حمادة لـ«جنوبية»: المبادرة الفرنسية غير واقعية.. والعهد إنتهى!

مروان حمادة

يقرأ النائب والوزير السابق مروان حمادة المشهد السياسي اللبناني بعقل بارد كونه خارج المنظومة السياسية الحالية وبقلب يزداد سخونة وخوفا على مصير لبنان واللبنانيين في ظل “صمت القبور” الذي يصيب المسؤولين السياسيين تجاه ما يحصل، والشلل الذي يحكم مسيرة تشكيل الحكومة مما يضع البلاد والعباد أمام مصير محتم وهو الموت البطيء الذي “نسير إليه بأرجلنا من دون أن يحرك أيا من المعنيين ساكنا للإنقاذ.

اقرأ أيضاً: الخلافات «تعتصر» التيار البرتقالي.. وعون «أدى قسطه للعلى»!

الفرنسيون و مبادرتهم

أمام الواقع الذي نعيشه لا يتوانى حمادة عن تسمية الامور بأسمائها ومن دون كفوف، فهو يلوم عبر “جنوبية” “المبادرة الفرنسية في أساسها لأنها إعتقدت أن مسايرة إيران لأغراض فرنسية ستعود عليها بمنافع لبنانية وإذا بالرهان يبدو خاسرا من الجهتين”، معتبرا أن “الدبلوماسية الفرنسية بحد ذاتها لم تكن واقعية في تقدير فعاليتها في التأثير على الوضع اللبناني أو الوضع الاقليمي لأن مصير لبنان معلق إلى حد بعيد بما يحصل في الاقليم”.
ويضيف :”نصف السياسيين اللبنانيين الذين كانوا في إجتماع قصر الصنوبر كذبوا على الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفي مقدمتهم الحاكمون فعليا للبنان، أما النصف الثاني فغير قادر وخائف من التعبير عن مشاعره الحقيقية وهواجسه الفعلية”.

لم نر في تاريخ لبنان سلطة كهذه أقل وعيا وأكثر حماقة وأفظع جهلا 

تأثير العقوبات الاميركية

والسؤال هنا، كيف يرى العقوبات الاميركية على معرقلي تشكيل الحكومة، هل ساعدت المبادرة الفرنسية أم وضعت المزيد من العوائق في طريقها؟، يجيب حمادة:” لو كان الوضع اللبناني أكثر تماسكا وأقل إهتراءا لما كانت العقوبات الاميركية أثرت إلى هذا القدر، لكانت طالت من طالته من إستحق أو من لم يستحق، أما أن يطال مفعول العقوبات كامل الحركة اللبنانية فهذا الدلالة على أن الرهان على فرنسا كان في حد واسع منه مبالغا فيه وتناسى السمعة السيئة التي إكتسبها لبنان منذ سنوات بفعل حزب الله والذي تعاظم سوء هذه السمعة السيئة خلال العهد العوني”.

تحرك سعد الحريري

ماذا على الرئيس المكلف سعد الحريري أن يفعل اذا؟ يجيب:” أنتظر من سعد الحريري وغير سعد الحريري الخروج على اللبنانيين بمواقف جديدة لأن الصمت المطبق يشبه صمت القبور، لاأسمع تعليقا مفيدا ولا مبادرة خلاقة ولا تقييما جريئا بل سكوت عام وكأنه ذهول أمام الموت والموت هو موت اللبنانيين والشعب ولبنان الدولة والاستقلال وكل ما كنا نتباهى به كبلد”.

أنتظر من سعد الحريري الخروج على اللبنانيين بمواقف جديدة 


يعتبر حمادة أن “عهد ميشال عون لم يفشل بل إنتهى، ومنذ اللحظة الأولى كنت أتنبأ له بذلك وصوتت ضد هذا العهد لأني كنت أقرأ الموقف، هؤلاء الاشخاص لا يستطيعون قيادة لبنان. هذا النوع منافي لطبيعة لبنان في عقله وتصرفه وأخلاقه ولكن ما يذهلني هو السكوت عنه”.
ويسأل:” إلى متى يبقى الشعب اللبناني وزعماء لبنان (الفاسد منهم وغير الفاسد) ساكتين على واقع الموت وكيف لم أسمع بعد مطالبة حقيقية وجدية ويتبعها فعل بتنحية ميشال عون، ماذا ينتظر اللبنانيون كي ينزلوا إلى الشارع وماذا ينتظر القادة السياسيون للمطالبة بتقصير ولاية عون ولو إعترض على ذلك حزب الله، هناك رؤساء كانوا أقل ضررا منه وتمت المطالبة بإقالتهم” .

أفق مسدود

لا يرى حمادة “شيئا في الافق سوى إستمرار لعبة عض الاصابع، فيما الجمهور اللبناني يصرخ وجعا من الحالة الاقتصادية والاجتماعية وحتما لم نر في تاريخ لبنان سلطة أقل وعيا وأكثر حماقة وأفظع جهلا مما تتحكم بنا منذ أربع سنوات ونيف، والتي قبضت على مصير البلاد من خلال سلاح حزب الله وأطماع جبران باسيل والعقل المحدود لمن يتحكم بالاكثرية السياسية في لبنان”.
في المقابل يعتبر حمادة أن “إحجام الطبقة السياسية عن القيام بأي فعل للإنقاذ ليس لأنهم “مرتاحين على وضعهم” بل لأن الشلل تسلل إلى العقول وضرب الارادات وقضى على كل مخيلة سياسية إيجابية وخلاقة”.
يضيف:”أنا مسرور أني إبتعدت عن هذا الجو الذي لم أعد أرى فيه أي بارقة أمل لمستقبل لبناني أو حتى إنتشال لبنان من الموت المؤسساتي المحتم”، مشيرا إلى أنه “عندما ينظر إلى عمل الحكومة المستقيلة والجهود لتشكيل حكومة جديدة وعمل اللجان النيابية والمزايدات التي تنتابها والدرك المنحدر الذي توصلت إليه السلطات الامنية والقضائية والاقتصادية لا يشعر أنه في لبنان وكأن لبنان هجر نفسه وكأن اللبنانيين ولو مقيمين فيه هاجروا عقلا وجسد”.
ويختم:”البلد مات ولا حاجة للتجول خلال ساعات عدم التجول للشعور بأن البلد توقف عن التنفس وقلبه توقف عن الخفقان”.

السابق
توقيف صاحب وسيلة إعلامية لبنانية.. وهذا ما طلبته وزيرة الاعلام من فهمي!
التالي
بالفيديو: توتر عند الحدود الجنوبية وإطلاق قنابل مضيئة.. اشتباه بعملية تسلل؟!