«لغم» مار مخايل ينفجر بوجه باسيل: إيران النجدة!

انشغل الإعلام اللبناني وبعض الإعلام العربي في هذين اليومين بالعقوبات الأمريكية الاقتصادية التي فرضتها إدارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامپ على رئيس التيار الوطني الحر الحالي حليف حزب الله السياسي ووزير خارجية لبنان الأسبق النائب جبران باسيل.

هذه العقوبات التي مررتها الإدارة الأمريكية الحالية في الوقت الضائع من زمن انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بتداول السلطة في ظل الخلاف الحاد على مجريات العملية الانتخابية في أمريكا لانتخاب رئيس جديد للبلاد والتي تمخضت حتى الآن بفوز شبه رسمي للرئيس جو بايدن مع تحفظ من قبل الرئيس دونالد ترامپ على نتائج التصويت في بعض الولايات الأمريكية ..  

فقد شاءت إدارة ترامپ تمرير قرار العقوبات هذا على رئيس التيار الوطني الحر في هذا الظرف الزماني، وقد يكون هذا الإجراء من منطلق التمهيد لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد أربع سنوات فيما لو لم تُؤتِ الدعاوى القضائية ثمارها في تغيير نتائج فرز الأصوات الانتخابية لو حصل وتم رفع الدعاوى القضائية أمام المحكمة العليا كما هو الظاهر من تصريحات الرئيس ترامپ بالأمس واليوم، هذا لو بقي هناك توافق في الحزب الجمهوري على قبول ترامپ مرشحاً للحزب في الانتخابات المقبلة ..  

ويظهر أن هناك الكثير من القرارات المماثلة سوف تأخذها إدارة ترامپ قبل إخلاء البيت الأبيض في مدة الشهرين والنصف القادمين، وقد يتخذ بعضها اتجاهاً أمنياً وعسكرياً داعماً لإسرائيل ومشاريعها في منطقتنا، ومن الممكن جداً أن تكون الضربة العسكرية المتوقعة في لبنان واحدة من السيناريوهات التي قد تُقدم إدارة ترامپ على الدفع بها قُدُماً لفرض المزيد من العُزلة على إيران وحلفائها في المنطقة ..  

الشراكة الفاشلة بين التيار والحزب 

وبالعودة لجبران باسيل فقد دفعته العقوبات التي فرضتها عليه الخزانة الاميركية أمس، الى التصريح بالمكتوم في مؤتمره الصحفي اليوم، تجاه حصيلة تفاهم كنيسة مار مخايل بين التيار الوطني الحر وبين حزب الله، ليُقر باسيل في مؤتمره الصحفي هذا بفشل التفاهم المذكور في تحقيق أهم أهدافه، ألا وهو قيام الدولة والمؤسسات في لبنان، فكانت النتيجة بعد هذا التفاهم وبعد شراكة استمرت لعقد ونصف من الزمن كانت انهيار الدولة وتراجع المؤسسات، وهذا الفشل دفع باسيل لمطالبة أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله بتعديل بنود التفاهم كونه لم يُقدِّم لجماهير الحزبين شيئاً يُذكر فضلاً عن الشعب اللبناني !  

فحتى لا يخسر الحزبان بعضاً من المؤيدين والمحازبين – وهو ما حصل في داخل جسم التيار – اقترح باسيل، كما قال اليوم، على نصر الله إعادة النظر في بنود التفاهم في محاولة لترميم شوائبه، وهذا أول اعتراف رسمي وصريح وتفصيلي من باسيل بفشل التفاهم، وجاء هذا الاعتراف على وقع ضغوطات العقوبات الاقتصادية الأمريكية مما يعني أن العقوبات بدأت تؤتي ثمارها وهذا الاعتراف من أوائل ثمارها المباشرة، إضافة إلى إشعار حزب الله من قبل باسيل لأول مرة بأنه حمل حملاً ثقيلاً بسبب هذا التفاهم وهو ما صرَّح به رئيس التيار في مؤتمره الصحفي هذا، فهو لأول مرة يقوم بجردة حساب طويلة وتفصيلية ومسهبة لتضحياته في سبيل هذا التفاهم كما يدعي، وكأنه يتوقع تعويضاً مالياً وغير مالي من حزب الله وداعمي الحزب عما خسره التيار بسبب تداعيات هذا التفاهم محلياً وإقليمياً ودولياً ..  

ففي لغة السياسة والسياسيين لا توجد تصريحات وتفاهمات سياسية مجانية قربة إلى الله تعالى، فالمعلومات المسموعة في الشارع الشيعي الداخلي، هي أن التيار حصل على دعم مالي ووعودا بدعم سياسي لامحدود من إيران قبل التوقيع على وثيقة التفاهم مع الحزب، ويظهر – والله العالم – أن هذا العرض الذي قدمه النائب باسيل لخسائره من التفاهم في مؤتمره الصحفي يظهر أنه مقدمة ضرورية للحصول على المزيد من الدعم المالي الإيراني في وقت يُبدي نصر الله ارتياحه لتوافر العملة الصعبة لديه رغم العقوبات الاقتصادية الأمريكية. 

فهل سيصرف حزب الله وإيران المزيد من دولاراتهم الأمريكية المدخرة والمخزونة والمهربة، هل سيصرفان المزيد منها على الحلفاء ويتركوا الشارع الشيعي في إيران ولبنان يتخبط في أزمات الجوع والمرض والعوز وحجز الودائع في البنوك؟

السابق
على وقع التطورات السياسية.. كلمة لنصرالله الأربعاء المقبل
التالي
باسيل بعد التعديل .. «ما خرجت لا أشراً ولا بطراً»!