علوش لـ«جنوبية»: باسيل يريد الإنهيار الكامل و تغيير قواعد النظام

ليس من المبالغة القول أن كلام رئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل والمواقف التي أطلقها في مؤتمره الصحفي يوم الاحد، أعطت اللبنانيين مؤشرات إضافية بأن الامور تتدحرج نحو الاسوأ سياسيا كما هي الحال إقتصاديا وصحيا وزادت من قلقهم من غد آت من دون أن يجدوا ما يطمئنهم.

مضمون كلام باسيل أعطى رسالة واضحة بأن لا أمل في تشكيل حكومة قريبا وأن نقاشا جديدا يُمكن أن يُفتح في البلد حول تعديل الدستور وحول إستراتيجية السلام في المنطقة وعلاقة التيار الوطني الحر مع حزب الله.

لا مجال لإعادة إحياء مبادرة الراعي بعد كلام باسيل

لكن هذا الكلام يستدعي البحث عن معناه في قاموس خصوم باسيل أي رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري وفريقه السياسي(كونهم نالوا الحصة الاكبر من إنتقاداته وتشكيكه). نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش  يشرح  لـ”جنوبية” أن “باسيل يحتاج دائما إلى الظهور على الساحة لتأكيد وجوده عبر طروحات وأفكار، لأن الناس تحاول نسيانه لكن ما شاهدناه في المؤتمر هو المحتوى الفارغ نفسه ولم يتغير شيء”، مشددا على أن “الاصابة الاولى من كلام باسيل كانت لمبادرة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي  لجمع رئيس الجمهورية مع رئيس الحكومة المكلف،  فبعد هذا الكلام برأيي لا مجال لإعادة إحياءها”.

ما الذي دفع باسيل للثقة بالحريري قبل سنوات.. ثم تراجع؟

يعتبر علوش أن “كلام باسيل يُناقض نفسه حين يقول أن سعد الحريري غير مؤتمن على الحكم، لأن السؤال الذي يوجه إليه هو حين جمعت شراكة بينه وبين الرئيس الحريري منذ بضعة سنوات ما الذي دفعه إلى الثقة فيه وما الذي يدفعه اليوم إلى التراجع ؟”.

 يضيف:”بالتأكيد شعورنا متبادل ونحن نعتقد أن باسيل لا يؤتمن على أي شيء لا بالحكم ولا خارجه، والمثل الابرز هو ملف الكهرباء الذي إمتص نصف مدخرات اللبنانيين على مدى 11 عاما ولم نسمع منه سوى الوعود التي أدت الى الكارثة التي نحن موجودون فيها”.

يشدد علوش على أن “الهدف من كلام باسيل هو وضع سد بوجه أي حكومة ، أي الانهيار الكامل للبلد والمنظومة والذهاب إلى تغيير جذري بقواعد النظام ولكن على الحامي، أي يمكن أن يسقط الكثير من القتلى على الطريق بينما نحن نعتبر أن أي تغيير يدرس في مجلس النواب”، لافتا إلى أن “لا شيء سيتغير بعد مؤتمر باسيل، إذا لديه طروحات كالدعوة إلى مؤتمر وطني وهذا أمر يحتاج إلى قبول من الاطراف الاخرى وعمليا هذه الاطراف تفضل الحوار في مجلس النواب”.

 العهد لن يصل إلى نهايته لأن البلد لن يكون موجودا

ماذا عن المصالحة بين الرئيس المكلف ورئيس التيار، والمبادرة التي يحكى أن حزب الله سيقوم بها لإعادة إطلاق المباحثات حول تشكيل الحكومة؟، يجيب علوش:”اعتقد أن المصالحة بين الرئيس الحريري وباسيل ليست بيت القصيد والقضية ليست واقفة على الخصام بين الرجلين، هناك رئيس للجمهورية هو المسؤول وأمامه تشكيلة حكومية مقدمة من الرئيس المكلف وعليه البت فيها”، لافتا إلى أن “الكلام عن مصالحة بين الرئيس الحريري وباسيل يعني إعادة الاخير إلى الواجهة الحكومية وبرأيي من الافضل لحزب الله أن لا يدخل في هذا الموضوع، والسبيل الوحيد للحوار هو حكومة مستقلين كما طرحها الرئيس الحريري وليس إعادة النقاش في مواضيع باتت وراءنا”.

إقرأ أيضاً: الحريري لن يعتذر.. علوش يهاجم باسيل: يستأهل ​العقوبات الأميركية!

في المقابل يتوقع علوش أن “لا يصل العهد إلى نهايته لأن قناعتي أن السير بهذا المنحى يعني أن البلد بأكمله لن يكون موجودا”، مشددا على أن “السيناريو لمستقبل  لبنان غير واضح، لأن فرض وصاية دولية على لبنان سيقابل برفض من حزب الله  وعمليا ربما قد تقع بعض مناطق لبنان تحت الوصاية الدولية”.

يتطرق علوش أيضا إلى كلام باسيل حول حزب الله فيقول:”أكد باسيل أن الحزب هو مشكلة وعمليا هذا يناقض الكلام الذي كان يقوله في السابق وفي كل الاحوال لم نسمع منه ما هو إقتراحه، أما الحديث عن المؤتمر الوطني فأنا أعتبر أنه بدل الذهاب إلى مؤتمر وطني هناك مؤسسة مجلس النواب يمكن لتكتل لبنان القوي أن  يقترحوا مشروع لتعديل أو تغيير الدستور”.

السابق
ما حقيقة وفاة سجين في رومية بسبب «كورونا»؟
التالي
إيميه صيّاح تكشف عن ذعرها من وضع كورونا: «خايفة على أهلي»!