نصرالله يؤكد تعاونه في تشكيل الحكومة.. ويُهدد الإسرائيلي بالإنتقام!

حسن نصرالله

عشية الإستشارات النيابية الملزمة المزمع عقدها يوم غد الإثنين، لتكليف رئيس جديد للحكومة بعد استقالة حسان دياب، قال الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، “نحن نفترض ونأمل إن شاء الله أن يوم غد الذي تنطلق فيه الاستشارات النيابية، أن تتمكن الكتل النيابية في مجلس النواب اللبناني والنواب من تسمية مرشح يحظى بالمقبولية المطلوبة دستوريا ليكلف بتشكيل الحكومة الجديدة”.

اضاف نصرالله في كلمة بعد تلاوة المصرع الحسيني بمناسبة العاشر من محرم، “نحن نعلق آمالا كبيرة على ما سيجري أو يجري خلال هذه الساعات، والذي سيترجم إن شاء الله غدا خلال الاستشارات. نحن نحتاج الى حكومة قادرة على النهوض بالوضع الاقتصادي والمالي والمعيشي والحياتي وإعادة الاعمار وإنجاز الاصلاحات، الاصلاحات هي مطلب وطني وهي مطلب الجميع”، مشدداً على اننا “نؤيد الذهاب في الاصلاحات الى أبعد مدى ممكن، طبعا بعض المنافقين والكذابين في لبنان يقولون إن حزب الله هو عقبة أمام إجراء الاصلاحات، ونحن إن شاء الله سواء في تسمية رئيس للحكومة أو في تشكيل حكومة، سنكون متعاونين ومساهمين في إخراج البلد من الفراغ الذي كنا نرفضه دائما ونحذر منه دائما”.

الشارع مقابل الشارع

وعلى قاعدة الشارع مقابل الشارع، ناقش نصرالله الدعوات دولية من بعض الدول في العالم، الاقليمية وأيضا محلية داخلية في لبنان عنوانها الاستجابة لمطالب الشعب اللبناني والشارع اللبناني، قائلاً: “هذه دعوات محقة بلا نقاش أيا تكن الخلفية التي تنطلق منها هذه الدعوات. لكن هي كلام حق، رغبتنا نحن في لبنان كما في كل منطقتنا والعالم، رغبتنا دائما بأن تعبر الحكومة والدولة بكل مؤسساتها عن رغبات شعبنا وتطلعاته وأن تترجمها عمليا وواقعيا، لكن هنا يجب أن نكون محددين وواضحين، هنا توجد مغالطة أساسية، قد يأتي أحد من الخارج أو من الداخل ويضع لوحده أو يفترض مجموعة مطالب، ثم يقول هذه مطالب الشعب اللبناني، يفترض لوحده شكلا من أشكال التمثيل، ثم يقول هذا يمثل الشعب اللبناني”.

اضاف: “اذا أردنا أن نختلف بتحديد الشعب اللبناني، الشعب اللبناني هو اللبنانيون واللبنانيات الموجودون في لبنان، والموجودون في الخارج، وعددهم، الآن لا توجد احصاءات رسمية، لكن المتداول يقارب خمسة ملايين أو أدنى بقليل بين مقيم ومنتشر ومغترب على اختلاف الاصطلاحات. حسنا، هذا الشعب اللبناني، مطالب الشعب اللبناني كيف نحددها، كيف نعرفها، كيف نكتشفها؟ هل نعتمد أسلوب المظاهرات كما يحاول أن يعتمد البعض الآن، مثلا اذا نزل عدة مئات الى الشارع، في اي منطقة ليس شرطا ساحة الشهداء، في أي مكان في لبنان نزل عدة مئات، يوم واثنين وثلاثة وأربعة وخمسة، واعتصموا وطرحوا مطالب، فهل تصبح هذه مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل عدة الاف وطرحوا مجموعة مطالب تصبح هذه هي مطالب الشعب اللبناني. حسنا إذا نزل بوجه هؤلاء عشرات الآلاف وطرحوا مطالب مختلفة، فيكون هؤلاء يعبرون عن الشعب اللبناني. حسنا، اذا استفزت فئة اخرى من الشعب اللبناني ومقابل عشرات الآلاف خرج مئة ألف أو مئات الآلاف، فهل يكون هؤلاء يعبرون عن مطالب الشعب اللبناني؟ هل نعتمد التظاهرات والحضور في الشارع آلية للتعبير واستكشاف مطالب الشعب اللبناني”؟

