“جنوبية” يروي مسلسل فيروس كورونا
بدءاً من ١ نيسان، ينشر موقع “جنوبية” سلسلة أجزاء تهدف إلى رواية قصة فيروس أقلق البشرية جمعاء، فيروس كورونا. جسيمات صغيرة الحجم، تمتحن كوكباً بكامله. تدخل في تحدي التكنولوجيا والأبحاث العلمية، ومنها إلى الذكاء الإصطناعي. تسبر في أغوار هذا الفيروس. تغوص في جدلياته حول الدين والإيمان، حول العلاج والشفاء، حول الطبيعة والإنسان، وحتى حول الإقتصاد والأسواق والرأسمالية والطبقية. عن الجائحة العالمية المسماة “كورونا” نتحدث، متمنّين قراءة ممتعة ومفيدة.
- العالم vs كورونا
لبنان: من هو عبد اللطيف فنيش الذي ورد اسمه في صفقة الـ”PCR”؟
أمام التحديات الهائلة التي تواجهها وزارة الصحة في مواجهة فيروس كورونا المستجد، تشعّبت طرق الوقاية والعلاج. إلا أن جميع طرق “الفحوصات” تؤدي إلى فصحين اثنين: إما عبر جهاز الـ”PCR” أو عبر الـ”Rapid test”.
في لبنان، تم اعتماد الخيار الأول، لكن أمام العدد المحدود لهذه الأجهزة والعبء الكبير على القطاع الصحي، كانت هناك مناشدات لإطلاق معدات الـ”Serelogy Rapid Test” سريعا، للمضي قدما في إجراء أكبر عدد من الفحوص.
المعدات لا شكّ قادمة، إلا أن تساؤلات كثيرة تمحورت حول التأخير في اعتمادها. تساؤلات أجاب عنها معنيون لصحيفة “نداء الوطن”، شارحين أن أحد الأسباب هو إن شقيق الوزير السابق محمد فنيش التابع لحزب الله، عبد اللطيف فنيش “هو من يتولى راهناً صفقة استيراد فحوص الـ”PCR” إلى لبنان، وعليه فإنّ الالتزام الأدبي والحزبي لوزير الصحة حال بطبيعة الحال دون اتخاذه قراراً سريعاً باستبداله بفحص الـ”Rapid test”.
عبد اللطيف فنيش نفى سريعاً هذه المعلومات موضحا للصحيفة عينها أن الخبر “لا أساس له من الصحة”، في حين كشف الوزير فنيش لوكالة الأنباء “المركزية” أن “شقيقه عبد اللطيف سيتقدّم بشكوى ضد ما أوردته بعض وسائل الاعلام”، علما أن صحيفة “نداء الوطن” نشرت حقّ الرد.
لكن من هو عبد اللطيف فنيش ولماذا أثار اسمه هذه البلبلة الكبيرة في وسط أزمة صحية كبيرة يواجهها لبنان والعالم.
بدأت القصة في تشرين الأول من عام 2012 عندما وردت إلى هيئة القضايا في وزارة العدل معلومات من مختبرات الجامعة العربية حول تزوير معيّن في التحاليل المخبريّة. وكانت الجامعة العربية واحدة من بين 4 جامعات تجري هذه التحاليل وهي إلى جانب “العربية”، الجامعة الأميركية، الجامعة اليسوعية والجامعة الأميركية للعلوم والتكنولوجيا (AUST).
تبين بحسب المعلومات أن هناك ثلاث شركات أدخلت أدويتها بواسطة نتائج مخبرية مزورة. إحدى هذه الشركات كانت مسجلة باسم شوقي عطوي. هذا الأخير كان يمرر الفحوصات إلى شخص يدعى فؤاد وهبي ثم يمررها بدورخ إلى شخص معروف باسم محمود فنيش وهو فعليا عبد اللطيف فنيش.
بحسب معلومات صحيفة “الأخبار” حينها كان عبد اللطيف فنيش “يقوم بمعالجة ملفات إدخال الأدوية للشركات الثلاث، ابتداء بالمختبرات إلى التخليص الجمركي”. وفي الكشف الذي أرسله مختبر الجامعة العربية، تبيّن أن هناك فحوصات لنحو 90 طبخة (نحو 30 صنف دواء) استوردتها الشركات الثلاث المذكورة ودخلت إلى لبنان بفحوصات مزوّرة.
