معلومات «جنوبية»: فرضية الخلية المسلّحة تتقدم في جريمة كفتون في الكورة

قتلى جريمة كفتون الكورة

ضجّ لبنان حدث أمني غير عادي، أتى من منطقة جبلية هادئة في شمال لبنان، ذهب ضحيته ثلاثة قتلى. جريمة كفتون الكورانية، سرعان ما انتشر صداها إلى لبنان بأكمله، لأن من المرات القليلة، إن لم تكن المرة الأولى، التي يواجه فيها عناصر شرطة بلدية بهذا الكم الحاد من العنف والقتل بدمّ بارد.

وما زاد الجريمة غموضا، أن القتلة تمكنوا من الفرار من هذه المنطقة الجبلية من دون أن تتمكن القوى الأمنية حتى اللحظة من اكتشافهم.

ووفق معلومات خاصة حصلت عليها “جنوبية” من مصادر أمنية، باتت فرضية الخلية المسلحة المنظمة تتقدم لدى الأمنيين في منطقة الشمال، الذين يتصرفون على هذا الأساس. ونستعرض في البداية فرضيات الجريمة المروّعة ثم معلومات موقعنا التي ترجح، حتى هذه اللحظة، أن العمل ناتج عن خلية منظمة.

جريمة فردية: هذه الفرضية حتى اللحظة مستبعدة، ذاك أن لا معلومات عن خلافات شخصية بين القتلة والمقتولين. لكن، وبما أن الإشتباك (غير المتكافئ أصلا) وصل إلى حدّ القتل، فهذا الفعل يفتح على احتمال منع عناصر البلدية القتلة من إتمام مهمّتهم، وبالتالي نفّذوا جريمتهم كي لا يستطيع أحد من الذين تعرفوا إليهم أن يعطوا معلومات للتحقيق عنهم.

جريمة سياسية: العنصر السياسي في هذه الجريمة غير وارد حتى اللحظة، لكن أبناء المنطقة تحدثوا عن وجود عضو حزب “الكتائب اللبنانية” النائب المستقيل نديم الجميل في المنطقة، وعليه ربطوا، من دون أي أدلة، الجريمة بوجود النائب الجميل. لكن حتى الآن، وبحسب معلومات “جنوبية”، لا خيوط أكيدة لدى الأمنيين تربط بين الحدث ووجود الجميّل.

جريمة خلية منظّمة: فرضية الخلية المنظمة هذه مدعّمة بواقعتين: الأولى أن سيارة “هوندا” المسروقة تنقلت ملكيتها بين عشرة أفراد وهذا أسلوب مموّه تعتمد عليه واعتمدت عليه المجموعات المسلحة (بعضها ارتبط بمجموعات إرهابية) في السابق، والثانية أن الطريق من شكا إلى كفتون وصولا إلى جرود البترون “سائبة” أمنيا، ما يدلّ على أن منفّذ الجريمة، وإن كانت دوافعه ليس قتل الضحايا الثلاثة بالذات، درس خطّته جيدا وهذه ثغرات تبحث عنها مثل هذه الخلايا المنظمة.  

أضف إلى ذلك، معلومات حصل عليها موقع “جنوبية” عن استنفار أمني كبير في منطقة الشمال، حصل ليل السبت وهو مستمرّ على مستوى أكثر من جهاز. وكشف مصدر أمني أن هذا الإستنفار هو على علاقة مباشرة بجريمة كفتون، قائلا “القضية تتعدى جريمة كفتون، هي قضية خليّة بكاملها”. ولم يفصح المصدر عن أهداف ونوايا هذه الخلية ولا حتى عن أماكن تواجدها وما إذا كانت مرتبطة بمجموعة إرهابية معلومة كما يسوّق حاليا عدد من إعلامي الممانعة.

على أي حال، لم تزِل الأجهزة الأمنية أي فرضية حتى الآن من جدول حساباتها حتى فرضية الإرهاب، والأكيد أنها تقوم بالتحقيقات المكثفة في الشمال والتحريات اللازمة التي ستكشف خيوطا كثيرة في الأيام المقبلة عن الجريمة التي هزّت لبنان.

إقرأ أيضا: إدانات واستنكارات لمجزرة كفتون.. وهذه رواية «القومي» غير الكاملة عن الجريمة!