وقال: “دعونا نتفق، اذا اتفقنا على هذه الآلية، نتكل على الله ، وحينئذ نستخدم كلنا هذه الالية للتعبير عن آمال ومطالب وأماني وتطلعات الشعب اللبناني التي يجب على الحكومة والدولة والمجتمع الدولي أيضا أن يحترمها ويعترف بها ويدافع عنها ولا يتنكر لها. حسنا هذه مثلا آلية، طبعا، لا أقترح. هل نعتمد مثلا آلية الاستفتاء، الاستفتاء الشعبي في كثير من الدول الديموقراطية في العالم، اللبنانيون يتحدثون دائما عن سويسرا، وان لبنان سويسرا الشرق، حسنا، هذه سويسرا في القضايا الاساسية تجري استفتاء شعبيا، هل تحبون أن نعتمد هذه الآلية ونجري استفتاء شعبيا على المطالب والأماني والآمال والتطلعات، أو هناك أناس لا يقبلون الاستفتاء الشعبي ومباشرة يحدثونك بالاكثرية العددية وأن لبنان لا يسير بهذه الطريقة وأن لبنان ..، هل تعتمدون مثلا آلية استطلاعات رأي موثوقة وعلمية ومتعددة ومتقاطعة ومضمونة وموضوعية ويبنى عليها؟ هل هناك آليات أخرى؟ أي وسيلة تفضلون نحن حاضرون لمناقشتها، لكن هذا الموضوع يجب أن يتعالج في لبنان لنفهم على بعضنا”.

ولفت نصر الله الى انه “في لبنان، يجب أن نحدد ماذا يريد شعبنا وما الذي يجب معالجته حتى نقطع الطريق على كل من يفرض مطالب أو آمالا وأماني ويقول إنها مطالب الشعب اللبناني ومطالب شعبية. تريدون أن تعتمدوا الانتخابات النيابية، حسنا، أجرينا انتخابات نيابية وعلى أحسن قانون ممكن أن يركب في الوضع اللبناني، ونسبية، وانفتحت الفرص أمام الجميع، وفاز المجلس النيابي الحالي، وبعد مدة قصيرة وباكرا جدا، خرجت دعوات الى الانتخابات النيابية المبكرة. حسنا ماذا تريدون بالتحديد”؟

الحضور الفرنسي

وعن دعوة الرئيس الفرنسي في زيارته الأخيرة إلى لبنان إلى عقد سياسي جديد في لبنان، قال: “سمعنا في الأيام القليلة الماضية من مصادر رسمية فرنسية انتقادات حادة للنظام الطائفي في لبنان، وإن هذا النظام لم يعد قادرا على حل مشاكل لبنان والاستجابة لحاجاته، أود أن أقول اليوم، نحن منفتحون على أي نقاش هادئ في هذا المجال، في مجال الوصول إلى عقد سياسي جديد، لكن لدينا شرط أن يكون هذا النقاش وهذا الحوار الوطني بإرادة ورضى مختلف الفئات اللبنانية، فإذا كان هناك أناس يخافون من أن يحصل نقاش أو الذهاب إلى عقد سياسي جديد يجب أن نحترم هذه المخاوف”.

أضاف: “من الجيد بعد مئة عام على إنشاء الكيان اللبناني الحالي ودولة لبنان الكبير أن يجلس اللبنانيون ليناقشوا هذا الأمر. لكن لدي ملاحظة في الشكل، وهذه ليست مسألة فقط بالشكل، هي ظاهرها في الشكل لكن مضمونها مشكلة في الثقافة السياسية اللبنانية والعقلية السياسية اللبنانية، لو افترضنا قامت مرجعية دينية لبنانية أو مرجعية سياسية أو أحد الرؤساء الثلاثة أو مجموعة من النواب أو حزب لبناني ودعا اللبنانيين إلى عقد سياسي جديد، ما الذي يحصل في البلد؟ يكفر ويخرج عن الوطنية، ويعتبر عميلا، ويخدم مشروعا فلانيا وتركب ويؤخذ لها أبعاد طائفية وأبعاد مذهبية الخ”.

حزب الله والأزمة الإقتصادية

وعن الأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان، قال نصرالله: “كل ما تحدثنا عنه سابقا من خيارات واقتراحات لمعالجة الوضع الاقتصادي والمالي والحياتي في لبنان، سنتابعه مع الحكومة الجديدة التي نأمل أن تتشكل سريعا. وكل ما أعلناه من الدعوة إلى جهاد زراعي- صناعي وإلى جهود شعبية لمواجهة أي محاولة للتجويع، هناك خطوات بدأت، هناك خطوات ستتابع، يجب أن نواصل هذا العمل، نضع له البرامج ونتعاون على المستوى الوطني، حكومة وشعبا، فهذا تحد كبير أمام الشعب اللبناني”.