عبد اللطيف فنيش الذي نسج علاقات مهمّة في وزارة الصحة، “كان يتقاضى عمولات لتخليص البضائع تتراوح بين 2% و10% من قيمة البضائع المستوردة، وأن هذا الأمر مثّل إغراء كبيراً له لتخليص المعاملات سريعاً والحصول على حصّته من العمولة”، كما تروي الصحيفة عينها.
في 12 تشرين الأول، أحالت وزارة الصحة الملف إلى النيابة العامة التمييزية وفي 13 تشرين الأول أحالها النائب العام التمييزي (بالإنابة حينها) إلى الممباحث الجنائية.
في 15 شباط 2013، أصدر القاضي جان فرنيني أصدر مذكرة توقيف بحق عبد اللطيف فنيش الذي سلّم نفسه.
وفي السابع من آب من العام عينه صدر القرار الإتهامي في حق عبد اللطيف، أكد الشبهة عليه وعدد من رفاقه والتي تصل عقوبتها القصوى الى الأشغال الشاقة الموقتة. وقد اعترف فنيش حينها بتزوير توقيع وزير الصحة آنذاك علي حسن خليل على أكثر من 90 مستنداً.
لكن في تموز من العام 2014 وافقت محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي عبد الرحيم حمود وافقت على طلب تخلية فنيش مقابل كفالة مالية مقدارها 5 ملايين ليرة لبنانية.منذ ذلك الحين، ابتعد فنيش عن الأضواء وأقفل الملف، فيما لم تتم متابعة القضايا التي تورط فيها شركاؤه.
هذه القضية ليست يتيمة بل تبعتها فصائح أخرى من أدوية سرطان مزورة وغيرها، تورط فيها أطباء وصيادلة. لم تقفل هذه الملفات أبدا، وبقيت ثورة 17 تشرين الأول 2019 هي الوحيدة التي قامت بتظاهرات للضغط باتجاه التحقيق بهذا الملف. فهل فعلا عاد عبد اللطيف فنيش إلى الواجهة من باب فيروس كورونا، أم أن لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالملف؟ الأيام المقبلة ستكون كفيلة بالإجابة عن هذا السؤال.
تايملاين: كيف استوطن “كورونا” بشري
جذبت منطقة بشرّي اهتمام العاملين في القطاع الصحي في لبنان، مع تزايد النتائج الإيجابية لفحوصات فيروس كورونا المستجد.
ففي حين كانت تعلن وزارة الصحة في التاسع من نيسان ان عدد الإصابات بلغ فقط سبعة على مستوى لبنان، فاجأت مستشفى بشري الحكومي بأن أعلنت عن 12 إصابة في اليوم عينه.
وفي حين وصل العدد الإجمالي إلى 52 إصابة حتى الآن، هنا جدول زمني يشرح كيف تسلسلت الأمور إلى أن استوطن الوباء المنطقة، وجعلها خامس منطقة في لبنان على لائحة المناطق التي تسجل أكبر عدد من الإصابات.
