تقرير اميركي: حزب الله يتزعم تجارة الكوكايين عبر البارغواي

دولار حزب الله

فيما لا تمتلك دولة باراغواي زراعة محلية للكوكايين، لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة على نحو متزايد بلدًا مهمًا لعبور الكوكايين وموقع لإنتاجه بشكل متزايد. وبحسب تقرير اميركي زعمت التحقيقات الأخيرة  أن عناصر من حزب الله قد تسببوا في زيادة بشحنات الكوكايين.

اذ اعلنت السلطات الألمانية في 23 شباط /فبراير، أنها عثرت على 16 طناً من الكوكايين بقيمة تقديرية تتراوح بين 1.5 مليار يورو و3.5 مليار يورو، داخل 1700 علبة من مواد الأكريليك على متن خمس حاويات من باراغواي.

اقرا ايضاً: المرصد السوري» يتهم حزب الله: معامل مخدرات في القلمون وترويجها في سوريا ولبنان

ورصد مسؤولو الجمارك الهولنديون مخالفات في محتوى الشحنة وأبلغوا نظرائهم الألمان الذين فتشوا السفينة؛ وتعد هذه أكبر شحنة كوكايين على الإطلاق تُضبط في أوروبا حتى الآن والأكبر على الإطلاق من باراغواي. وعلى الرغم من أنها ليست الأولى، إلا أن السلطات صادرت في الأشهر الأخيرة، شحنتين بأحجام مماثلة.

ففي تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ضُبط أكثر من ثلاثة أطنان في باراغواي قبل مغادرتها إلى أوروبا، وفي كانون الثاني /يناير، صادرت السلطات الإسبانية طنين آخرين في الجزيرة الخضراء القادمة من باراغواي؛ وفي الحالتين، أُخفت قوالب الكوكايين تحت أطنان من الفحم.

تستحوذ السلطات بشكل روتيني على 10% من إجمالي الشحنات، كما تشحن عصابات المخدرات كميات صغيرة على طرق جديدة قبل إرسال شحنات كبيرة، لتتمكن من معرفة مدى انتباه السلطات.

كل هذا يشير إلى أن مصادرة 16 طناً في شباط /فبراير الماضي سبقتها حفنة من الشحنات الأصغر التي لم تُستكشف على الأرجح، باختصار، زاد حجم صادرات الكوكايين التي تنتقل بين باراغواي وأوروبا بشكل ملحوظ، ما جعل البلد الجنوبي في أمريكا اللاتينية مركزًا جديدًا في التجارة غير الشرعية.

لا تمتلك دولة باراغواي زراعة محلية للكوكايين، لكنها أصبحت في السنوات الأخيرة على نحو متزايد بلدًا مهمًا لعبور الكوكايين وموقع لإنتاجه بشكل متزايد.

وفي الأسبوع الماضي فقط، صادر جهاز مكافحة المخدرات في باراغواي 50 عبوة من المواد الكيميائية اللازمة لتكرير الكوكايين، وخلال هذا الأسبوع، أثناء مداهمة مزرعة كبيرة في ريف غرب باراغواي، عثرت السلطات التي تبحث عن أدلة على سرقة الماشية على المزيد من العلب وأكثر من طن من الكوكايين المكرر وطائرة صغيرة تستخدم لنقل المخدرات – على الأرجح من بوليفيا المجاورة، وهو ما يعني أن تلك العصابات تؤسس مختبرات معالجة محلية لتعزيز دور باراغواي كمركز جديد للمخدرات في المنطقة.

لدى عصابات المخدرات سبب وجيه لتحويل باراغواي إلى مركز جديد لعبور الكوكايين، إذ يتزايد إنتاج الكوكايين في بيرو وبوليفيا منذ سنوات، وتُرسل هذه المخدرات بشكل متزايد إلى أوروبا التي تعد سوقًا مربحة وبوابة لشحن الكوكايين إلى وجهات أخرى، مثل الشرق الأوسط.

أنشأ حزب الله آلة لتجهيز تبييض الأموال وتهريب المخدرات بمليارات الدولارات في أمريكا اللاتينية

وعلى مدى العقود الماضية، أنشأ حزب الله آلة لتجهيز تبييض الأموال وتهريب المخدرات بمليارات الدولارات في أمريكا اللاتينية تمحي مكاسب الجريمة المنظمة غير الشرعية من خلال نقاط الطريق المتعددة في نصف الكرة الغربي وغرب إفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط.