التوتر جنوباً

ثم تناول الوضع على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة، قائلاً: “هناك معادلة نريد أن نثبتها، سأكون صريحا اليوم أكثر من أي وقت مضى بهذه المعادلة، فليفهم الإسرائيلي، عندما تقتل أحد مجاهدينا سنقتل أحد جنودكم، انتهى، هذه هي المعادلة، وليس تقتل واحد منا فنقوم نحن بقصف موقع وتلال ودشم وتجهيزات حديد وتنك، لديه أموال الدنيا يعوضهم، ليس هذا الذي يعمل معادلة ردع مع الإسرائيلي، وهو يعرف- أنا أول مرة أتكلم بهذه الصراحة- لكن هو يعرف من خلال مراقبته لأدائنا خلال الأسابيع الماضية أننا لا نبحث عن آلية نضربها، أخرج لنا آليات وكنا نعرف أن هذه آليات مسيرة لكننا لم نستهدفها، وكنا نستطيع أن ‏نضربها، وهو يعلم ذلك أننا لا نبحث عن إنجاز إعلامي أو صورة وهو يعلم أننا ‏نبحث عن جندي لنقتله، وهو يخبئ كل جنوده، مثل الفئران مختبئين”.

أضاف: “هذه نقطة قوة ‏للمقاومة خلال أسابيع، هذه ليست نقطة ضعف، هذا ليس فشلا، الدقة هي أن ‏المقاومة ليست آتية لتفريغ غضبها ولا تسعى للقيام بعمل إستهلاكي، المقاومة ‏جدية في إنجاز هذه المهمة، الإسرائيلي يتمنى أن يحدث أي شيء لينتهوا، حتى ‏يعود الوضع طبيعيا لديه في شمال فلسطين المحتلة، نحن بالنسبة لنا الموضوع ‏ليس هكذا، حتى خلال الحادثة الأخيرة قبل أيام عندما أكثر من القنابل المضيئة ‏وضرب قنابل فسفورية وقام بإحراق أماكن وللأسف الشديد أصابت بعض القذائف بعض البيوت، وضرب أيضا أهدافا لها علاقة بمؤسسة زراعية “اسمها أخضر بلا ‏حدود”، لكن الحمد لله لم يصاب أحد بكل القصف، ولم يستشهد أحد، اقتصرت ‏الأضرار على الماديات”.

وقال: “قبل أسابيع عندما أصابت قذيفة صح بالخطأ منزلا في الهبارية، هذا كله مسجل في الحساب وهذا حسابه آت، بالنسبة لنا هذا قرار قاطع ‏وحاسم، المسألة هي مسألة الميدان، والمسألة هي مسألة الوقت، نحن حقيقة غير مستعجلين ولا حارقين أعصابنا، في نهاية المطاف، كم ستمكثون في جحوركم مختبئين؟ كم؟ أسبوع، أسبوعان، شهر، اثنان، ثلاثة، مهما ‏كانت المدة، لا الوقت يشكل ضاغط علينا ولا يضغطنا أحد بموضوع الوقت، في ‏نهاية المطاف ستخرجون الى الطريق وسنلاقيكم، وسنثبت هذه المعادلة، وكل ‏تهديدات ناتنياهو وغينيتس ورئيس الأركان كوخافي تهديدات لا يمكن أن تثنينا عن تثبيت انجاز صبغ بدماء آلاف الشهداء”.

ولفت نصرالله الى ان “الاسرائيلي وقف على اجر ونصف على الحدود من البحر إلى أعالي الجولان، ليس فقط على الحدود اللبنانية، على الحدود اللبنانية وعلى الحدود السورية مع فلسطين المحتلة، وقام بكل الاجراءات التي تعرفونها، أخلى مواقع عسكرية، الآن تذهبون هناك مواقع أصلا مخلاة، وهناك مواقع لم يخلها، لكن الجنود مختبئين، الدوريات ألغاها بالكامل، أو أحيانا يمكن أن يجري دورية بشكل سريع واستثنائي في أماكن إذا شعر أنه ليس هناك حركة للمقاومة، وصار يرسل لنا آليات مسيرة لأن عنده آليات مسيرة الآن، ويضع فيها تماثيل ويلبسهم ثياب جندي اسرائيلي ويضعه لنا في الآلية مثلما فعل السنة الماضية، فيقول إنهم استهدفوا هذه الآلية وبعد ذلك تأتي المروحية والاسعاف ويمددهم على الحمالة، يريد أن يضحك علينا بأنه يا حزب الله ماذا تريدون؟ تقتلون جنديا؟ قتلتم جنديا، تقتلون جنديين؟ قتلتم جنديين، أليس كذلك؟ هذا ما يقوم به الآن”.