26 آذار: الإعلان الرسمي من قبل مستشفى مار ماما الحكومي عن إصابة أحد الأطباء العاملين في المستشفى واغلاق المستشفى لمدة أسبوع
29 آذار: أعلنت المستشفى أنه تم إجراء الدفعة الاولى من فحوص PCR لعدد من الاشخاص من ضمنهم 11 من طاقم المستشفى وتبين وجود 3 حالات إيجابية إضافية مما يجعل العدد الاجمالي للمصابين إلى 6
30 آذار: إرتفاع عدد حالات الإصالة إلى 7 بعد إجراء 34 فحصاً بواسطة الـPCR
1 نيسان: العدد الإجمالي يرتفع إلى 11 إصابة واستقبال اول اصابتين بفيروس كورونا المستجد في مركز الحجر الصحي في المستشفى الجديد في مبنى مار ماما
4 نيسان: وصل عدد الإصابات إلى 23 إصابة
5 نيسان: العدد يرتفع مجددا ويصل إلى 35 إصابة والمستشفى وفعاليات المدينة يناشدون الأهالي البقاء في منازلهم
8 نيسان: الإعلان عن 12 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد ليصل العدد الإجمالي إلى 47
8 نيسان: وزير الصحة حمد حسن يزور بشرّي من ضمن جولة على عدد من الأقضية الشمالية ويعلن أنه ما يحصل في بشري يوحي بالإيجابية بسبب تزايد الفحصوات، ومشيرا إلى أنها الطريقة الصحيحة لمحاصرة الوباء
8 نيسان: بيان للنائبة عن المنطقة ستريدا جعجع تكشف فيها أن وزير الصحة اقترح عليها في السادس من آذار “حجر المنطقة ككل وعزلها عن باقي قرى القضاء (..) فوافقته الرأي”
9 نيسان: أعلنت مستشفى مار ماما الحكومي أنه “بعد إجراء عدّة دراسات لحالات الكورونا في بشرّي، تبيّن لنا أنّها ليست جميعها من نفس المصدر، هنالك عدّة مصادر محتملة لوصول الفيروس الى المدينة، ولغاية السّاعة لا أحد يستطيع طبِّياً أو علمياً تأكيد النّقطة صفر لبدء إنتشار الفيروس”. وكانت الإحتمالات تشير إلى أن الطبيب التقط العدوى من سيّدة من القضاء أتت من المملكة المتحدة والإحتمال الآخر أنه التقطها عبر عسكري من الجيش يخدم في ثكنة الأرز الواقعة في القضاء. إلا أن المستشفى أكدت في بيانها أن الحالة الإيجابية المُثبتة بتاريخ 26/03/2020، “هي أوّل حالة مُثبّتة عبر فحص PCR وليست الحالة الأولى ولا يُمكن لأي أحد تحديد الحالة الأولى وكلّ ما يُحكى نضعه في اطار التّحليلات الشخصية”
9 نيسان: الإعلان عن 5 إصابات جديدة ليرتفع العدد إلى 52 إصابة والمستشفى تقل أن “هذه النّتائج لا تشمل الفحوصات التي أجرتها وزارة الصحة في المستشفى ومبنى البلدية”
10 نيسان: النائبة جعجع تعلن في تصريح إلى صحيفة “الجمهورية” أن “لا حاجة لعزل بشري كليا عن محيطها بل أن الحجر المنزلي (..) يكفي في الوقت الحاضر
10 نيسان: بعد ظهر اليوم عينه أعلن رئيس بلدية بشري فريدي كيروز لقناة الـ”LBCI” أنه ابتداء من السادسة من صباح الثلاثاء 11 نيسان يمنع على أهالي بشري وسكانها الخروج من المدينة، وممنوع على أبناء بشري القاطنين خارجها من الدخول إليها. وقال أن هذه الإجراءات ستحدّث أسبوعيا مع إجراء أكثر من 500 فحص جديد وبناء على النتائج “يمكن أن نتخذ إجراءات صعبة أكثر أو نكمل بالإجراءات عينها”
10 نيسان: عصر هذا التاريخ، أبلغت المستشفى عن 6 حالات إصابة جديدة ليرتفع العدد الإجمالي إلى 58
كورونيات
- عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا المستجد تخطى الـ100 ألف عالميا في حين تخطت حالات الشفاء الـ371 ألف حالة من أصل أكثر من مليون و670 ألف إصابة
- أفاد مسؤولون كوريون جنوبيون أن 91 مريضا يعتقدون أنهم تعافوا من فيروس كورونا المستجد ثبتت إصابتهم مرة أخرى بنتائج إيجابية
- أرقام الإصابة بالفيروس ترتفع مجددا في المملكة العربية السعودية وتسجيل 364 حالة جديدة
- بصيص أمل في إيطاليا حيث شهدت البلاد انخفاضا آخر في عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا إذ توفي 570 شخصا فى الساعات الـ24 الماضية لتسجل انخفاضا عن 610 وفيات يوم الخميس
لقاح كورونا: هل فعلها البرفيسور الفرنسي ووجد الحل؟
عندما زار الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون مدينة مارسيليا الخميس، التقى ديديه راوول، أحد أبرز الأطباء الفرنسيين الذي لمع اسمه بعد أن نصح باستعمال دواء “هيدروكسي كلوروكوين” لمحاربة فيروس كورونا المستجد.