حزب الله وتهريب المخدرات

تقليديًا، استخدم حزب الله الاقتصاد غير الشرعي الذي أُعلن عنه في القانون التجاري كمركز لتبييض الأموال، وليس لتهريب الكوكايين.

وكان مهربو المخدرات المرتبطون بحزب الله في المنطقة الثلاثية الحدودية ينقلون كميات أصغر، لكن للشحنات التي تزن عدة أطنان مسألة أخرى، وكانت شحنات الكوكايين الكبيرة المرتبطة بشبكات تبييض الأموال التابعة لحزب الله تتدفق من كولومبيا وفنزويلا.

لم يؤثر الضغط المشترك لهذه الإجراءات على شبكات حزب الله وعناصره فقط، بل أيضًا على طريقة عمل عصابات المخدرات، إذ بدأت شحنات الكوكايين الكولومبي في التحول للبحث عن موانئ جديدة لمغادرة أمريكا اللاتينية في طريقها إلى أوروبا التي أصبحت أيضًا سوقًا جذابة بشكل متزايد، وحتى أكثر من الولايات المتحدة.

وفي حين أن الموانئ الكولومبية والفنزويلية كانت أكثر نقاط الخروج شيوعًا منذ عقد، فإن كمية كبيرة من الكوكايين تتدفق الآن عبر الموانئ الإكوادورية والبرازيلية، ويتوجّه الكوكايين الكولومبي جنوبًا إلى باراغواي، قبل أن يشق طريقه إلى البرازيل وإلى أوروبا أو غرب إفريقيا.

وحققت الزيادة الهائلة في تجارة الكوكايين هناك مكاسب غير متوقعة للجريمة المنظمة المحلية، كما أدت التوقعات بتحقيق أرباح مماثلة إلى قيام الجهات المحتكرة بتوسيع عملياتها في باراغواي أيضًا.

هذا هو المكان الذي يدخل فيه حزب الله إلى الساحة، فكان لدى حزب الله بالفعل آلة جيدة لتبييض الأموال لمعالجة الأموال في سيوداد ديل استي، على جانب باراغواي من المنطقة الثلاثية الحدودية، وهي منطقة تعد موطنًا تقليديًا لاقتصاد مزدهر غير شرعي.

وكان للجماعة الإرهابية علاقات تجارية لجني أرباح إضافية من خلال الانخراط بعمق في الاتجار، واستمرت شبكاتها في غرب إفريقيا وأوروبا في العمل، رغم الاضطرابات الناجمة عن إجراءات الهيئات المكلفة بتطبيق القانون. ومع الوجود الراسخ لحزب الله في المنطقة الثلاثية الحدودية والوصول إلى كل من هياكل السلطة المحلية وتنفيذ عمليات الإجرام، شكّل دخول سوق الكوكايين المحلي كمشترٍ وموزع، وليس مجرد مقدم خدمات مالية، خطوة سهلة.

ولا تزال كولومبيا أكبر منتج للكوكايين في أمريكا اللاتينية، وتعتبر فنزويلا في ظل نظام نيكولاس مادورو صديق إيران، نقطة عبور رئيسية لشحنات الكوكايين.

لكن التحقيقات الأخيرة تزعم أن عناصر حزب الله قد تسببوا في زيادة طفيفة في شحنات الكوكايين؛ وفي 6 كانون الثاني/يناير 2021، نشرت شبكة أخبار الخليج العربية خبرًا مفجّرًا.

ووفقًا لوسائل إعلام، في أواخر عام 2016، جاء عنصر رفيع المستوى في حزب الله إلى المنطقة الثلاثية الحدودية، وكانت مهمته واضحة: إنشاء خط إمداد لشحنات الكوكايين متعددة الأطنان من أمريكا اللاتينية إلى الأسواق الخارجية لتوفير الأموال لجماعة حزب الله الإرهابية في لبنان.

إن أُكّد هذا الخبر، فهذا يعني أن كولومبيا وفنزويلا لم تعدا قاعدة العمليات الرئيسية لتهريب الكوكايين لحزب الله. في حين أن الكوكايين قد لا يزال يأتي من كولومبيا، وربما اختار حزب الله تنويع طرقه بالطريقة ذاتها التي تعتمدها الجهات المحتكرة.

السابق
بالفيديو: تصعيد في جل الديب.. المحتجون ينصبون الخيم
التالي
بالفيديو.. في عمق الجنوب ونفوذ أمل – حزب الله: مواطن يحاول احراق نفسه!