اضاف: “أمس شاهدتم على شاشات التلفزيون، أتى بروبوت يسير ووضع لنا جنديا لنتوهم أنه جندي وأن هذه فرصة. هذه الاجراءات ما زالت قائمة وموجودة منذ أسابيع، هذا جزء من العقاب، هذا جيش يعتبر نفسه أقوى جيش في المنطقة في مقابل المقاومة في لبنان، نعم أنا أقول لكم واقف على اجر ونصف على الحدود كلها، والقلق موجود في الطرف الآخر، اجراءات ليست فقط على الحدود حتى خلف الحدود، من يدخل إلى المستعمرات، من يخرج، الحواجز، عطل برامج التدريب، عطل برامج المناورات، أتى بمجموعات مدفعية وقوات، استنفر القبة الحديدية بانتظار المقاومة، هو يعرف أن هذه المقاومة عندها مصداقية وعندها جدية. وصار كل شيء يحصل على الحدود مثلما قلنا في البيان “يحسبون كل صيحة عليهم” وإذا شعروا بحركة معينة في نقطة معينة يبدأ بقصف محيط مواقعه في مزارع شبعا، محيط مواقعه بمنقطة المنارة يعني بمواجهة ميس الجبل وعيترون، وبمنطقة القطاع الغربي، هذا يعبر عن حالة الارتباك والقلق والهلع الموجود عند الاسرائيلي، لماذا يقصف أماكن ومن المفترض أن لديه معلومات وعنده سيطرة معلوماتية، المفترض أن يكون منتبها أو عنده معطياته بكل الأحوال”.

وتابع: “نحن حتى هذه اللحظة نعتبر ما جرى منذ استشهاد أخينا إلى اليوم، جزءا من العقاب، نحن مقتنعون بذلك. لكن أنا أريد أن أكون أكثر وضوحا، من أجل أن يواكبنا الناس في لبنان ويفهموا علينا وأيضا من أجل الاسرائيلي، نحن لو أردنا أن نقوم برد فقط من أجل المعنويات أو للاستهلاك الإعلامي، كنا قمنا بهذا الموضوع من أول يوم، سأتحدث بالتفاصيل، يعني بكل بساطة مواقع بمزارع شبعا وحتى مواقع على الحدود، نحن بالنسبة لنا هذا الموضوع انتهى، بمرحلة من المراحل كنا نميز نقول مزارع شبعا وهناك الحدود، مزارع شبعا أرض لبنانية محتلة من المفترض أن لا يناقشنا أحد بحقنا في المقاومة، لكن عندما يعتدي الاسرائيلي لا يعود هناك فرق بين مزارع شبعا وبين الحدود الدولية، هذا أنهيناه المرة الماضية”.

العلاقة مع حركة أمل

وعن التوتر مع حركة أمل عقب مقتل مسؤول في الحركة على يد عناصر من حزب الله”،قال نصرالله: “إن بعض الأحداث المؤسفة التي تجري بين شباب هنا وهناك في هذه البلدة أو في ذاك المكان، وإن كان الحمدلله بعض هذه الأحداث تجري بمسافات زمنية متباعدة جدا، يعني الحمدلله لا يوجد شيء متتابع، بفواصل زمنية متباعدة تحصل بعض الأمور المؤسفة، المحزنة، المؤلمة والمرفوضة والمدانة، والتي يجب أن تواجه بوعي من الشباب جميعا، لكنها بالتأكيد وبفعل الثقة والعلاقة المتينة والمتبادلة بين قيادتي حركة أمل وحزب الله، نستطيع أن نتغلب حتى على هذه الأحداث المؤسفة ونتجاوزها بوعي وبمسؤولية وبحزم، ونقطع الطريق على كل الآمال الخائبة التي تراهن على فتن بين الأخوة هنا أو هناك.

وختم: “نحن في حزب الله كنا وسنبقى دائما نقف داعمين ومساندين لقيادة حركة أمل وللمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ولعائلة سماحة الإمام السيد موسى الصدر ولعائلات سماحة الشيخ محمد يعقوب والأستاذ عباس بدرالدين، يعني لكل العائلات، في كل الخطوات التي اتخذوها أو يمكن أن يتخذوها في متابعة هذه القضية، نحن إلى جانبهم وخلفهم لأنهم هم الذين يحملون المسؤولية وتصدوا لتحمل هذه المسؤولية وهذا أمر طبيعي جدا، نحن إلى جانبهم وكل ما يمكن أن يطلب منا في هذا الصعيد نضع أنفسنا في تصرفهم”.

السابق
الحريري يُسمي أديب لرئاسة الحكومة.. والسنيورة يدعو لتشكيلها بسرعة!
التالي
عون يؤكّد وجود غاز في الحوض الرابع .. ويتطرّق لإتفاق مار مخايل!