وفيما بقي الإجتماع خلف أبواب مغلقة كشفت صحيفة ” Les Echos” أن راوول سلّم نتائج دراسة جديدة على 1061 مريضًا أظهرت نسبة نجاح 91 بالمائة.
وقد نشر موقع “Covexit” صفحتين من هذه الدراسة، تشير إلى أن الدواء لم يؤدّ إلى مضاعفات سلبية على القلب وأن 91.7% أي 973 مصابًا تم شفاءهم.
إلا ان 4.3% أي 64 مصابًا تم نقلهم إلى العناية المركزة بالإضافة إلى وفاة 5 مصابين أي 0.47% وبقاء 31 مريضًا في المستشفى لأكثر من 10 أيام.
وفي حين لم تنشر الدراسة كاملة قال مكتب ماكرون أن الرئيس الفرنسي لم يؤيد العلاج ، مضيفًا أنه من السابق لأوانه تقييم الحكومة الفرنسية لفعاليته. وقال مستشار رئاسي إن “زيارة واحدة لا تضفي الشرعية على بروتوكول علمي ، الزيارة تشير ببساطة إلى اهتمام رئيس الدولة بهذه التجارب السريرية، سواء كانت واعدة أم لا”.
وردا على سؤال حول التقرير، قال المستشار الرئاسي إن ماكرون أحيط علماً بعدد معين من العناصر التي قدمها البروفيسور راوول وسيأخذها بعين الاعتبار بعناية، خاصة في اجتماع مع فريقه الاستشاري العلمي. هذا ولم يشارك ماكرون رأيه بالدراسة أمام الصحافة.
لكن الزيارة الرئاسية هي دفعة للأستاذ في مرسيليا، الذي أصبح أحد أشهر الأطباء الفرنسيين بعد أن استشهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعلاجه في تغريدة، ووصفها بأنها “واحدة من أكبر العوامل التي تغير قواعد اللعبة في تاريخ الطب”.
من جهة أخرى بدأ باحثون أمريكيون اختبار لقاح تجريبي ثانٍ ضد مرض COVID-19، يستخدم هذا اللقاح في الجلد بطريقة أسهل من الطريقة العميقة المعتادة.
وقال أحد الباحثين ان اللقاح هو “اختبار جلدي بسيط”، فيما كان متوجها بالحديث إلى أحد المتطوعين الملقى على طاولة الإختبار في مدينة كانساس سيتي بولاية ميزوري.
وصرّح الدكتور جون إرفين من مركز البحوث الصيدلانية لوكالة أسوشيتد برس بعد ذلك “إنها أهم تجربة قمنا بها على الإطلاق”. وأضاف “الناس يركلون الباب للدخول إلى هذا الإختبار”.
كورونا والإقتصاد: أعمق ركود منذ الكساد العظيم
- أعلنت شركتا “جوجل” و”آبل” الأميركيتان أنهما تعملان على تطوير أداة تتبع جهات اتصال لامركزية ستساعد الأفراد في تحديد ما إذا كانوا قد تعرضوا لشخص مصاب بوباء فيروس كورونا
- أكثر من 16 مليون أميركي باتوا عاطلين عن العمل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة ومن المتوقع أن يزيد العدد في الأيام المقبلة
- قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي أن الحكومة تخطط لإعلان حالة الطوارئ واقترحت حزمة تحفيز بقيمة تريليون دولار مع تصاعد الإصابات الجديدة بالفيروس في طوكيو وأماكن أخرى
- قالت رئيسة الصندوق الدولي كريستالينا غورغييفا إن فيروس كورونا المستجد سيؤدي إلى أعمق ركود إقتصادي منذ الكساد العظيم عام 1929 مما سيعرض الدول الفقيرة لمخاطر كبيرة
إكتشاف 6 فيروسات في الخفافيش تنتمي إلى عائلة كورونا
اكتشف العلماء ستة فيروسات تاجية جديدة تكمن في الخفافيش في ميانمار.
