تدخّل باسيل يبدّد أجواء التفاؤل… والشغور الحكومي سيطول!

عون باسيل

لا تزال المراوحة السياسية – الحكومية على حالها، غداة لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري في بعبدا حيث قدم الاخير تشكيلة وزارية مكتلمة من 18 وزيرا اختصاصيا، اذ لم تنل رضى القصر. وهو ما يشير بالتالي ان عملية التأليف دخلت مرحلة تسويف ومماطلة جديدتين.

وقد افادت مصادر مطلعة لـ”اللواء” أنه لم تسجل أمس اتصالات جديدة في الملف الحكومي وأكدت أنه ما خص طرح  الحريري فهو قدم تشكيلة حكومية مكتملة من ١٨ وزيرا إلى عون الذي بدوره سجل ملاحظات بشأنها حيث تبين له أن المعايير في توزيع الحقائب على الطوائف غير واحدة بل أكثر من معيار كما أن الحريري لم يتواصل مع بعض الكتل بدليل أنها أشارت إلى أنها لم تسأل في موضوع الأسماء ولم تقدم الأسماء بالتالي وما وضعه الحريري في تشكيلته لم يضم أسماء منها.

اقرا أيضاً: الفرزلي لـ«جنوبية»: يُعول على تشكيلة الحريري

الحريري أحرج عون

واعتبرت مصادر سياسية ان قيام الرئيس الحريري بتقديم التشكيلة الحكومية الى الرئيس عون اول من امس، قد فاجأ الفريق الرئاسي برمته، لانه لم يكن يتوقع ان يقدم الحريري على هذه الخطوة بعد سلسلة الشروط التعجيزية التي طالبه بتحقيقها كأحد الشروط الاساسية لتسهيل الموافقة على التشكيلة الحكومية من قبل عون بالتحديد. ولذلك وجد هذا الفريق نفسه محرجا امام الداخل والخارج معا، لان الحريري وضع مسؤولية التشكيل على عاتق رئيس الجمهورية تحديدا. وهذا الواقع سيرتب مساءلة على الرئاسة الاولى اذا لم تبت بهذه التشكيلة ضمن الاطر الدستورية. ولذلك حاول هذا الفريق من خلال اعلانه ان عون زود الحريري بطرح متكامل لتاليف الحكومة،ان يتملص من مسؤولية التشكيلة الوزارية ويعيد رميها باتجاه الحريري من جديد.

وهذا يعني عدم رغبة هذا الفريق بتسهيل تشكيل الحكومة العتيدة في الوقت الحاضرالا في حال التسليم بشروطه واهمها، حصوله على الثلث المعطل بالحكومة وتخويله تسمية وزرائه وتحديد الوزارات التي يشغلونها.

تدخُل باسيل

الى ذلك أكد مصدر سياسي واسع الاطلاع على التشكيلة الحكومية أن اللقاء الذي عقد أول من أمس بين عون والحريري كاد أن يؤدي إلى إحداث نقلة نوعية تدفع باتجاه فتح ثغرة في الحائط المسدود الذي اصطدمت به الجولات السابقة من المشاورات، لو لم يتدخل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل على وجه السرعة ويبدد مسحة التفاؤل التي سادته بخلاف البيان الذي صدر عن المكتب الإعلامي في رئاسة الجمهورية الذي لم يعكس الأجواء الإيجابية الذي اتسم بها.

وكشف لـ”الشرق الاوسط” أن عون لم يتقدّم من الحريري بطرح متكامل بإعادة توزيع الحقائب الوزارية من دون الأسماء رداً على التشكيلة الوزارية التي حملها معه الرئيس المكلف إلى بعبدا، وقال إن عون أبدى ملاحظات تتعلق بإعادة النظر في توزيع بعض الحقائب.

ولفت المصدر السياسي إلى أن التشكيلة الوزارية التي طرحها الحريري جاءت متكاملة وتتألف من 18 وزيراً وحرص على مراعاة التوازن الطائفي على قاعدة التزامه بما تعهد به بأن تتشكّل من اختصاصيين ومستقلين ومن غير الحزبيين، مشددا على أنه لا غبار على أسماء الوزراء المرشحين لدخولها وهم من القطاعين العام والخاص.

الرسالة وراء التشكيلة

 من جهة أخرى،أكّدت مصادر مطلعة لـ”الجمهورية” انّ التشكيلة التي قدمها  الحريري “لا تلبّي المعايير التي وضعها عون. وبالتالي، فإنّ هذه التشكيلة لم تكن نقلة في اتجاه تقريب الولادة الحكومية بمقدار ما كانت نقلة تكتيكية فوق رقعة التفاوض والأخذ والرد”.

واعتبرت المصادر انّ الحريري اراد من هذه التشكيلة التي اختار اسماء وزرائها ان يوصِل إلى الأميركيين وحلفائهم الاقليميين رسالة مفادها انه اقترح من ناحيته حكومة خالية من “حزب الله” وأدّى قسطه للعلى في هذا المجال، وانّ اي تعديل يطرأ لاحقاً في اتجاه تمثيل الحزب ولو بطريقة غير مباشرة، إنما يتحمل مسؤوليته عون وليس هو كرئيس مكلّف، مفترضاً انه بذلك يحمي نفسه ومحيطه من خطر العقوبات الأميركية.

السابق
هذا سعر صرف الدولار لدى الصرافين
التالي
«الثورة» تنتصر مجدداً.. فوز غير مسبوق للأساتذة المستقلين في «اللبنانية»!