حديث متجدد عن إنفراج حكومي قبل مؤتمر ماكرون..بري «لا يعلم» والحريري ناشط!

التناقضات سيدة الموقف في المشهد الحكومي المتعثر منذ شهر واسبوع على تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة. وما تردد من اخبار عن تقدم حكومي يتعاطى به البعض بحذر في حين يسود التكتم المساعي الجديدة للحريري والتي يبدو انها تتضمن تقديم مسودة حكومية من 18 وزيراً وبالاتفاق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وليس العكس الامر ان صح يؤكد احتمال كبير لولادة حكومة قبل المؤتمر الفرنسي لدعم لبنان انسانياً الاربعاء.

الحريري يتحرك ولكن!

بدأت معالم تحريك جديد لمساعي تشكيل الحكومة ولكن ‏من دون رهانات كبيرة على إمكانات نجاحها ويرجح ان تكون التحركات المرشحة في شأنها ‏تستهدف فتح ثغرة في جدار الانسداد السياسي قبل الأربعاء المقبل الموعد المحدد لمؤتمر ‏الدعم الدولي الإنساني للبنان.

وإذ تردد على نطاق واسع في اليومين الأخيرين ان الحريري قد انجز وضع تركيبة حكومية من 18 وزيرا ويعتزم زيارة قصر بعبدا ‏في الساعات المقبلة لعرضها على رئيس الجمهورية ميشال عون فاما يقبلها او يرفضها ‏وتكون الكرة في مرماه، علمت “النهار” ان الأمور لا تجري في هذا السياق ولو ان مهمة ‏الحريري اصطدمت أساسا بالتعقيدات التي واجهته من رئيس الجمهورية ومن خلفه فريقه ‏السياسي الحزبي خصوصا لجهة التشبث بتركيبة من عشرين وزيرا على الأقل لتأمين الثلث ‏المعطل لهذا الفريق.

حكومة اختصاصيين

وتشير المعلومات المتوافرة الى ان الحريري وضع أساسا وليس في ‏الأيام الأخيرة كما تردد تركيبة كاملة من أسماء وزراء متخصصين ومستقلين تماما عن سائر ‏الأحزاب والقوى السياسية ولم يراع فيها سوى التوزيع الطائفي العادل، وان هذه التركيبة لا ‏يزال الحريري متمسكا بها لانها مفتاح لبنان على المجتمع الدولي والمؤسسات المالية ‏الدولية التي ستكون الممر الإلزامي لتحصيل الدعم المالي والاقتصادي للبنان وتنفيذ ‏مقررات مؤتمر سيدر.

واتضح بلا ادنى شك ان فرنسا تؤيد الحريري في هذا الاتجاه وتشجعه ‏ورئيس الجمهورية على التوافق السريع لانجاز الولادة الحكومية على أساس حكومة ‏اختصاصيين مستقلين، ولو ان لا مؤشرات إيجابية تدل على ان رئيس الجمهورية يبدي ‏المرونة الكافية للتراجع عن تعقيدات واشتراطات عرقلت تأليف الحكومة.

إقرأ أيضاً: أسرار الصحف ليوم الاثنين 30 تشرين الثاني 2020

وفي المعلومات أيضا ان الحريري ليس في وارد القيام بما يتردد او بما ينادي به البعض من زيارة ‏بعبدا لعرض تركيبة حكومته على رئيس الجمهورية من منطلق التحدي او الحشر او غسل ‏يديه ورمي الكرة في مرمى رئيس الجمهورية لان هذا الامر ليس من قناعته أولا، ولأنه ‏يسبب اشتباكا سياسيا حادا ويعقد اكثر فاكثر عملية تشكيل الحكومة.

لذا يرجح ان يقوم ‏الحريري بزيارة لبعبدا في الساعات المقبلة ولو ان أي موعد علني مثبت للزيارة لن يعرف ‏قبل حصولها ومعاودة البحث بجدية في تحريك الجمود على أساس التفاوض على تركيبة ‏الحريري وملاحظات عون ومطالبه ومن بينها الخلاف على تسمية الوزراء المسيحيين ‏والتشبث بما يسمى وحدك المعايير وسط دفع فرنسي لتسريع تشكيل الحكومة بالتوافق ‏الذي يمليه الدستور بين الرئيسين‎.‎

بري: لا اعلم‎!

وإذ سألت “النهار” امس رئيس مجلس النواب نبيه بري عن معلوماته حول ما تردد عن ‏احتمال تحريك الأمور في الساعات المقبلة، قال انه لا توجد عنده معلومات تشير الى الفرج ‏الحكومي المنتظر الذي يجري الحديث عنه إعلاميا وصحافيا.

غير ان بري شدد مجددا على ‏انه سيبقى في مقدم مسهلي مهمة الرئيس الحريري وان لا مشكلة عنده في الأسماء ‏كاشفا انه سبق له قبل اكثر من عشرين يوما ان سلم الحريري تشكيلة أسماء مرشحة ‏للتوزير وهم من الاختصاصيين ولا علاقة لهم بحركة “امل”.

وتشير المعلومات المتوافرة ‏لدى أوساط قريبة من الثنائي الشيعي الى ان ثمة استعجالا لولادة الحكومة بضغط فرنسي ‏مواكبة للاستعدادات الفرنسية والاممية الجارية لعقد مؤتمر دولي لمد لبنان بالمساعدات ‏الإنسانية ولكن لا يبدو ان التشكيلة الحكومية ستبصر النور قريبا‎ .

وفيما يستمر التكتم الإعلامي على حاله في بيت الوسط أوضح نائب رئيس تيار “المستقبل” ‏الدكتور مصطفى علوش امس ان الرئيس الحريري مصر على حكومة اختصاصيين غير ‏محسوبة على أي من الأحزاب.

وقال ان الأساس يبقى ان يوافق الرئيس عون على التشكيلة ‏الحكومية المؤلفة من 18 وزيرا. وإذ اكد ان لا موعد محددا بعد لزيارة الحريري لبعبدا، اعتبر ‏ان اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة سيؤدي الى تدهور الأمور بسرعة ولن يتمكن احد ‏من تحمل مسؤولية ذلك‎.‎

السابق
أسرار الصحف ليوم الاثنين 30 تشرين الثاني 2020
التالي
إجتماع قريب لبحث مصير «الدعم»..والنقابات تحذر!