«حزب الله» يُرهب الإنتفاضة بشبح الحرب الأهلية!

شغب من الشبيحة
صحيح أن التحركات المطلبية الشعبية الأخيرة والمعترضة على الوضع المعيشي ومختلف أزمات البلاد، انطلقت من جديد منذ شهر تقريباً ولكن بزخم أقل مما بدأت عليه منذ سنة ونصف، وصحيح أن نمط بعض التحركات الأخيرة لم يكن مدروساً بطريقة كافية، بل كان بعضه تخريبياً بصراحة في بعض المشاهد وفي بعض المحاور والمناطق، مما يضع علامات استفهام على التصرفات التخريبية التي يُراد لها تشويه الثورة والانتفاضة الشعبية المحقة ولحض الناس على عدم المشاركة فيها مرة أخرى.

 قد يوجه احدهم أصابع الاتهام لأعداء التحركات الشعبية، الخائفين من التغيير الجذري في بنية الحكم وصيغة الحاكمين، وأحجام السياسيين والقادة المسيطرين على زمام الأمور في البلد حالياً.

صحيح كل ذلك؛ ولكن التحركات الأخيرة كان لها تأثير كبير على مجمل الوضع السياسي المحلي والدولي المرتبط بالمعضلة اللبنانية الحالية، ويحاول حزب الله الحد من هذه النتائج كي لا تكر السبحة في تحقيق المزيد من التغييرات في الوضع الراهن لا توافق مصالحه الخاصة،  لذلك يعمد في سياسته الثابتة على تخوين التحركات المطلبية والتشويه لها، بدعوى أنها تتبع أجندة خارجية مرسومة لها، وأنها ممولة من الخارج، وأن دوافعها بيد السفارات وعملاء السفارات وشيعة السفارات ومشايخ السفارات وما شاكل من مفردات التخوين التي باتت معروفة للقاصي والداني.

حزب الله ام الجيش؟ 

والأخطر من كل ذلك في تقييم حزب الله للتحركات المطلبية الأخيرة، هو تهويله على الناس عموماً وعلى البيئة الشيعية خصوصاً من كون هذه التحركات ستجر لبنان إلى حرب أهلية هو يكره الدخول فيها، مع العلم أن ظروف الحرب الأهلية السابقة، هي التي أعطت حزب الله فرصة الوجود كلاعب قوي ومحوري وأساسي في سياسة الساحة اللبنانية والمنطقة.

إقرأ أيضاً: كمال جنبلاط: مدرسة دروز لبنان في الهويّة الوطنيّة والقوميّة

فالحرب الأهلية هي الفرصة الذهبية التي قد ينتظرها حزب الله لتحقيق حلمه القديم بالنسبة لطبيعة كيان الدولة اللبنانية، والحرب الأهلية هي التي زادت في ضعف الدولة اللبنانية بحيث بات حزب الله قادراً على بناء منظومته الاجتماعية والعسكرية والأمنية والاقتصادية والمالية وحتى السياسية وفي أكثر من صعيد.

وإذا كانت المقولة الشهيرة : ” الحاجة أم الاختراع ” تجد لها مصداقاً في الواقع فيكون غياب الدولة القوية مبرراً لقيام دويلة حزب الله العظمى داخل الكيان اللبناني ..  

وإذا كانت الحرب الأهلية فعلاً – بحسب الأصل – تخدم مشروع حزب الله كونه الحزب الأقوى عدة وعديداً في لبنان، وكونه القادر على قلب الطاولة ساعة يشاء، ولو بالتعاون مع حلفائه في الداخل والخارج.

الحرب الأهلية هي الفرصة الذهبية التي قد ينتظرها حزب الله لتحقيق حلمه المتعلق بطبيعة كيان الدولة اللبنانية

إلا أن الحديث عن هذه الحرب في المرحلة الراهنة، يخدم مشروع حزب الله الآن أكثر من خوضها فعلاً، كون هذا الحديث هو شماعة الحزب التي يستطيع من خلال الحديث عنها والتهويل بقدوم شبحها ، يستطيع بذلك أن  يلجم فرسان وشجعان التحركات المطلبية الحاليين في لبنان عموماً وفي البيئة الشيعية خصوصاً.

ويظهر أن اللاعبين الدوليين التفتوا لهذه الخصوصية ، فأتت الزيارة المفاجئة التي قام بها قائد القيادة الوسطى الجنرال كينيث ماكنزي لقيادة الجيش اللبناني واجتماعه بقائد الجيش اللبناني الجنرال جوزيف عون.

هذه الزيارة التي لا يمكن تصنيفها بالعنوان الأولي، سوى ان هدفها دعم قيادة الجيش اللبناني الذي هو الدعامة الأساسية لوحدة البلاد ولإزاحة شبح الحرب الأهلية عن العباد، فهو خشبة الانقاذ الوحيدة التي يمكن ان تحمي البلاد من مخططات الحرب. 

فهل يأتي التغيير  تحت غطاء ودعم دولي ومباركة عربية وخليجية بنحو الخصوص وتشكيل حكومة مصغرة تكون مهمتها إجراء انتخابات نيابية مبكرة وما شاكل من التوقعات والسيناريوهات؟  

وإن غداً لناظره قريب.

السابق
كمال جنبلاط: مدرسة دروز لبنان في الهويّة الوطنيّة والقوميّة
التالي
بالفيديو: الثورة تُعرّي جشع السوبرماركات..وملاحقة «رفع عتب» للمحتكرين!