تنتمي هذه الفيروسات إلى نفس عائلة فيروس السارس CoV – 2 أو ما يعرف بـ”فيروس كورونا المستجد” الذي ينتشر حاليًا في جميع أنحاء العالم .
لكن الباحثين قالوا في الوقت عينه أن هذه الفيروسات ليست على ارتباط وثيق لا بفيروس كورونا ولا بالفيروسين التاجيين الآخرين اللذين سببا عدوى شديدة بين البشر أي متلازمة الجهاز التنفسي الحادة (سارس) أو مُتلازمة الشرق الأوسط التَّنفُّسيَّة (MERS).
وبحسب موقع “لايف ساينس” اكتشف الباحثون هذه الفيروسات الستة أثناء اختبارات على الخفافيش في ميانمار كجزء من برنامج تموله الحكومة يسمى PREDICT لتحديد الأمراض المعدية التي لديها القدرة على الانتقال من الحيوانات إلى البشر. والخفافيش هم المشتبه بهم الرئيسيون في انتقال العدوى إلى الإنسان، حيث يعتقد أن هذه الثدييات تستضيف الآلاف من الفيروسات التاجية التي لم يتم اكتشافها بعد. يعتقد أيضا أن فيروس كورونا الذي يسبب مرض COVID-19 ، قد نشأ في الخفافيش قبل أن يقيم في الأجسام البشرية.
“القرصنة الحديثة” تكشف وجه الدول الخبيث.. عن حرب الكمامات التي أنشأها “كورونا”
في ظل الحرب التي يقيمها فيروس كورونا المستجد على دول العالم أجمع، برزت حرب من نوع آخر بين هذه الدول، حرب ترمي إلى مكافحة وباء “كوفيد 19” الذي ما زال يحصد يوميا مئات الأرواح ويحجر الآلاف في منازلهم أو في المستشفيات.
إنها “حرب الكمامات”. عمليات سطو من قبل أجهزة أمنية تابعة لدولة معينة، على شحنة كمامات أو معدات طبية لازمة مُرسلة إلى دولة أخرى. حرب ضروس كشفت وجه السياسات العالمية الخبيثة وسط أزمة صحية لا مثيل لها إلا منذ أكثر من مرة.
وصل الخبث في هذه “القرصنة الحديثة” كما أتت التسمية على لسان مسؤولي عدد من الدول المتضررة، إلى ضغط سياسي على دولة كي تمنع مرور الشحنة عبر منافذها، فمن الشحنات ما تم اعتراضها في البحر، ومنها من تم توقيفها في المطارات.
ولعلّ أوضح قرار في هذا المجال، هو قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طلب من السلطات المختصة تفعيل “قانون الإنتاج الدفاعي Defense Production Act” والذي يحظر تصدير الكمامات إلى دول أخرى ويأمر الشركات الأميركية بزيادة إنتاج المعدات الطبية اللازمة.
