آية وعلياء تشمران عن سواعدهما لمقارعة.. الجوع!

علياء شاهين اية فردون

من الحاسوب الى المجرفة،لم يعد هذا الامر شيئا فشيئا مستغربا ولا مستهجنا في لبنان ،حتى لوكان الانتقال القسري يشمل فتيات بعمر الورد ،فلا خيارات لمحاربة الجوع سوى التكيف بظروف عمل قاسية لم تعتد عليها الفتيات اللبنانيات .

آية خليل فردون (23 عاما) من بلدة العباسية، وجدت في مشروع تأهيل حرج البلدة المكسو بالصنوبر وتنظيف جوانب الطرقات الرئيسة، فرصة للانضمام الى فريق من الشبان اللبنانيين والسوريين يقارب عددهم المئة، للقيام بتلك الاعمال مقابل اجر يومي يبلغ 58 الف ليرة لبنانية، بدعم من منظمة العمل ضد الجوع بالتعاون مع بلدية العباسية.

إقرأ أيضاً: صدام «الثنائي» يَحرم الجنوبيين من المستشفى القطري..والقرارات العشوائية تُلهب عدّاد «الكورونا»!

عند الاعلان عن المشروع عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لم تتردد آية، التي عملت قبل ذلك في مجال المحاسبة العامة ،ثم انقطعت نتيجة الاستغناء عن عاملين هي من بينهم، جراء تدهور الاوضاع الاقتصادية والحياتية ،بتسجيل اسمها لدى ادارة المشروع الذي وافق على دخولها الى العمل المؤقت، على اساس المعايير الموضوعة ومنها اشراك النسبة الاكبر من العمالة السورية .

علياء شاهين اية فردون

دفعت الحالة المعيشية القاسية والمتردية “آية “لخوض هذه التجربة في عمل كانت تستبعده ،خاصة وان الادوات الحديدية المستخدمة في العمل كانت محصورة بالرجال (معول،مجرفة، رفش،وغيرها)، وتحتاج الى مجهود كبير لا تقوى عليه معظم الفتيات، وخاصة اللواتي لم يدفعهن الدهر الى ذلك، مثل حالة هذه الفتاة التي تساهم في اعالة عائلتها التي يعاني فيها رب الاسرة والدها من اوجاع في الظهر تحرمه من ممارسة اي عمل .

لاقت “آية ” في الانضام الى الفريق العمالي تشجيعا من والديها والمحيط وأيضا خطيبها، وقالت ل “جنوبية”، “صحيح ان هذا النوع من العمل قاس الى حد كبير ولم يسبق لي ان قمت به اطلاقا،لكن مع مرور اكثر من خمسة عشرة يوما،أصبحت اتقن العمل جنبا الى جنب مع زميلات وزملاء، تشبه أحوالهم احوالي من ناحية الحاجة الماسة الى العمل”، لافتة الى انها اللبنانية الوحيدة المنخرطة في هذه المرحلة من المشروع الممول من منظمة “العمل ضد الجوع” الدولية”.

علياء شاهين اية فردون

أما علياء شاهين فقد انهت دراسة الاعلام قسم صحافة من احدى الجامعات الخاصة في صور عام 2016، ومنذ ذلك الوقت لم تجد اي فرصة عمل في اختصاصها، وبالكاد سكرتاريا اذا ما توفرت في عيادة طبيب او بائعة في متجر.

عملت شاهين في المرحلة الاولى من المشروع ذاته لمدة اربعين يوما ،فخاضت غمار تجربتها الاولى،حيث صودف موقع العمل في الاسبوع الاول في الحي الذي تقطن فيه ،اذ تفاجأ جيرانها بوجودها مع فريق عمل التنظيفات وازالة الاعشاب، ما ترك لديها انطباعا بالخجل ،لكنه تبدد مع الايام واصبحت اكثر جرأة للعمل في هذا المجال او غيره كونه يؤمن متطلباتها الحياتية ،وهي تستعد للعمل في المرحلة القادمة من المشروع دون اي تحفظ او تردد.

علياء شاهين اية فردون

يؤكد المهندس محمد دربج المنتدب من البلدية لـ”جنوبية” ان “المشروع الذي يستهدف اعمال تأهيل وتنظيف وخاصة حرج العباسية وجوانب الطرق والشاطىء، يؤمن فرص عمل مؤقتة لاكثر من مئة شخص لكل مرحلة من مراحل العمل التي تمتد لاشهر”، مضيفا ان “المشروع البيئي التجميلي قد وفر ماديا نحو ثلاثين بالمئة من اعمال البلدية” ، لافتا الى ان كميات كبيرة من بعض الاعشاب التي يتم ازالتها سيتم تدويرها وخلطها مع علف الحيوانات بدلا من حرقها وتلويث البيئة”.

السابق
الجيش يُعلّق على عملية خطف الراعي جنوباً.. ماذا قال؟
التالي
وفيات «كورونا» في لبنان الى ارتفاع.. والمستشفيات ترفع اعداد الأسرّة!