عون أعلنها بالفم الملآن.. حكومة برئاسة الحريري «ما في»!

ميشال عون

يتعقد التأليف الحكومي يوما بعد يوم على وقع التناحر الحاصل بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري، ويبدو ان التأليف سيكون صعب المنال لا سيما بعدما رفع عون السفق عاليا أمس بالقول اما حكومة بشروطي او الاعتذار بما يوحي علنا انه لا يريد حكومة برئاسة الحريري.

لذا يبدو ان المهلة القريبة التي تحدثت عنها بعض المصادر عن قرب تشكيل الحكومة على وقع الارتفاع الجنوني للدولار الأميركي قد سقطت بعد الكلام العالي النبرة لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي وضع الرئيس المكلف سعد الحريري امام خيارين إما الحضور الى قصر بعبدا وتشكيل حكومة بالتوافق معه أو افساح المجال أمام من هو قادر على التأليف، في أسلوب جاء كما وكأنه بمثابة الدفع نحو اعتذار الحريري.

اقرا ايضاً: الحريري في بعبدا اليوم: الإعتذار مقابل استقالة عون؟!


وفيما جاء الرد سريعا من الحريري، الذي سيزور بعبدا صباح اليوم الخميس، رأت مصادر بيت الوسط عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية ان كلام عون “يجافي الحقيقة، فليس صحيحا ان الحريري سلّم عون مسودة حكومية غير مستوفية الشروط او غير محققة لآمال اللبنانيين كما قال، وإلا لما قال للحريري بأنه سيطلع عليها ومن ثم يناقشها معه، وهو ما أعلن عنه الحريري لدى خروجه حينه من قصر بعبدا، وقد ابلغه عون صراحة في زيارته الأخيرة أنه يريد الثلث المعطل”.

وسألت المصادر: “على أي أساس يدعو عون الرئيس المكلف للتوجه الى قصر بعبدا ليناقش معه تأليف حكومة وفق الآلية وليس وفق الدستور؟ فالحريري من قبل ان يُكلَّف بتشكيل الحكومة أعلن صراحة انطلاقا من حرصه على إنقاذ لبنان من أزماته أنه على استعداد لتشكيل حكومة مهمة وفق نص المبادرة الفرنسية على ان تشكل من 18 وزيرا من الاختصاصيين المستقلين غير المنتمين للاحزاب، وعلى هذا الأساس تمت الاستشارات النيابية الملزمة بتأييد 68 نائباً”.

المصادر وصفت كلمة عون “بالهروب الى الأمام وتحميل المسؤولية الى غيره، فيما هو وفريقه السياسي يتحملان كامل المسؤولية من خلال التمسك بالثلث المعطل، لذلك لا يحق له رمي المسؤولية على الرئيس المكلف، وكان الأجدى به ان يعلن ماذا يريد من الحكومة قبل دعوة الحريري الى بعبدا”.

من جهة أخرى، وصفت مصادر سياسية عبر “اللواء”، كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الموجهة الى الرئيس المكلف سعد الحريري، بانها غير مقبولة بالشكل والمضمون معا، ولا تعبر عن رغبة حقيقية لحل أزمة تشكيل الحكومة، بل تختزن في مضمونها تأجيج الازمة بدل حلها. بالنسبة للشكل، لو كانت نية رئيس الجمهورية تسهيل ولادة الحكومة الجديدة بالسرعة الممكنة لحل الازمة،لما كان الامر يستلزم توجيه كلمة متلفزة لدعوة الرئيس المكلف لاستئناف المشاورات حول التأليف بعد انقطاع التلاقي بينهما منذ نهاية العام الماضي، بل يمكن الاتصال به مباشرة ودعوته للإلتقاء به على الفور لا سيما وان اللقاءات بينهما بلغت ١٦ وهو رقم قياسي لتشكيل اي حكومة كانت ولكن كان رئيس الجمهورية ينقلب دائما فيما بعد على التفاهمات التي تحصل خلالها.

اما في المضمون، فالاسوء ما فيها انقلاب رئيس الجمهورية على مرتكزات المبادرة الفرنسية وتحديده مواصفات الحكومة وفق مقاييس وطموحات معلنة من رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل سابقا، وليس وفق الأسس التي تمت تسمية الرئيس المكلف على اساسها من قبل الاغلبيه النيابية بالاستشارات النيابية الملزمة. اما تخيير رئيس الجمهورية الرئيس المكلف بين الاسراع بتاليف الحكومة او الاعتذار عن مهمته بالتشكيل، فليست مقبولة، لانه ليس من صلاحية رئيس الجمهورية الدستورية تحديد الخيار الذي ينتهجه رئيس الحكومة المكلف الذي يحق له بمفرده اتخاذ القرار الذي يراه مناسبا.

وبانتظار نتيجة تلبية الحريري الدعوة “الفورية” لزيارة قصر بعبدا خلال الساعات المقبلة، اعتبرت المصادر عبر “نداء الوطن” أنّ عون “قلب طاولة التأليف” في وجه الجميع وليس في وجه الحريري وحده، فهو سعى من خلال كلامه أمس إلى قصف كل جبهات “الوساطات والمبادرات والضغوطات الداخلية والخارجية على حد سواء” معلناً بالفم الملآن أنّ حكومة برئاسة الحريري “ما في”، وأي بحث لحل معضلة التأليف يجب أن ينطلق بدايةً من “إعادة تكليف شخصية أخرى غير الحريري”.

السابق
الحريري في بعبدا اليوم: الإعتذار مقابل استقالة عون؟!
التالي
حالة انتحار في صيدا.. شنق نفسه بالقرب من منزله!