حالات القرصنة: العين على أميركا
على الرغم من أن حالات القرصنة لم تنحصر بالولايات المتحدة الأميركية، إلا أن الأخيرة سجّلت أكبر عدد من عمليات قرصنة المعدات الطبيعية، مع اقتراب حالات الإصابة فيها من نصف مليار إصابة وارتفاع عدد الوفيات إلى أكثر من 17000 شخص. في التالي، لائحة بحالات القرصنة هذه:
- توقيف شحنة من 200.000 كمامة مرسلة إلى ألمانيا في بانكوك، والسلطات في برلين اتهمت الولايات المتحدة بارتكاب هذه القرصنة
- أعلنت إسبانيا أن تركيا أبلغتها بوقف مرور شحنة من أجهزة التنفس “لأنها أولوية لعلاج المرضى في تركيا” كما قالت، ووعدت أنقرة بإعادتها إلى إسبانيا فور توفّر الظروف الملائمة
- زعم عمدتا منطقتين في فرنسا أن الولايات المتحدة دفعت للصينيين أضعاف الأسعار العادية بثلاث أو أربع مرات من السعر المتفق عليه لتحويل الإمدادات الجوية الطبية إلى الولايات المتحدة بدلاً من هاتين المدينتين
- من جهتها قامت فرنسا بخطوة مماثلة اذ اتهمت شركة “مولنليك” الطبية السويدية السلطات في باريس بمصادرة ملايين الأقنعة الواقية والقفازات الطبية،التي استوردتها من الصين لصالح إيطاليا وإسبانيا
- صادرت التشيك شحنة مساعدات من مئة ألف قناع طبي مرسلة من الصين إلى إيطاليا. يضاف ذلك إلى 680 ألف كانت مرسلة من الصين إلى إيطاليا صادرتها التشيك وقالت في بداية الأمر أنها صادرتها من تجار تلاعبوا بالأسعار
- زعمت السلطات المغربية ووسائل إعلامية إسبانية أن مدريد صادرت أدوية كانت موجهة للتصدر نحو الرباط. هذا ونفت مدريد هذا الأمر قائلة أنها تفحص هذه المعدات قبل تصدريها مجددا
حرب الدول الغنية على الفقيرة
ما يخفى من أهداف عمليات السطو هذه هو إزاحة الدول الفقيرة عن المشهد بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” الاميركية. الصحيفة المذكورة كشفت أنه تم إخبار العلماء في أفريقيا وأمريكا اللاتينية من قبل الشركات المصنعة في الولايا المتحدة بأنه لا يمكن تلبية طلبات معدات فحص فيروس كورونا (Kits) ، لأن عملية التصدير “في حالة اضطراب خاليا” وكل ما ينتجونه يذهب إلى الداخل الأميركي أو إلى أوروبا.
ويضاف إلى هذا الأمر زيادة أسعار هذه المعدات بشكل قريب. وقالت الدكتورة كاتارينا بويم، المديرة التنفيذية لمؤسسة التشخيصات المبتكرة الجديدة، التي تتعاون مع منظمة الصحة العالمية في مساعدة الفقراء “هناك حرب تدور خلف الكواليس ، ونحن قلقون للغاية بشأن تدهور حالة البلدان الفقيرة”.
في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وأجزاء من آسيا، هناك العديد من البلدان في وضع غير مقبول ، حيث تعاني النظم الصحية من نقص التمويل والهش وتفتقر غالبًا إلى المعدات اللازمة. وقد وجدت دراسة حديثة أن بعض الدول الفقيرة لديها سرير واحد فقط من العناية المركزة لكل مليون نسمة.
مثلا، في البرازيل، في البرازيل يعجز العاملون في مختبرات عامة في جامعة ريو دي جانيرو الفيدرالية “عن فعل أي شي” كما يقول أحد الأطباء لأن الكواشف الكيميائية التي يحتاجها يتم تصديرها إلى الدول الأكثر ثراءً.
أما في جنوب أفريقيا فيوجد أكثر من 200 مختبر عام، وهو عدد جيد جدا يفوق الدول الغنية مثل بريطانيا. تم تطوير هذه المختبرات استجابة لتفشي مرض فيروس نقص المناعة البشرية في الماضي والسل. لكن أيضا، إن هذه المختبرات تعتمد على الشركات المصنعة العالمية للكاشفات الكيميائية والمعدات الأخرى اللازمة لمعالجة الاختبارات.
كيف تكون دولة غنية ولا تملك كمامة: أمراض رأسمالية؟
ترجع صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية سبب هذا النقص المستغرب في المعدات وحتى الكمامات في بلاد العم سام إلى ما سمته “مجموعة من الأمراض الرأسمالية” منها التصنيع الخارجي الخارجي منخفض التكلفة وفشل استراتيجي في نظام الرعاية الصحية.
