِعْثَةِ الإنبياءِ هي (إدراكُ الرحمةِ الإنسانيَّةِ) بلا قيودٍ.

أما الصلاةُ والصوم وسائر العبادات فينبغي أنْ تُوَظَّفَ لِتُعِينَ الإنسانَ علىٰ الوصولِ إلىٰ هذه الغايةِ. فلنتدبَّرْ.

السابق
كوماندوس اسرائيلي الصق عبوة ناسفة بالسفينة الإيرانية.. اليكم تفاصيل الضربة على «الحرس الثوري»!
التالي
هذا ما جاء في مقدمات نشرات الاخبار المسائية ليوم الثلاثاء 6/04/2021