«وضع لبنان بالغ الصعوبة».. مصادر الرئاسة الفرنسية تكشف سبب زيارة ماكرون لبنان

ماكرون

لا تزال التطورات السياسية في الساحة المحلية محط اهتمام لا سيما لجهة تكليف مصطفى أديب ومن جهة ثانية الدور الفرنسية لابرام هذه التسوية، وأكدت مصادر الرئاسة الفرنسية لـ”نداء الوطن” أنّ الرئيس الفرنسي على اطلاع بما يجري في لبنان من مشاورات على الصعيد السياسي “ومتطلباته تشكيل “حكومة مهمة” تكون فعالة ونزيهة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات التي تمكّن لبنان من الحصول على دعم قوي”، مضيفةً: “الرئيس ماكرون ليس ذاهباً إلى بيروت للتوصل إلى اتفاق بين الأحزاب بل للحصول على التزام واضح وفعّال في إطار العقد الجديد الذي عرضه خلال زيارته السابقة، وهو سيكون حريصاً على أن تأخذ الالتزامات التي ستنفذ بعين الاعتبار متطلبات الشعب اللبناني”.

وختمت مصادر الرئاسة الفرنسية: “رئيس الحكومة السابق سعد الحريري سمى شخصية لا تنتمي إلى حزب سياسي ما يعني أنه أدى دوره من هذا العقد، وبعد ذلك سنرى. الوضع اللبناني بالغ الصعوبة والرئيس الفرنسي لن يكتفي بتعيين رئيس للوزراء إنما ينتظر تشكيل حكومة فاعلة تنفّذ الاصلاحات”.

اقرأ أيضاً: أديب بعيون المجتمع المدني: دياب_٢ ولن يهدأ قبل «تطييره».. و«تطهير» من خلفه!

تحديات ماكرون الاربعة

من جهة ثانية، ما زالت تواجه مساعي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون 4 تحديات رئيسية، أولها تشكيل حكومة أديب، بحسب ما أفادت مصادر سياسية واسعة الاطلاع في باريس صحيفة “الشرق الاوسط”.

ماكرون يريد حكومة “تحظى بأوسع مروحة من الدعم”، وهذا الأمر تحقق من خلال التسمية. إلا أن طبيعتها (تكنوقراطية، مستقلة عن الأحزاب، مستعدة للسير بالإصلاحات…)، وطريقة تشكيلها ستوفران مؤشرات على مدى استعداد الطبقة السياسية في لبنان للتخلي عن مبدأ المحاصصة والتمسك بالحقائب “الدسمة”، خصوصاً ترك الطريق مفتوحة أمامها للقيام بالإصلاحات التي يراها المجتمع الدولي، وعلى رأسه فرنسا، ضرورية لمساعدة لبنان للنهوض. وبالنظر لتقاليد السياسيين في لبنان في العقود الأخيرة، ولقدرة النظام السياسي على امتصاص الصدمات، سيكون من المخاطرة الرهان على استفاقة الحس الوطني وتغليب المصلحة الجماعية لديهم، إذ إن التجربة لا تشي بذلك بتاتاً.

ويكمن التحدي الثاني بالنسبة للرئيس الفرنسي في توفير عناصر النجاح للحكومة الجديدة التي تريد باريس تشكيلها بأسرع وقت، لوضع حد للفراغ المؤسساتي. ولا يقتصر هذا التحدي على الداخل اللبناني الذي لكل طرف فيه حساباته المحلية والخارجية، بل له بعدان إقليمي ودولي متلازمان. وليس سراً أن ماكرون تواصل مع واشنطن وموسكو وبرلين وبروكسل والرياض وأبوظبي وطهران والدوحة لتوفير ما يمكن تسميته “شبكة أمان” للبنان، وهو يحظى في تحركه بدعم أوروبي و”تفهم” أميركي، من باب تأكيده على أن “لبنان ليس ورقة خاسرة” وإن تركه لمصيره سيكون بمثابة تقديمه “هدية” لحزب الله وإيران.

بيد أن كل هذا الحراك رغم أهميته، يبقى ناقصاً إن لم يتجاوب الشارع اللبناني مع الحكومة ورئيسها، وهو ما يشكل التحدي الثالث. من هنا، حاجة ماكرون لـ”تسويقها” لدى الرأي العام اللبناني الذي اكتوى بالوعود التي لا تنفذ. 

ويبقى أن التحدي الأخير لماكرون عنوانه تفصيل ما اقترحه من أنه يريد للبنان “ميثاقاً سياسياً جديداً” وتجديداً للطاقم السياسي الذي يعيد استنساخ نفسه. لكن دون هذا المشروع عقبات وانقسامات لا بد أن تظهر سريعاً عندما يبدأ البحث الجدي به إذا ما حدث ذلك يوماً.

السابق
مرشح «البارشوت».. هذه كواليس تسمية أديب!
التالي
100 عام على ولادة «لبنان الكبير».. وإستعراض جوي فرنسي بالوان علم لبنان