ويكتب فارهاد مانجو في عاموده في الصحيفة أن “الطريقة الوحيدة لمعالجة النقص الآن هي إدراك أن السوق معطلة، وأن تتدخل الحكومة لتحفيز الإنتاج العالمي والمحلي على الفور”، مستغربا مقاومة الرئيس دونالد ترامب مطالبة الشركات بإنتاج المزيد من الإمدادات والمعدات، علما أن زيادة الإنتاج تحتاج إلى أشهر ويوما ما سيتوقف كرم بعض الشركات بتغذية السوق احتياطاتها.
والأهم في هذه الأسباب هو عدم جهوزية الدولة لمواجهة هذه الأزمة، التي هي الآن في حالة تدارك للخسائر لا أكثر ولا أقل، وليست في حالة الإطباق على الوباء ومحاصرته قبل الإنتشار كما فعلت دول أخرى مثل اليابان وسنغافورة وكوريا الجنوبية.
ويسأل مانجو ” كان الحصول على ما يكفي من معدات الحماية من بين أرخص الأشياء وأكثرها فعالية التي كان بإمكاننا القيام بها لإبطاء الوباء. سنحصل على أقنعة كافية في الوقت المناسب للكارثة القادمة. لكن ألن يكون لطيفًا، لمرة واحدة، لو استعدينا للمتاعب قبل أن تضربنا”.
نوع السوق هذا الذي تحدث عنه مانجو يشرحه جوزيف ستيغلتز في مجلة “تايمز” متحدثا عن مخاطر “مجتمع الوفرة” فيكتب: “تعمل الأسواق بشكل جيد، عندما يسير كل شيء بسلاسة، عندما تكون الأمور طبيعية. لكن الأسواق لا تعمل بشكل جيد في الأزمات. في الواقع، إن الأزمات الاقتصادية هي عرض من أعراض عدم عمل الأسواق بشكل جيد – عادة ما تكون ناجمة عن إخفاقات فادحة في الأسواق”.
ويضيف “لدينا مشكلة أوسع نطاقا في مجتمعنا: نحن نعيش على الحافة، على الهامش، في سعينا الذي لا ينتهي من أجل ربح أكبر. لكن بفعلنا هذا، نحن قصيرو النظر. وهذا ينطبق بشكل خاص على أسواقنا المالية، التي تلعب دورًا مركزيًا في تخصيص الموارد. رأينا ذلك في عام 2008، في شكل المخاطرة المفرطة. هنا، نراها مرة أخرى. إنهم (العاملون في الأسواق) يقدرون المكاسب قصيرة الأجل، مع عدم الانتباه إلى المخاطر طويلة الأجل”.
لا يغشّك أحد: صح او خطأ؟
صور وزير الصحة وقد أعياه التعب وملأت التشققات وجهه كما ظهر دماء على رقبته
سعر علاج كورونا يبدأ من دولار واحد
المتحدثة باسم الإتحاد الأوروبي: الحكومة اللبنانية ولبنان يُصنّف ضمن الدول التي يمكن الإستعانة بها لطلب الموارد البشرية من أطباء ومهندسين لمواجهة أي كارثة صحية وهو الدولة العربية الوحيدة على اللائحة
أنا و”كورونا”
التعرض للشمس يحمي من الفيروس؟
قالت منظمة الصحة العالمية أن تعريض نفسك لأشعة الشمس أو لدرجات حرارة أعلى من 25 درجة مئوية لا يساعد على الوقاية من مرض كوفيد 19 لانك قد تصاب بالمرض إن كان الطقس مشمساً أو حاراً. والدليل أن العديد من البلدان ذات الطقس الحار أعلنت عن حالات إصابة بفيروس كورونا المستجد.
مدة بقاء الفيروس على الأسطح
ليس من المؤكد مدة بقاء فيروس كورونا على الأسطح، ولكن يبدو أنه يتصرف مثل الفيروسات التاجية الأخرى. تشير الدراسات إلى أن الفيروسات التاجية (بما في ذلك المعلومات الأولية عن مرض COVID-19) انه قد يستمر على الأسطح لبضع ساعات أو حتى عدة أيام. قد يختلف هذا في ظل ظروف مختلفة (مثل نوع السطح أو درجة الحرارة أو الرطوبة في البيئة المحيطة).
