«الثنائي» يتنافس على قبور «الكورونا» جنوباً..وفضيحة لقاحات «تهز» وزارة الصحة!

لقاح كورونا
الموت "الكوروني" لا يرحم احداً وناهيك عن كلفته المعنوية والنفسية على المريض والمتوفي ومن ثم على اهله بعد ذهاب الروح وانتهاء العذاب، تبدأ المعاناة لاهل المتوفي بفعل الكلفة المادية ايضاً والتي تتراوح بين مليون و4 ملايين ليرة. في المقابل بدأت فضائح الاستنسابية والعشوائية في التعامل مع اللقاحات وتوزيعها مناطقياً وطائفياً تتظهر. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

السباق بين الكورونا واللقاحات لا يرقى الى درجة تفشي الجائحة، وما تسببه من وفيات وإصابات يومية وتجعل من اي امر آخر باستثناء اللهاث وراء لقمة العيش امراً ثانوياً.

وإذا كانت الحرب على الفيروس مكلفة ومرهقة للبنانيين، فإنها تدر ارباحاً سياسية وحزبية، وحتى مالية على العاملين في هذ المجال وخصوصاً الاحزاب اللبنانية، ولا سيما “الثنائي الشيعي”، والذي منذ شباط الماضي وبعد تطور الجائحة عمد في آذار ونيسان الماضيين الى “فلش” الجنوب والضاحية والبقاع بالمراكز “الكورونية”، والتي قال انه خصصها لحجر المصابين ومعالجتهم.

ومع مرور الايام والاشهر. وفي الاشهر الثلاثة الماضية، ظهر ان لا وجود فعلياً وعلى الارض لهذه المراكز، وبات الامر الواقع المرير، ان لا اسرة وامكنة فارغة في المستشفيات، كما ظهر ان الجسم الطبي والمراكز الطبية والمستشفيات جنوباً عاجزة كلياً وغير جاهزة او مجهزة لمواجهة تحديات الكورونا.

إقرأ ايضاً: الجسم الطبي يَخسر جولاته أمام «الكورونا» ..والتهريب يُنعش «الرئة السورية» !

وكان الثنائي يمنن الجنوبيين بالانماء الصحة والتربوي والاجتماعي، ليتبين ان كل الوعود فارغة، ولا تمت الى الواقع بصلة.

وما يدفع الى رفع مستوى الحزن لاهالي ضحايا الفيروس الخبيث، هو الكلفة المعنوية والنفسية من جهة، وعدم القدرة على الوداع الاخير، وصولاً الى الكلفة المادية لتجهيز ودفن المتوفي بـ”كورونا”، اذ يتردد ان المبلغ يتراوح بين مليون و4 ملايين ليرة.

الكلفة المادية لتجهيز ودفن المتوفي بـ”كورونا” تتراوح بين مليون و4 ملايين ليرة

ورغم الدور الذي تؤديه الجمعيات الاهلية ولا سيما جمعيتا “الثنائي”، “الهيئة الصحية الاسلامية” التابعة لـ”حزب الله”، و”كشافة الرسالة الاسلامية” التابعة لـ”حركة امل”، وعلى اهميته في المساعدة الانسانية في الشكل، لكنه بات يأخذ طابعاً سياسياً وتنافسياً واعلامياً بين الفريقين.    

وعلى مستوى اللقاحات الكورونية، بدأت تتوالى الاخبار عن التجاوزات في اعطاء اللقاحات وتوزيعها، وكذلك في الاستنسابية والاولويات، وهو ما دفع وزير الصحة بعد انتشار فضيحة في رياق الى التحرك واتخاذ اجراء بحق المستشفى المذكور.  

الجنوب

وبعد المنافسة على افتتاح مراكز الحجر الصحي، “الثنائي الشيعي” يتسابق على عدد مهمات “الهيئة الصحية” و”جمعية الرسالة”، بعدما أثبت “حزب الله” عبر “الهيئة الصحية” فشله في إدارة أزمة “الكورونا”.

وبعد استخفاف الأهالي بقدرة “الثنائي”، على كبح جماح انتشار الوباء او حتى في تقديم اللوجستيات البسيطة لهم، لجأ امس الى نشر عدد المهمات التي يقوموا بها في كل بلدة.

وفي البلدات الجنوبية، و برغم ارتفاع عدد المصابين فيها، الاَّ انَّ مهمة “الرسالة” و”الهيئة” تقتصر على دفن الموتى، والتواصل هاتفياً مع المصابين، وتوزيع أدوية على المحاسيب فقط، ونقل من تتدهور حالته إلى المستشفيات القريبة، .

وعدد هذه المهمات قليل و تنحصر تحت مبدأ “الواجب” و ليس الإستعراض. و رغم هذا، تنشر كل من الهيئة الصحية و جمعية الرسالة أخباراً عن القيام بآلاف المهمات.

كورونياً

ولا يزال “كورونا” ينهش أجساد المصابين في القرى الجنوبية، من معركة إلى البرج الشمالي الذي سجل بالأمس  23 إصابة و منذ بداية الإسبوع سجل أكثر من مئة إصابة و ثلاث حالات وفاة.

أما الكارثة فحطت رحالها منذ الأمس في مخيم الرشيدية، فبعد أن قام فريق من مستشفى الهمشري بفحوصات مجانية تبيَّن إصابة العشرات، و بحسب مصدر من أبناء المخيم أن نسبة الفحوصات الإيجابية كانت أكثر من 50 بالمئة من مجموع الفحوصات.

محسوبيات التلقيح بقاعاً

وبرزت مشكلة المحسوبيات والاستنسابية بتوزيع اللقاح على المستشفيات، بعدما اعلن وزير الصحة حمد حسن عن “إيقاف اعتماد مستشفى رياق كمركز تلقيح بسبب عدم احترامه الاولويات والمعايير المحددة ضمن الخطة الوطنية للقاح ضد فيروس كورونا”.

واتى قرار حسن بعد انتشار صور عن تلقي القطاع الاداري للقاح. واعتبره البعض قراراً عنترياً للتشفي الشخصي بهدف ابعاد الشبهات الطائفية عن حسن. لان 30 لقاحاً تناولها عاملون اداريون وممرضون في المستشفى و 8 مرضى مسنين.

على أثره عقد رئيس مجلس إدارة مستشفى رياق الدكتور محمد حمد عبدالله مؤتمراً صحافياً، وقال بإن عدد اللقاحات التي وصلت للمستشفى وهي ٦٠ لقاح من أجل تلقيح الطاقم الطبي في قسم الكورونا وبناء على عدم رغبة بعض الاطباء والممرضين تناول اللقاح، ومنهم ممن اجروا اللقاح بمراكز أخرى، وعند رفض ثلاثين من العاملين في المستشفى التلقيح بدافع الخوف في قسم الكورونا اضطررنا، لتلقيح كبار السن وبلغ عددهم ٨ أشخاص وتبقى بعض اللقاحات فتوجهنا بهم إلى القسم التمريضي والإداري ومنهم بعض ابنائنا من العاملين من المستشفى، ممن هم على تماس مع المرضى. وقال انه عندما رأنا الموظفين ونحن نتلقى اللقاح تشجعوا على ذلك.

السابق
هذا ما جاء في مقدمات النشرات المسائية ليوم السبت 20/2/2021
التالي
أهالي ضحايا انفجار المرفأ يطالبون بعدم تحييد «الرؤوس الكبيرة»