«هستيريا تموينية»..إزدحام وإحتكار و«إنفجار كوروني» رهيب!

ازمة خبز متجددة
قبل يومين من دخول البلاد إختبار الاغلاق الشامل، عمت الفوضى كل مرافق الحياة اللبنانية ولم يبق شبر الا وامتلأ بالسيارت والبشر مما يؤكد المزيد والمزيد من الاصابات والموت الكوروني المحتم. (بالتعاون بين "جنوبية" "تيروس" "مناشير").

مشاهد غير مسبوقة وطوابير من السيارات والبشر لم تترك شيئاً في طريقها الى التموين قبل الموعد الكبير المنتظر!

يومان من التفلت “الكوروني”، كانت كافية لتبيان الصورة في الايام المقبلة بعد بدء سريان الاقفال الموعود ومنع التجول الكامل.

فالهلع من الجوع وانقطاع المواد الغذائية والدواء والخبز والمحروقات، كان أشد وقعاً من الخوف من الجائحة وتفشيها لتصل الى عتبة الـ5 الاف يومياً، مع تسجيل الارتفاع اليومي بعدد الوفيات، والذي لامس امس الـ32 وفية وفي رقم مرتفع وغير مسبوق منذ 21 شباط 2020.

كيف يبدو المشهد جنوباً؟

وقبل يومين دخول الاقفال العام و حظر التجول في البلد حيز التنفيذ تطبيقا لمقررات المجلس الأعلى للدفاع ، توزع نهار الجنوبيِّن بين ثلاثة مشاهد.

الاول:  استمرار تهافت المواطنين على التزود بالمواد الغذائية و اللحوم و الخبز استباقاً للحجر المنزلي القسري الذي سيلزمهم عشرة ايام في بيوتهم على الرغم من الاستثناءات التي لحظتها مقررات الاقفال بالسماح بالتزود بمستلزمات المعيشة الأساسية ولو عبر الديليفيري.

والثاني: تكثيف القوى الأمنية و شرطة البلديات لحملات رصد وضبط مخالفات التعبئة العامة لجهة عدم الالتزام بقرار الاقفال السابق بالنسبة للمحال غير المستثناة او بارتداء الكمامة.

إقرأ أيضاً: صدام «الثنائي» يَحرم الجنوبيين من المستشفى القطري..والقرارات العشوائية تُلهب عدّاد «الكورونا»!

والثالث:  التزايد المتسارع لحالات الكورونا، حيث أصبحت أعداد المصابين بالمئات داخل البلدات الجنوبية.

ومع تسجيل عدم وجود اسرَّة فارغة في مستشفيات الجنوب و لا أجهزة تنفُّس، كما سجِّلت امس اول حالة من نوعها في مدينة صور لمواطن باع سيارته ب 6 ملايين ليرة.

واشترى لزوجته المصابة جهاز اوكسيجين ب 4 ملايين و 200 الف ليرة من السوق السوداء، لكنه طلب عدم ذكر اسمه و عدم ذكر اسم البائع.

إستغلال “غازي” في صور!

وداهمت امس قوة من امن الدولة مع مراقبين من وزارة الاقتصاد محطة دير قانون رأس العين ( سقلاوي ) ومحطة صفي الدين المخصصتان لتعبئة الغاز حيث تم تنظيم محاضر ضبط بحقهما.

وكانت المحطتان المذكورتان قد اقفلتا ابوابهما بإنتظار ارتفاع الاسعار المرتقب غداً في محاولة لتحقيق المزيد من الارباح بطريقة غير مشروعة.

إزدحام في صيدا

وشهدت ايضاً “مراكز تعبئة مادة الغاز” في منطقة سينيق جنوبي مدينة صيدا زحمة مواطنين لتعبئة قوارير منازلهم بشكل غير مبرر. ما اضطر ادارات المراكز الى اقفال بواباتها الخارجية امام السيارات والاليات، واقتصار الدخول على الاشخاص.

الامر الذي دفع بالمواطنين الى ايقاف سياراتهم امام المراكز وحمل القوارير على الاكتاف الى الداخل ما احدث زحمة غير اعتيادية.

كما لوحظ عدم التزام المواطنين بالاجراءات الوقائية وخصوصا ارتداء الكمامة داخل المراكز.

البقاع

وانقلب البقاع والبقاعيون رأساً على عقب، مع إقتراب موعد الإقفال التام، خاصة انهم في مرحلة التعبئة العامة والاقفال الجزئي نهاراً، والتام ليلاً. وسط تخوف مما ستؤول اليه أوضاعهم في فترة الاقفال حيث يتوقع بعاصفة ثلجية قوية خلال الاقفال مما قد يزيد الامور سوء.

ويعاني البقاعيون من انقطاع تام للادوية خاصة المخفضة للحرارة، بنادول والزنك، والاسبرين وكل الادوية التي تساعد في علاج مرضى كورونا.

ولفت مصدر في وزارة الصحة ل”مناشير” الى ان عدد الإصابات الحقيقي اليومي بحده الادنى ضعفا المعلن عنه، لهذا السبب توقفت عن الفحص المجاني لكورونا كي لا تظهر الارقام على حقيقتها، وكذلك هو عدد الوفيات الفارق بين العدد المعلن عنه والعدد الحقيقي كبير، حيث تعتمد وزارة الصحة الاعلان عن العدد بطريقة تخفيفية ليتم زيادة العدد تدريجياَ.

وقال المصدر “بسبب الارتفاع الكبير لاعداد الإصابات وعدم امكانيات المستشفيات على المواجهة وبسبب النقص في المستلزمات الاستشفائية لمرضى كورونا، وانقطاع الادوية اللازمة من الصيدليات، يرجح ان يرتفع عداد الوفيات خلال الايام القليلة المقبلة.

وتشهد الافران هجمة كبيرة على شراء بالخبز، بعدما توقفت عن التوزيع على المحال والموسسات في القرى والبلدات خاصة النائية والمرتفعة، قبيل بدء العمل بالإقفال العام. وخوفاَ من مداهمة العاصفة الثلجية خلال توقف الافران عن توزيع الخبز.

لا التزام بقاعياَ

ولا يبدو ان البقاعيين يأخذون الإقفال على محمل الجد، على اعتبار ان اقفال البلد دون اقفال المطار، هو اجترار لتجارب سابقة فشلت في ادارة الازمة، فيما تتهرب الحكومة من المسؤولية لترميها على المواطن بتهامه بعدم الالتزام، في وقت ان وزير الصحة نفسه يدعو الى الالتزام وهو أول من يخالف القرار بالاختلاط.

وأعرب الأهالي عن أن الاقفال دون مساعدة الناس مالياً هو حكم اعدام على الفقراء والمحتاجين، في ظل ارتفاع اسعار كافة المواد الغذائية وانقطاع الاساسيات منها.

السابق
آخر أيام ترامب تفضح علاقة ايران بالقاعدة.. هل يسمع بايدن؟!
التالي
غارة إسرائيلية جديدة على سوريا..الضربة الرابعة خلال 21 يوماً!