السيد محمد حسن الأمين لمواجهة بدعة «المجالس المليّة»: سياسية غير دينية!

محمد حسن الامين

دعا العلامة السيد محمد حسن الأمين إلى مواجهة بدعة المجالس الملية كونها تشكل أحد ركائز النظام الطائفي التي  أنتجها النظام السياسي لإطالة عمره، وهي تحظى بمصالح وامتيازات بعيدة عن الهم الديني”.

اقرأ أيضاً: السيد محمد حسن الأمين يدعو لتقبل الخلاف والإختلاف بين الأجيال

المؤسسات المسماة بمجالس المليّة

وأكد ان “المؤسسات المسمّاة بالمجالس المليّة هي مؤسسات تحتوي على مزيج من الدين والسياسة، وهي في جوهرها، ركائز للنظام الطائفي السياسي في لبنان”.  ورأى ان “الطائفيّة السياسية تفترض أن يكون هناك غطاء ديني لكل مجموعة سياسية تنتمي إلى دين معيّن أو مذهب معيّن، وعليه ابتدع اللبنانيون هذه الصيغة، وقد ساعدت هذه الصّيغة على إطالة عمر هذا النظام السياسي، وبات تغييره ـ وحتى تطويره النوعي ـ يصطدم بدور هذه المؤسسات وتأثيرها الواضح والقوي في دعم النظام القائم،وبالتالي هي مؤسسات أنتجها نظام سياسي، وهي ساهمت في إنتاج هذا النظام”.وقال”: ما نفكّر فيه نحن الذين نتطلع نحو نظام اجتماعي وسياسي حديث، يتجاوز هذا النظام  يجب أن يكون توجّهنا الأساسي هو مواجهة هذه المجالس من زاوية دينيّة، بحيث نعمل على كشف حقيقتها بوصفها مفرغة من الهموم الدينيّة الحقيقيّة وأنها مؤسسات ذات مصالح وامتيازات وتطلعات قد يكون من ضمنها الحفاظ على الطقوس الدينيّة وتشجيعها ولكن هذا الهم همّ ثانوي بالنظر إلى دورها السياسي والاجتماعي في الحفاظ على النظام ودعمه وتكريسه”.

دولة المواطنة

وأضاف: “وأنا بصفتي مسلم وأستلهم الرؤية التي أكوّنها عن مثل هذه المؤسسات، أنطلق من فهمٍ راسخٍ بأنّ الدين الإسلامي لا يتضمّن فكرة قيام طبقة معيّنة في المجتمع تدعى رجال الدين وتعطيهم حصرياً حق الكلام والتوجيه الديني، وتمنح أقوالهم ومواقفهم قداسة الدين نفسه”.

أنا بصفتي مسلم وأستلهم الرؤية التي أكوّنها عن مثل هذه المؤسسات، أنطلق من فهمٍ راسخٍ بأنّ الدين الإسلامي لا يتضمّن فكرة قيام طبقة معيّنة في المجتمع تدعى رجال الدين وتعطيهم حصرياً حق الكلام والتوجيه الديني

وتابع”: وعليه،  فإنّي أحسب أنّ الدين الإسلامي في مجال الاجتماع البشري هو صيغة متقدّمة جداً، وإنسانية إلى أعلى المراتب والحدود، من حيث نظرتها وتقديرها واحترامها للاجتماع الإنساني، مما يساعد على تصور قيام دولة مدنيّة هي دولة المواطنة والعدل وإلغاء التفرقة في الحقوق والواجبات بين طوائفها ومذاهبها وأحزابها”.وجزم  بأنّ “هذا الإجراء التاريخي إذا تحقق، فإنّه يحرر الدين الإسلامي من وطأة الاختلاف والتعصّب بين المذاهب، ولا يعود الدين وسيلة لاغتنام المصالح والامتيازات وعرضة للتأويلات التي تهدف إلى استثمار الدين أكثر مما تهدف إلى تحصين الدين وتجديد الفكر الديني وفق المقاصد الجوهرية لهذا الدين”.

(من كتاب “أمالي الأمين” للشيخ محمد علي الحاج)

السابق
بعد الحديث عن إقفال جزئي للبلاد.. وزير الداخليّة يوضح: مجرد توصيات!
التالي
وحدث الطلاق.. انفصال أنغام رسمياً عن زوجها أحمد إبراهيم!